طالب رئيس الحكومة اللبنانية، "سعد الحريري" خلال اجتماعه مع السفير الروسي، "ألكسندر زاسبيكين"، أن ينقل إلى موسكو رسالة منه تدعو القيادة الروسية إلى المساهمة في خطة لإعادة جزء من النازحين السوريين إلى مناطق خفض العنف في سوريا، تحت رعاية روسية.

وذكرت مصادر مقربة من الحريري لصحيفة "الحياة"،  أنه أبلغ زاسبيكين، يوم الأربعاء الماضي، أن لا مانع لدى لبنان أن تأخذ موسكو على عاتقها ضمان العودة الآمنة للنازحين المنتمين إلى تلك المناطق نظراً إلى الدور الأساسي الذي تلعبه في التهدئة فيها، خصوصاً أن الشرطة الروسية تلعب دوراً رئيساً في تثبيت وقف النار هناك وفي وقف الحرب وضمان عدم تحريك خطوط التماس بين تلك المناطق وبين نظام الأسد وحلفائه.

وأكدت المصادر، أن الحريري طرح الفكرة انطلاقاً من اقتناعه بأن مناطق خفض العنف، باتت عملياً تخضع للنفوذ الروسي الذي بإمكانه أن يضمن هذه العودة، خصوصاً أنه إذا كان العائدون هم من الذين خرجوا من سورية إلى لبنان منذ بداية الأزمة.

وأشارت المصادر المقربة من الحريري إلى أن اقتراحه هذا على السفير الروسي يجنب لبنان الضغوط عليه من أجل التواصل مع نظام الأسد الذي يرفضه فريق واسع من القوى السياسية اللبنانية.

وقالت المصادر أن التداول في هذا الشأن لدى القيادة الروسية "مستمر"، وأشارت إلى أن استبعاد رئيس الحكومة خيار التواصل مع نظام الأسد سببه إضافة إلى رفضه التطبيع مع النظام بسبب قمعه لشعبه وتسببه بمقتل مئات الآلاف من السوريين، الخوف لدى هذا الفريق من أن يلعب النظام اللعبة الأمنية نفسها التي لا يتقن غيرها وهي جر لبنان إلى فخ التنسيق الأمني معه في شأن هوية السوريين العائدين إذا كانوا من المعارضين أو من الموالين له.

وكان الرئيس اللبناني، "ميشال عون"، بعث رسالة إلى رؤساء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجامعة العربية بخصوص إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وهو  ينتظر الأجوبة على الرسائل التي بعثها.

وبحسب المصدر فإن عون سيطرح المساعدة العربية والدولية في إعادة النازحين في زيارتين مقبلتين إلى الكويت في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، ثم إلى إيطاليا في 22 منه.

وبحسب المصدر لم يطرح عون آلية للعودة في الرسائل التي بعث بها إلى رؤساء الدول أو خلال مداولاته مع سفرائها.