"الخوذ االبيضاء" تصدر تقريرا مفصلا بعنوان "أرواح السوريين في عام 2021 … ضحية للحرب وكورونا"
"الخوذ االبيضاء" تصدر تقريرا مفصلا بعنوان "أرواح السوريين في عام 2021 … ضحية للحرب وكورونا"
● أخبار سورية ٢٩ ديسمبر ٢٠٢١

"الخوذ االبيضاء" تصدر تقريرا مفصلا بعنوان "أرواح السوريين في عام 2021 … ضحية للحرب وكورونا"

نشر الدفاع المدني السوري أو ما يعرف بـ "الخوذ البيضاء" تقرير مفصلا لعام 2021 بعنوان "أرواح السوريين في عام 2021 … ضحية للحرب وكورونا"، وثق من خلاله الهجمات وخروقات وقف إطلاق النار التي أدت لسقوط الضحايا، بالإضافة لتوثيق للمأساة التي خلفها فيروس كورونا في المناطق المحررة.

وأكد أن السوريون يقفون على أعتاب عام جديد آملين أن يحمل في طياته نهاية مأساة تجاوز عمرها العقد، لتكون أمنياتهم بتوقف القصف وعودتهم إلى منازلهم التي هُجّروا منها الشيء الوحيد الذي يحملونه من عام لآخر دون أن يتحقق.

وذكر الدفاع المدني أن عام 2021 لم يأتِ بأي جديد عليهم سوى استمرار القصف والهجمات التي مازالت تأكل أجسادهم -وبهدوء ودون أي ضجيج يكترث إليه العالم- من قبل قوات النظام وروسيا التي تتبع سياسة ممنهجة تتلخص بالحفاظ على حالة من اللا حرب واللاسلم، بهدف منع أي حل سياسي على الأرض، وفرض واقع عسكري وإنساني يبعد الأنظار عن الحل السياسي.

ولفتت "الخوذ البيضاء" إلى أن قوات النظام وروسيا صعّدت عملياتها العسكرية منتصف العام بشكل كبير، على مناطق ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب في حماة، بالإضافة إلى تصعيد القصف على مناطق ريف حلب الشمالي والغربي، ما تسبب بتضاعف عدد الضحايا واستمرار عمليات التهجير والنزوح وتدمير البنى التحتية، في وقت اجتاحت موجة جديدة من فيروس كورونا مدن وبلدات شمال غربي سوريا، في ظل استنفاذ كبير للقطاع الطبي المنهك أصلاً بعد سنوات من الاستهداف الممنهج له، وقد تابعت فرق الدفاع المدني السوري خلال العام تقديم كل العمليات و الاستجابات الممكنة للمدنيين والوقوف إلى جانبهم للتخفيف من معاناتهم.

وبالرغم من خضوع شمال غربي سوريا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 6 آذار عام 2020 إلا أن تصعيد نظام الأسد وحليفه الروسي لم يتوقف، وارتفع بشكل واضح مع هجمات ممنهجة على المشافي والمرافق الحيوية ومراكز الدفاع المدني السوري، في سياسة شبيهة بما كان يجري خلال عشر سنوات مضت وإن كانت الهجمات أخفض نسبياً ولا يمكن توصيفها بأنها حملات عسكرية.

وأشار الدفاع المدني إلى أنه استجاب خلال عام 2021 لأكثر من 1300 هجوم من قبل النظام وروسيا تم فيها استخدام أكثر من 7000 ذخيرة متنوعة، منها أكثر من 145 طلعة جوية جميعها روسية تم فيها شن أكثر من 400 غارة جوية، و1000 هجوم بالقذائف المدفعية تم فيها إطلاق أكثر من 5650 قذيفة، و123 هجوماً صاروخياً تم فيها إطلاق أكثر من 700 صاروخاً منها 43 هجمات بصواريخ أرض ـ أرض، منها اثنان محملان بقنابل عنقودية، إضافة لـ 34 هجوماً بالصواريخ الموجهة تم فيها إطلاق أكثر من 40 صاروخاً، فيما كانت الطائرات المسيرة حاضرة، حيث استجاب الدفاع المدني السوري لـ 8 هجمات بالطائرات المسيرة، و المئات من الهجمات بأسلحة أخرى متنوعة.

ووثقَّ الدفاع المدني السوري خلال عام 2021 استشهاد 225 شخصاً من بينهم 65 طفلاً و38 امرأة نتيجة لتلك الهجمات التي شنها الطيران الروسي وقوات النظام واستجابت لها فرق الدفاع المدني السوري فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 618 شخصاً أصيبوا نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 151 طفلاً.

وبحسب "الخوذ البيضاء" فإن معظم هجمات النظام وروسيا التي استجاب لها الدفاع المدني السوري خلال العام الحالي تركزت على المناطق الجنوبية في ريف إدلب وجبل الزاوية ومنطقة أريحا وريف إدلب الشرقي، فيما امتد القصف باتجاه الغرب ليصل إلى مناطق سهل الغاب في ريف حماة، ومناطق الساحل بدرجة أقل في ريف اللاذقية، بالإضافة إلى عدد من الهجمات التي استهدفت عدة مناطق في ريف حلب الغربي، إذ استجابت فرقها لهجمات استهدفت 169 مدينة وبلدة مختلفة في شمال غربي سوريا.

وأضافت: استهدفت تلك الهجمات بشكل عام منازل المدنيين والحقول الزراعية، فيما لم يتوقف استهداف المدارس، والمشافي، والمرافق الحيوية، واستجابت فرق الدفاع المدني السوري، لأكثر من 490 هجوماً على منازل المدنيين، وأكثر من 620 هجوماً على حقول زراعية، و4 هجمات على مدارس ومنشآت تعليمية، و 8 هجمات على أسواق شعبية، و4 هجمات على مشافي ونقاط طبية، و4 هجمات على مراكز الدفاع المدني السوري، و4 هجمات على مخيمات تؤوي مهجرين، وهجومان على مدارس، ومئات الهجمات الأخرى التي استهدفت معامل ومنشآت تجارية ومحطات وقود وأبنية عامة وطرقات.

وشدد الدفاع المدني على أن قوات النظام وروسيا تستخدم أسلحة متطورة وذات دقة عالية في استهداف المدنيين وفرق الدفاع المدني السوري، وهي قذائف مدفعية موجهة بالليزر من نوع ( كراسنوبول) ، وهذا ما يؤكد أن القصف ممنهج بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، حيث وثقت فرق الدفاع المدني استخدام هذا النوع بأغلب الهجمات المدفعية مرافق حيوية ومنازل المدنيين، ومن بين المنشآت المستهدفة بقذائف كراسنوبول مشفى الأتارب في 21 آذار الماضي ومعبر باب الهوى، وفي قرية إبلين في 10 حزيران الماضي، ونقطة مرعيان الطبية في 8 أيلول، وباستهداف مركز الدفاع المدني السوري في قرية قسطون غربي حماة، و منازل المدنيين في جبل الزاوية وأريحا، كما أن أغلب المجازر حصلت باستخدام هذا النوع من القذائف

وأوضحت "الخوذ البيضاء" أنه خلال 2021 لم تتوقف الانفجارات المجهولة والتفجيرات الإرهابية في شمال غرب سوريا، حيث استجابت الفرق خلال العام لأكثر من 177 انفجاراً مجهولاً وانفجاراً لسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، تسببت تلك الانفجارات بمقتل أكثر من 91 شخص، من بينهم 15 طفلاً و7 نساء، وأدت لإصابة أكثر من 300 شخص آخرين من بينهم 55 طفلاً، وتركز العدد الأكبر من الانفجارات والعبوات الناسفة في ريفي حلب الشمالي والشرقي التي نزحت إليها أعداد كبيرة من المدنيين ما تسبب بارتفاع نسبي لعدد الضحايا.

وأكدت أن نظام الأسد وحليفه الروسي صعدا خلال العام الحالي استهدافهم لفرق الدفاع المدني السوري ومراكزه، في سياسة ممنهجة ومتعمدة، ما أدى لاستشهاد 3 متطوعين وإصابة 19 آخرين جراء هجمات استهدفت فرق ومراكز الدفاع المدني السوري، حيث تم توثيق 4 هجمات استهدفت 4 مراكز للدفاع المدني السوري بالإضافة إلى 11 هجوماً استهدف الفرق أثناء إنقاذهم الأرواح.

وتأتي هذه الهجمات بهدف حرمان المدنيين من خدمات الدفاع المدني السوري وتهجير المدنيين من مدنهم وقراهم، ومحاولة إخفاء الشاهد على استهداف المدنيين بمختلف أنواع القصف.

وترافق التصعيد الممنهج على الأرض تجاه الدفاع المدني السوري مع حملة إعلامية يشنها إعلام نظام الأسد وروسيا في محاولة لتشويه صورة المتطوعين ولتبرير قتلهم، وخاصة أن متطوعي الدفاع المدني السوري هم المستجيبون الأوائل لإنقاذ المدنيين جراء الغارات الجوية الروسية والقصف وهم الشهود الأوائل على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين.

وأوضح التقرير أن مناطق الشمال السوري شهدت أكبر موجة نزوح في سوريا منذ عام 2011، بسبب الهجمات العسكرية والتقدم البري للنظام وروسيا والقصف الذي يستهدف التجمعات السكانية، حيث نزح خلال الأيام الأخيرة من عام 2019 وحتى 5 آذار 2020 أكثر من مليون مدني، أغلبهم نزحوا من ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الشمالي والغربي، وتوجه أغلب النازحين نحو المناطق الحدودية بريفي إدلب وحلب، ليتجاوز عدد النازحين الكلي في شمال غربي سوريا 2 مليون مدني معظمهم نزح عدة مرات ومن مناطق مختلفة في سوريا خلال عمر الانتفاضة السورية ضد النظام.

وبعد وقف إطلاق النار عاد ما يقارب 350 ألف شخص لأرياف إدلب وحماة خلال العام الماضي، كما عاد عدد من العائلات بشكل جزئي مع بداية الموسم الزراعي لجني محاصيلهم، لكن حركة النزوح عادت وتجددت من عدة مناطق بينها منطقة سهل الغاب وجبل الزاوية، حيث تم تسجيل نزوح آلاف المدنيين جراء تجدد القصف المدفعي والصاروخي اليومي على تلك المناطق.

وينذر استمرار التصعيد بموجة نزوح جديدة نحو المخيمات الحدودية المهددة أساساً بكارثة إنسانية والتي يعيش فيها أكثر من مليون ونصف مهجّر قسرياً من عدة مناطق في سوريا، ما يفاقم الحالة الإنسانية للنازحين ويحرمهم من حقهم في الغذاء والدواء بعد أن حرمهم نظام الأسد من حقهم في العيش الآمن.

وبخصوص فيروس كورونا، قال الدفاع المدني إنه في الوقت الذي لم يهدأ القصف والهجمات العسكرية للنظام وروسيا على شمال غربي سوريا، كان فيروس كورونا بما يحمله من فتك بالأرواح ، يجتاح المنطقة بموجة ثانية هذا العام ولاسيما مع وصول متحور دلتا سريع الانتشار، وكانت الموجة خطيرة جداً بسبب طبيعة الظروف وغياب الخدمات وضعف البنية التحتية واستحالة تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في المخيمات التي تؤوي أكثر من 1.5 مليون مدني، عانى القطاع الطبي من إشغال تام في أسرة العناية المشددة وازداد عدد الوفيات بشكل كبير وبلغ عدد الوفيات هذا العام بحسب الجهات الطبية العاملة في شمالي غربي سوريا أكثر من 1950 حالة وفاة موثقة، وعدد الإصابات أكثر من 72 ألف إصابة بالفيروس.

وكثفت فرق الدفاع المدني السوري جهودها هذا العام للعمل ضمن الإمكانات المتاحة لمواجهة الجائحة وحماية المدنيين في ظل ضعف الخدمات والبنية التحتية، وكان الدفاع المدني السوري أطلق العام الماضي حملة لتطهير وتعقيم المرافق العامة وبالتوازي مع عمليات التطهير نفّذ حملات توعوية، بهدف الوقاية من فيروس كورونا ومنع انتشاره، ركزت بشكل أساسي على تقديم الإرشادات الوقائية من فيروس كورونا، إلى جانب الإرشادات المهمة الأخرى للأهالي، واستهدفت بالدرجة الأولى مخيمات النازحين، والمنشآت التعليمية، والمرافق الحيوية الأخرى التي تشهد حركة للمدنيين.

ولم تقتصر استجابة الدفاع المدني السوري لفيروس كورونا على موضوعي التوعية والوقاية، حيث بدأ بخطوات جادة لتوفير جزء من المستهلكات الطبية، بإنشاء معمل لإنتاج الكمامات ويقدر إنتاجه هذا العام بنحو 5 ملايين كمامة، ويستهدف التوزيع المراكز الصحية والمشافي التابعة لمديريات الصحة في الشمال السوري ويقدر عدد المستفيدين من الكوادر الطبية 7 آلاف شهرياً، إضافة لمتطوعي الخوذ البيضاء والذين يقدر عدد المستفيدين منهم 2600 متطوع شهرياً.

وافتتح الدفاع المدني السوري معملاً إضافياً لإنتاج الأوكسجين، بعد النقص الهائل الذي حصل هذا العام باعتبار الأوكسجين من أهم المستهلكات الطبية للمصابين بفيروس كورونا، ومادة مهمة في عمل المشافي والنقاط الطبية، وبلغت الكمية المنتجة هذا العام، 110آلاف لتر، معبأة بأسطوانات مختلفة الأحجام بين كبيرة سعة 50 لتر وصغيرة سعة 10 لتر، إضافة لإنتاج الأقنعة البلاستيكية الواقية التي تزود بها الفرق الطبية التي تكون على تماس مباشر مع المرضى وتم إنتاج 80 ألف قناع بلاستيكي هذا العام، مع الاستمرار بإنتاج الألبسة الخاصة بالكوادر الطبية والمستجيبة على الخطوط الأمامية لفيروس كورونا وتم إنتاج أكثر من 4800 بدلة.

وتُوزع اسطوانات الأوكسجين على مشافي الحجر الصحي ومراكز الدفاع المدني السوري بما فيها منظومة الإسعاف ولحالات خاصة من المدنيين الذين يتم حجرهم في المنازل.

وبما يخص نقل المصابين ودفن الوفيات، تقوم فرق مختصة من الدفاع المدني السوري بنقل الوفيات من مراكز الحجر الصحي والمشافي الخاصة بفيروس كورونا ليتم دفنها وفق إجراءات ومعايير السلامة لمنع انتقال العدوى، نفذ الدفاع المدني السوري خلال عام 2021 أكثر من 5,700 عملية ميدانية، من عمليات نقل المصابين ودفن الموتى، وقد بلغ عدد المصابين 93 ألف حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 2273 وفاة من المراكز الطبية الخاصة بالاستجابة لفيروس كورونا ودفنها وفق الإجراءات الاحترازية والجزء الأكبر من تلك الوفيات كان بسبب فيروس كورونا.

وتابع التقرير: خلف قصف نظام الأسد وحليفه الروسي آلاف الذخائر غير المنفجرة والتي باتت قنابل موقوتة تهدد سلامة المدنيين ويكون الأطفال هم الضحية الأكبر لها، وسجلت سوريا الحصيلة الأعلى في العالم خلال عام 2020 بعدد الضحايا الذين قتلوا بسبب الألغام الأرضية، بحسب التقرير السنوي للتحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC)، ووثق التقرير مقتل وإصابة (2729) شخصاً في سوريا أغلبهم كانوا مدنيين، ونصفهم من الأطفال، من أصل (7073) قتلوا أو أصيبوا في العالم خلال عام 2020، وأشار التقرير إلى أن حصيلة الضحايا التي سجلها في سوريا هي الأعلى في عام واحد منذ أن بدأ المرصد بمراقبة حصيلة ضحايا الألغام في عام 1999.

ويعيش ملايين المدنيين في سوريا في مناطق موبوءة بالألغام والذخائر غير المنفجرة نتيجة سنوات من قصف النظام وروسيا، تتركز جهود الدفاع المدني السوري على التعامل مع هذا الواقع المؤلم والحفاظ على أرواح المدنيين.

وكثّفت فرق المسح وفرق الإزالة عملياتها في شمال غربي سوريا، و قامت خلال عام 2021 بأكثر 2132 عملية ميدانية، منها 608 عمليات إزالة، تم فيها التخلص من 683 ذخيرة متنوعة، كما قامت فرق المسح بإجراء مسح لـ 613 قرية، تم فيها تحديد 408 منطقة ملوثة، فيما قدمت الفرق 1107 جلسة توعوية حضرها أكثر من 13 ألف شخص، أكثر من 90 % بالمئة منهم أطفال، وركزت على خطر الذخائر المتفجرة وضرورة الابتعاد عن الأجسام الغريبة، وأهمية إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري المختصة عنها فوراً، كما نفذت الفرق عدة حملات ومبادرات واتفاقيات مع منظمات مجتمع مدني، بهدف تنفيذ عمليات مسح للتأكد من حالة التلوث في بعض القرى التي سيقام فيها مشاريع.

ورغم استمرار القصف وهجمات قوات النظام وروسيا على مدار العام، بالإضافة إلى انتشار فيروس كورونا واستنفار الفرق للاستجابة له، تابعت الخوذ البيضاء عملياتها الخدمية للمدنيين، بهدف دعم استقرارهم، والوقوف إلى جانبهم، حيث قدمت الفرق أكثر من 85 ألف عملية خدمية خلال عام 2021، بالإضافة إلى عشرات المبادرات التي أطلقتها الفرق في بعض المدن والبلدات والتي ركزت على تقديم جملة من الأعمال الخدمية في منطقة محددة وتنوعت العمليات الخدمية المقدمة من قبل الفرق، وكانت بشكل كبير استجابة لحاجة المدنيين، وركزت على إعادة تأهيل المرافق العامة وترحيل الركام وغيرها من العمليات الأخرى، لاسيما مع بداية فصل الشتاء حيث كثفت الفرق فرش الأرضيات وتأهيل الطرقات للمخيمات وقدمت 8700 عملية بهذا الجانب، و نحو 3 آلاف خدمة إزالة أنقاض، و3 آلف عملية خدمية في تأهيل البنية التحتية، إضافة لآلاف الخدمات الأخرى في تجهيز المدارس وصيانة الطرقات والمساعدة بدعم واستقرار المدنيين.

وساهمت عدة عوامل بزيادة ملحوظة لخدمات الرعاية الصحية التي تقدمها متطوعات الخوذ البيضاء في الشمال السوري هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، منها التدمير الممنهج للمراكز الطبية والمشافي من قبل النظام وروسيا، واضطرار عدد من المشافي للتخصص باستقبال المصابين بفيروس كورونا، فكانت المراكز النسائية البديل الذي استطاع تغطية جزء مهم من خدمات الرعاية الصحية للمدنيين.

وتشكل النساء والأطفال النسبة الكبرى من المراجعين والمستفيدين من الخدمات الطبية التي تقدمها متطوعات الدفاع المدني السوري داخل مراكزهن، حيث قدمت الفرق خلال عام 2021 أكثر من 141 ألف عملية وخدمة طبية، استفاد منها بشكل مباشر أكثر من 125 ألف شخص، حيث استفادت أكثر من 88 ألف امرأة من تلك الخدمات، حيث كان للنساء الحوامل قسم كبير من تلك الخدمات حيث تم تقديم أكثر من 74 ألف خدمة رعاية صحية لنساء حوامل ومتابعة وضعهن الطبي والصحي، فيما بلغ عدد الأطفال المستفيدين أكثر من 27 ألف طفل، بالإضافة إلى آلاف العمليات الأخرى والفحوصات لهنَّ ولأطفالهنَّ حديثي الولادة.


وقال التقرير إن للتوعية دور كبير في الحفاظ على أرواح المدنيين وتساهم بشكل كبير في تقليل فرص إصابتهم بالأمراض أو تعرضهم لأخطار مميتة، وخلال عام 2021 قدمت فرق الدفاع المدني السوري أكثر من 22 ألف جولة توعوية في مختلف المواضيع، كان أكثر من 4 آلاف منها للتوعية بفيروس كورونا، 1565 منها حول الإسعافات الأولية، و1400 حول الذخائر غير المنفجرة والوقاية منها، بالإضافة إلى آلاف الجولات التي غطت مواضيع أخرى مثل طرق الوقاية من اللشمانيا، خدمة الراصد، أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، الوقاية من الحرائق المنزلية، نصائح لمرضى السكر والعديد من المواضيع الأخرى.

ولفتت "الخوذ البيضاء" إلى أن المخيمات تزداد كل يوم وتكبر مأساتها، والحصار يهدد أكثر من 4 ملايين إنسان في شمال غربي سوريا بعد مساع روسية لإلغاء آلية إدخال المساعدات عبر الحدود، فيما يعيش مخيم الركبان في منطقة التنف جنوب شرقي سوريا يعيش حصاراً من قبل النظام وروسيا منذ سنوات، وفي وقت يواصل فيه نظام الأسد سياسة الاعتقال والتجويع للمدنيين في مناطق سيطرته، وهجماته لم تتوقف على شمال غربي سوريا، ويزداد تهديد فيروس كورونا وآثاره ستكون كارثية على جميع المناطق السورية التي دمرت الحرب كل ما يمكن أن يساهم في إنقاذ الأرواح فيها، وتتفاقم المعاناة مع أوضاع معيشية متردية وجفاف يهدد الزراعة ويجعل جميع السكان أمام خطر مجاعة حقيقية.

وختمت: مع نهاية كل عام وبدء عام جديد يتجدد الأمل بانتهاء الحرب وأن يكون عام لبدء الإعمار وإعادة الحياة لسوريا التي دمرها نظام الأسد وحليفه الروسي، لكن هذا الأمل يتضاءل وفي كل عام جديد يتراجع اهتمام المجتمع الدولي أكثر بمأساة السوريين، فيما وقف الحرب والموت بات حلماً لا يُعرف متى يتحقق، أو هل سيتحقق؟.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ