الحسكة بين المسرحية و الحرب الفعلية .. حركة نزوح كبيرة نتيجة تواصل القصف و تشتت يصيب الجميع حول الأسباب و النتائج
الحسكة بين المسرحية و الحرب الفعلية .. حركة نزوح كبيرة نتيجة تواصل القصف و تشتت يصيب الجميع حول الأسباب و النتائج
● أخبار سورية ١٩ أغسطس ٢٠١٦

الحسكة بين المسرحية و الحرب الفعلية .. حركة نزوح كبيرة نتيجة تواصل القصف و تشتت يصيب الجميع حول الأسباب و النتائج

يبدو أن هذه المرة قد تجاوز الخلاف بين قوات الأسد و ووحدات حماية الشعب الكردية، حدود التمثيل و دخل مرحلة من الجد ، مع تنامي قدرات الوحدات الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة أمريكياً، و باتت المواجهة مع ما تبقى من قوات الأسد في الحسكة ضرورة لضمان انفرادها في حكم المنطقة الشمالية التي تشكل أساس الحلم الأولي “الفيدرالية” المفضية إلى “روج آفا” أو دولة كردستان الغربية.

و لليوم الرابع على التوالي تشهد مدينة الحسكة عمليات عسكرية غير مسبوقة بين طرفي السلطة فيها “الأسد - الوحدات”، في صراع كان يشهد مناوشات بين الحين و الآخر، سرعان ما يتم انهائه، و لكن هذه المرة شهد تصعيداً غير مسبوق البتة ، من خلال استخدام المدفعية الثقيلة و الطيران الحربي.

و أكدت مصادر خاصة لشبكة “شام” الاخبارية ، أن حجم الخسائر الذي خلفته الأيام الأربعة الماضية كبير جداً ، حيث وصل عدد الشهداء من المدنيين إلى ١٧ شهيد و ثلاثين جريح ، في حين كانت الخسائر كبيرة جداً في المنازل و المحال التجارية و السيارات.

و تشهد الحسكة لأول مرة حركة نزوح بهذا الحجم حيث ، غادر المدينة المشتعلة قرابة نص سكانها وسط ظروف انسانية سيئة، لغياب أي جهة ترعاهم ، و إنما انتقلوا إلى الأراضي الزراعية و البساتين المحيطة بالمدينة بعد بدأ المدفعية الثقيلة استهداف المناطق لخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية ، و كذلك الطيران الحربي.

و قال مصدر خاص في الحسكة ، طلب عدم ذكر اسمه ،أنه لايمكن تحديد إن كان ما تشهده الحسكة اليوم أنه مسرحية معتادة من مسرحيات حزب ب ي د و النظام ، و لكنه أشار إلى أن الأمر يبدو حقيقياً مع دخول المدفعية الثقيلة أجواء المعركة و حدوث خسائر بشرية و مادية كبيرة.

و أضاف المصدر ، الذي يعتبر من معارضي الوحدات الكردية ، أن حركة النزوح الحالية لا يمكن اعتبارها أنها ممنهجة أو مخطط لها لافراغ الحسكة من مكونها العربي ، مشدداً على أن ثلاث أرباع النازحين هم من الكرد.

كما أبدى مصدر ، في حديثه مع شبكة شام الاخبارية ، تخوفه مما يجري في المدينة ، اذ لا يمكن اعتباره حرب حقيقة يمكن أن يستغلها زعيم “ب ي د” صالح مسلم و “نراه جالساً في جنيف إلى جانب المعارضة السورية كممثل عن الكرد”، وفق قوله ،مشدداً في الوقت ذاته عدم امكانية اعتبارها مسرحية اذ أن عدد الشهداء و الجرحي و الخسائر كبير .

و أكد المصدر أن التحالف الدولي لم يتدخل في الأمور التي تجري في الحسكة ، نافياً أي تدخل من قبله لمنع طيران الأسد من قصف المدينة ، وكاشف أن كل ما قام به التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، هو تسيير طائرات استطلاع.

و في سياق ذاته أكد مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، في تصريحات لـ “سي ان ان “، أن استهداف مواقع تابعة لقوات وحدات حماية الشعب الكردي، لأول مرة من قبل طيران الأسد في مدينة الحسكة يوم أمس، كان على مقربة من مواقع للقوة الأمريكية الخاصة المتواجدة بسوريا، مكتفياً بوصف الغارات بـ"غير العادية”، دون أن يوضح أي تفاصيل اضافية عن ماجرى أو ما قامت به أمريكا .

في الوقت الذي قال فيه ناشطون ميدانيون أن أمر الاعتراض الأمريكي على تواجد طيران الأسد في أجواء الحسكة و حتى قصفه غير صحيح ، مؤكدين أن طيران الأسد الحربي لازال في أجواء المدينة ، و سجل حضوره صباح هذا اليوم.

هذا و شهدت الحسكة اشتباكات عنيفة جدا، خلال الأيام الثلاثة الماضية بين قوات الأسد ومليشيا الدفاع الوطني من جهة وقوات حماية الشعب الكردية من جهة أخرى، سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة لسقوط العديد من الشهداء والجرحى بين المدنيين، و شهدت هذه المرة أول تدخل للطيران الحربي في الاشتباكات ، الذي استهدف الأحياء الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية.

وقد توسعت الاشتباكات صباح أمس حيث استخدام الأسلحة الثقيلة من المدافع والصواريخ بعد ان اقتصرت الاشتباكات على الأسلحة الخفيفة والرشاشات المتوسطة، خلال اليومين الماضيين، وقد شهدت الأيام الثلاثة الماضية محاولات تقدم وسيطرة من قبل الطرفين شهدت كر وفر في بعض الأحياء والنقاط، سقط جرائها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

ومع ساعات ظهر أمس، تطور الوضع أكثر لتتدخل طائرات الأسد الحربية وتستهدف منطقة المحلج والكلاسة والناصرة بمدينة الحسكة من بين المناطق المستهدفة مبنى القيادة العامة للقوات الكردية، كما استهدفت الغارات أيضا معسكر التجنيد الإجباري في تل بيدر، وسط أنباء تتوارد عن انسحاب عناصر الوحدات الكردية من عدة نقاط.

ليتوقف بعدها الاشتباك و تحليق الطيران في الأجواء ، الأمر الذي ربطته مصادر بتدخل سلاح الجو الأمريكي ، الذي منع طيران الاسد من مواصلة التحليق فوق المدينة.

والجدير ذكره أن الإشتباكات بدأت يوم الثلاثاء الماضي، والسبب عائد على ما يبدو لعمليات خطف واعتقال من الطرفين، بالإضافة لمناكفات واستفزاز عديدة بين عناصر الطرفين، أدت لإشتعال المعارك بين الطرفين، كما أن هذه المرة ليست الأولى التي تجري فيها اشتباكات بين الطرفين ولكنها الأولى التي يتدخل فيها الطيران الحربي، وفي كل مرة تحدث معارك بينهما يلجئ الطرفان دائما بعد عقد اجتماعات لوقت القتال وإعادة الأمور الى مجراها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ