العراق يدرس خيار التوغل داخل سوريا للتعامل مع تنظيم الدولة
العراق يدرس خيار التوغل داخل سوريا للتعامل مع تنظيم الدولة
● أخبار سورية ١٥ نوفمبر ٢٠١٨

العراق يدرس خيار التوغل داخل سوريا للتعامل مع تنظيم الدولة

ذكر مسؤولٌ عسكريٌ عراقي رفيع، أن بغداد تدرس خيارات عدة في التعامل مع جيوب مسلحة لتنظيم الدولة على الحدود مع سوريا، من بينها توغلٌ محدود لقوات "كوماندوس" عراقية في مناطق في دير الزور، وبدعم أميركي.

ويأتي ذلك بعد يومين من عقد رئيس الوزراء الجديد عادل عبد المهدي اجتماعاً مغلقاً مع قيادات عسكرية عراقية في بغداد، قال بيانٌ حكومي إنها ناقشت الوضع الأمني على الحدود العراقية السورية وسبل تأمينها.

وتشهد المناطق الحدودية العراقية - السورية  توتراً عالياً، بعد هجمات مباغتة شنها تنظيم الدولة قبل أيام على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في ريف ديرالزور الشرقي، والتي تمكن خلالها من السيطرة على عدة قرى حدودية مع العراق مستغلا العاصفة الغبارية والأجواء الماطرة.
 
وكشف مسؤول عراقي في وزارة الدفاع، لصحيفة "العربي الجديد"، أن التعامل الحالي من قبل العراق مع ملف الحدود مع سورية يأتي "في سياق دفاعي"، وهناك "انتشارٌ عسكري واسع ومكثف على طول الشريط الحدودي بين البلدين"، مشيراً الى أن هناك خططا عدة تمّ طرحها للتعامل مع الملف، من بينها التوغل داخل الأراضي السورية من قبل "الكوماندوس" العراقي، وهي وحدات خاصة مدرعة، وبغطاء جوي أميركي، لتنفيذ مهمات ضد جيوب ومعاقل تنظيم الدولة بالأراضي السورية المحاذية للعراق.

وشدد المصدر على أن "الموضوع يبقى حتى الآن في إطار المقترح، الى جانب اقتراحات عدة، تدرسها بغداد، أحدها الاكتفاء بالقصف الجوي والمدفعي لمصادر الخطر على العراق، والتي يمكن أن تحدد داخل سورية".

وفي السياق، وصف محمد عدنان، وهو عضو اللجنة الأمنية في البعاج، إحدى المدن الحدودية العراقية مع سورية ضمن محافظة نينوى، لـ"العربي الجديد"، قلق السكان العراقيين في البلدات الحدودية من سيناريو اجتياح ثانٍ لتنظيم الدولة لمناطقهم كما حصل في العام 2014، بـ"غير المنطقي، والذي لا يمكن حدوثه الآن، ويمكنهم التأكد من أنهم بأمان، ولا حاجة للذعر أو التفكير بالنزوح مرة أخرى".

ولفت عدنان إلى أن "داعش موجود على شكل جيوب محاصرة ومرصودة وضعيفة، وهو بحكم المشلول حالياً، والقوات العراقية موجودة على طول الحدود"، معرباً عن اعتقاده بأن "هذا القلق مبالغ جداً فيه كونه غير واقعي".

ويرى مراقبون أن الحكومة العراقية قد توافق على توغل بري عراقي محدود داخل سورية للحصول على إنجاز إعلامي وسياسي وإثبات قدرتها على التعامل مع الملف الأمني بعد أقل من شهر على تسلمها زمام قيادة البلاد.

ويقول الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد الراوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة، وكخيارٍ للهروب من أزمة استكمال الوزارات الشاغرة، أو لتسجيل نقطة إيجابية لصالحها، قد تنفذ هجوماً برّياً محدوداً بعمق خمسة أو 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية، نظراً لوجود قدرة من القوات العراقية على مثل هكذا عملية"، مرجحاً أن يتم الاكتفاء حالياً بالقصف الجوي كخيار مناسب للتعامل مع التهديدات الإرهابية لتنظيم الدولة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ