الشبكة السورية توثق استهداف سراقب بالكلور وتؤكد وجود نية جرمية للنظام وروسيا في استخدام السلاح الكيماوي
الشبكة السورية توثق استهداف سراقب بالكلور وتؤكد وجود نية جرمية للنظام وروسيا في استخدام السلاح الكيماوي
● أخبار سورية ١٣ فبراير ٢٠١٨

الشبكة السورية توثق استهداف سراقب بالكلور وتؤكد وجود نية جرمية للنظام وروسيا في استخدام السلاح الكيماوي

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنها رصدت تصعيد خطيرة للهجمات الجوية الروسية على مناطق ريفي محافظة إدلب الشرقي والجنوبي، بعد إعلان الدفاع الروسية في 3 شباط الجاري عن إسقاط طائرة روسية ثابتة الجناح من طراز 25-Su بصاروخ محمول على الكتف مضاد للطائرات في قرية الصوامع بريف إدلب الشرقي، وفي اليوم ذاته أعلنت وزارة الدفاع الروسية أيضا عن قصف المنطقة التي سقطت فيها الطائرة وقالت إنها قتلت 30 شخصا وصفتهم ’بالإرهابيين".

وبينت الشبكة في تقرير مفصل اليوم عن استهداف مدينة سراقب بالغازات السامة أن القوات الروسية بالتعاون مع قوات النظام تسعى لتنفيذ عمليات انتقامية بحق سكان هذه المناطق، يشبه ما ارتكبته قوات الحلف السوري الروسي عقب سقوط مقاتلتها الحربية 24-Su في ريف اللاذقية في تشرين الثاني / 2015، والمروحية 8-Mi بريف إدلب الشرقي في آب / 2016.

وأوضحت الشبكة أنه في يوم الهجوم الأحد 4/ شباط / 2018 شهدت كامل محافظة إدلب غارات روسية سورية مكلفة استخدمت فيها صواريخ وبراميل متفجرة، كما تعرض مشفى معرة النعمان المركزي لغارات روسية أدت إلى تدميره بشكل كبير وخروجه عن الخدمة قبيل هجوم سراقب بقرابة نصف ساعة، كما تعرض كل من مشفى كفر نبل الجراحي ومستوصف الرعاية الصحية الواقعين في مدينة كفر نبل بريف إدلب الشرقي إلى أضرار مادية نتيجة هجمات روسية قبيل الهجوم الكيميائي بساعة تقريبا.

ورصدت الشبكة ما لا يقل عن 80 غارة قامت بها قوات الحلف السوري الروسي استهدفت قرابة 22 نقطة في محافظة إدلب، مؤكدة وجود نية جرمية مبيتة لدى قوات الحلف السوري الروسي: إثر التكتيك الذي اتبعه النظام في هجوم سراقب يشبه إلى حد كبير ما قام به يومي هجومي خان شيخون والغوطتين الكيميائيين، من حيث توقيت واستراتيجية الهجوم.

ولفتت الشبكة إلى أن الحلف السوري الروسي اختيار توقيت تكون فيه درجة الحرارة أخفض ما يمكن لضمان انتشار الغاز على أوسع مساحة ممكنة، و استهداف ثلاث من المنشآت الطبية في ريف إدلب الجنوبي والشرقي قبيل الهجوم بدقائق بغارات نعتقد أنها روسية، وهذا تماماً ماوثقته الشبكة يوم هجوم خان شیخون، كما نقذ طيران ثابت الجناح تعتقد أنه روسي من طراز 25-SU عدة غارات على الطرق المؤدية إلى سراقب؛ ما أعاق نقل المصابين خارج المدينة.

وسردت الشبكة تفاصيل الهجوم في يوم الأحد 4/ شباط / 2018 قرابة الساعة 21:20 ألقى الطيران المروحي التابع للنظام برميلين متفجرين محملين بغاز سام استهدفا منازل مدنية في الحي الشرقي من مدينة سراقب بريف محافظة إدلب الشرقي، ما أدى إلى إصابة ثمانية مدنيين بحالات اختناق، ولدى وصول عناصر الدفاع المدني إلى الموقع أصيب ثلاثة منهم بحالات اختناق أيضأ وتم نقلهم جميعا إلى المشافي الميدانية.

وأشارت الشبكة إلى أن نظام الأسد انتهك عبر استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة سراقب القانون الدولي الإنساني العرفي، الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية مهما كانت الظروف، وثانية خرق بما لا يقبل الشك ’’اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي صادقت عليها الحكومة السورية في أيلول / 2013، التي تقتضي بعدم استخدام الغازات السامة وتدميرها، وثالثا خرق جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبشكل خاص 2118 عام 2013، و2209 عام 2015، و 2235 عام 2015.

كما أثر استخدام الأسلحة الكيميائية يشكل جريمة حرب وفقا لميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى أن اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي صادقت عليها الحكومة الروسية، تمنع بشكل قاطع أي نوع من المساعدة أو التشجيع على المساهمة في أي نشاط محظور على أية دولة طرف، ولقد أظهرت عدة أدلة تورط القوات الروسية في تقديم مساندة تمهيدية، ولاحقة، لقوات النظام.

ووجهت الشبكة إلى مجلس الأمن الدولي بالتأكيد على تكرار انتهاك النظام لثلاثة قرارات مجلس الأمن الدولي، على الرغم من أنها جميعا تشير إلى الفصل السابع، مبينة أنه على الأعضاء الأربعة الدائمين، الضغط على الحكومة الروسية لوقف دعمها للنظام الذي يستخدم الأسلحة الكيميائية، وكشف تورطها في هذا الصدد.

وبينت الشبكة أن النظام في سوريا كرر استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، منذ أول استخدام لها في عام 2012 حتى الآن، ما لا يقل عن 211 مرة، فصلت ذلك قبل قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27/ أيلول / 2013: 33 هجوما، و بعد قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27/ أيلول/ 2013 حتى الآن: 178 هجوما ثالثا: بعد قرار مجلس الأمن رقم 2209 الصادر في 6/ آذار / 2015: 109 هجوما | رابعا: بعد تشكيل آلية الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 2235 الصادر في 7/ آب / 2015: 53 هجوما خامسا: بعد الفيتو الروسي فيما يخص تمديد عمل مهمة آلية التحقيق المشتركة في 18 تشرين الثاني / 2017: 3 هجوما.

تسببت جميع تلك الهجمات في مقتل ما لا يقل عن 1421 شخصا، يتوزعون إلى : • 1357 مدنية، بينهم 187 طفلا، و 244 سيدة (أنثى بالغة) • 57 من مقاتلي المعارضة المسلحة. •7 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في أحد سجون المعارضة . وإصابة ما لا يقل عن 6684 شخصا.

ولفتت الشبكة إلى تكرَّر الفشل الروسي في كبح النِّظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية، والذي بدأ يُفسَّر من قبل السوريين على أنه رغبة روسية من قبل حليفها في استخدام الأسلحة الكيميائية، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار عدد المرات التي استخدم فيها النظام الأسلحة الكيميائية، فبعد أن تعهَّدت روسيا بأن يُسلم النِّظام ترسانته الكيميائية عقبَ هجوم الغوطتين في آب/ 2013 نفَّذ النِّظام بعده ما لا يقل عن 178 هجمة بأسلحة كيميائية حتى شباط/ 2018، لم تكن جميع هذه الهجمات على السوية ذاتها، ولم ينجم عن جميعها عدد كبير من الضحايا، كما تعدَّدت أنواع الذخائر المحمَّلة بالغازات السامة المستخدمة فيها بينَ الأرضية، والبراميل المتفجرة، والذخائر الجوية، والقنابل اليدوية.

وتابعت الشبكة أنه في ظلِّ اتفاقيات خفض التَّصعيد، التي كانت روسيا طرفاً ضامناً لها لم تنجح في وقف ماكينة القتل والقصف والتدمير بل كانت شريكاً أو مُنفذاً لعشرات الهجمات البربرية، وبالتأكيد لم تُنفِّذ تعهدها في منع النظام من استخدام الأسلحة الكيميائية على الرَّغم من دخول اتفاقية خفض التَّصعيد حيِّز التَّنفيذ؛ فقد سجلت ما لا يقل عن 8 هجمات كيميائية منذ أيار/ 2017 حتى شباط/ 2018 نفَّذها النظام السوري في محافظتي إدلب وريف دمشق.

ومن ضمن 11 مرة استخدمت فيها روسيا حقَّ النَّقض (الفيتو) في مجلس الأمن لصالح النظام ، كانت خمسة منها بخصوص ملف الأسلحة الكيميائية تحديداً، حيث أعلنت روسيا عدم رضاها عن عمل آلية التحقيق المشتركة التي انبثقت عن قرار مجلس الأمن رقم 2235، واستخدمت حقَّ النَّقض 3 مرات في غضون أقلَّ من شهر؛ لوقف تمديد مهمة عمل اللجنة التي انتهت ولايتها في تشرين الثاني/ 2017، ومنذ ذلك التاريخ حتى شباط/ 2018 ارتكب النظام السوري ما لا يقل عن 3 هجمات بأسلحة كيميائية بحسب ما سجله فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "مجدداً، أهانَ النِّظام السوري الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس الفرنسي، كما أهانَ قبله تعهد الرئيس الأمريكي السَّابق، دونَ أن يتلقى أي ردِّ فعل جدي يردعه عن تكرار استخدام الأسلحة الكيميائية في القرن الواحد والعشرين، لقد شكَّل هجوم سراقب أوَّل خرق صارخ بعد المبادرة الفرنسية 23/ كانون الثاني/ 2018، التي تعهدت بملاحقة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في سوريا، وحتى اللحظة لم تظهر أية بوادر جديَّة ضدَّ النظام السوري، وقد كنا نأمل أن نرى تطبيقاً حاسماً وسريعاً لها، وأن لا يكونَ مصيرها مشابهاً لخط باراك أوباما الأحمر".

وختمت الشبكة بأنه تبيَّن أنَّ الهجمات الروسية في الآونة الأخيرة اتَّخذت طابعَ الداعمِ للنظام في هجماته الكيميائية، وقد رصدت الشبكة ذلك بشكل واضح في هجومي خان شيخون 4/ نيسان/ 2017 وسراقب 4/ شباط/ 2018 الذي يتحدَّث عنه هذا التقرير.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ