الذاكرة الدموية .. حماة و أخواتها
الذاكرة الدموية .. حماة و أخواتها
● أخبار سورية ٣ فبراير ٢٠١٥

الذاكرة الدموية .. حماة و أخواتها

رصاص , رصاص , انفجارات كانت يده مليئة من كفه لكوعه بالساعات , آخرها ساعة زوجي , علمت عندما رأيتها أنهم قتلوه , قتلوهم بالرصاص , كلهم ....

قصة أراد النظام روايتها مجددا عام ألفين وإحدى عشر , ليس في حماة فقط , بل في سورية كلها

مجزرة حماة عام ألف وتسع مئة وأثنين وثمانين , بالرغم من أن مجازر نظام الأسد , لم تعد تحصى دموية وعدداً، فيبقى حق علينا أن نستذكر مجزرة حماة سنة 1982، إذ كانت النموذج الذي يحتذيه الابن اليوم ، تحت عيون العالم كله

ثمان وأربعين ألف شهيد على الأقل وتهديم ثمانين مسجدا و أربع كنائس , أما المشاهد المأساوية فلا تحصى وإن ما يشاهده العالم اليوم على الفضائيات منذ أربع سنوات من مذابح ومجازر في المدن السورية لهو نموذج حقيقي لما حدث في حماة , لكن لم يكن هناك من يصوِّر أو يوثق قلة قليلة من حالفها الحظ لتخرج وتتحدث للعالم ماذا فعل بهم الأسد .

فهل ينسى الشعب هذه الكوارث بعدما سطا ضباط بانقلاب عسكري على مقاليد السلطة؟

يجيبنا الدكتور نبيل شبيب وهو ممن عاصر المأساة وعايشها .... أما شهداء حماة وأخواتها في مطلع ثمانينات القرن الميلادي الماضي، فقد نالوا إحدى الحسنينن بإذن الله تعالى، وهو ولي من لا يزال يعاني من نتائج ما وقع آنذاك حتى اليوم.. وقد انشغلنا أكثر مما ينبغي في العامين الأولين للثورة في سورية الآن بالحديث عما وقع من أخطاء في تلك الفترة، وأغفلنا أن الثورة اليوم امتداد لما كان من مقاومة للاستبداد والفساد طوال العقود الماضية، فمن مراحل المقاومة ما يبدأ بنخبة تمضي غالبية الشعب معها كما كان قبل بضع وأربعين سنة، ومنها ما ينطلق شعبيا كما في الثورة الشعبية الحالية..

كارثة حماة هي مأساة القرون، وليس القرن العشرين وحده، وهي من العمق والكارثية بحيث لا يمكن طيها بالتقادم أو النسيان، وإذا كان التاريخ لا يزال يذكر الشعوب والأمم بإحراق نيرون لروما بالرغم من مرور حوالي ألفي عام على حدوثها، فإن ما أصاب حماة أفدح مما وقع لروما، وسوف يذكرها المؤرخون والباحثون على مدى عشرات القرون، ليقولوا إن فئة قليلة قفزت على السلطة، وهدمت الحياة الدستورية والمدنية والاجتماعية والقضائية، وحاربت القيم الأخلاقية والأعراف الراسخة التليدة، واستباحت دماء عشرات الألوف، وأذلت وجهاء الناس وكرامهم .

يضيف شبيب عن الدروس التي تعلمناها على مدى أربعين عاما ...

ولئن جاز لنا الحديث عن دروس، فلعل أهم درس من الماضي، أن التحرك الثوري لم يقدّر آنذاك ما مدى الهمجية المنتظرة من النظام، ونوعية علاقاته الإقليمية والدولية رغم همجيته.. وقد احتجنا في ثورتنا الحالية أيضا إلى وقت طويل دفع شعبنا خلاله ثمنا باهظا، لندرك ما تعنيه كلمة "يا ألله.. ما لنا غيرك يا ألله"، ولن تكون النخب السياسية وغيرها على مستوى الثورة الشعبية اليوم إلا بقدر ما تنطلق من هذا المعنى وتدرك أن النصر مرتبط بمزيد من الاعتماد على الطاقات الذاتية وفرض الأمر الواقع على الأرض، ولا يتحقق ذلك دون وحدة الكلمة والصفوف.. وهذا أفضل ما نقدمه لحماة وأخواتها والضحايا من مطلع الثمانينات في القرن الميلادي الماضي.

لا بد من عقاب المجرمين والسفاحين مهما طال الزمن، لا بد من توقيع العقاب الصارم على من سفك الدماء، ونهش الأعراض، وقتل الألوف بحمامات دم جماعية، ونهب بيوت المواطنين، وسطا على كل ما يملكون من أثاث وحلي ومال أياً كان انتماؤه ، سواء أكان علوياً أم سنياً أم إسماعيلياً أم درزياً أم مسيحياً .

هذا ماخلص إليه الأستاذ عدنان سعد الدين , فهل سنشهد هذا اليوم العادل .

المصدر: شبكة شام الكاتب: ايرس محمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ