توّج الثوار مسيرة الأيام الست الماضية ، بتحقيق الإنجاز الأهم بإخراج كلية المدفعية بشكل كامل عن الخدمة، بعد أن تمكنوا اليوم من إكمال ما بدأوه بالأمس ، و سيطروا على الكلية الفنية، التي انتهى معها وجود أكبر الثكنات العسكرية في حلب، و استبقوها بساعات فتح الطريق باتجاه المناطق المحاصرة التي عادة للحرية من جديد.

فبعد ساعات قليلة، يوم أمس ،  قطف الثوار ثمار المرحلة الثالثة من ملحمة حلب الكبرى ، و تمكنوا من بسط سيطرتهم الكاملة على كلية المدفعية و التسليح و البيانات و بعض من مستودعات الذخيرة ، و التي مهدت اليوم الطريق أمام الثوار لمواصلة المشوار و إكمال المهمة بالسيطرة على الكلية الفنية و هي الجزء الأخير في تجمع الكليات الحربية، التي لطالما تسببت باستشهاد الآلاف من السوريين ، و باتت اليوم بوابة الحياة التي سيعبرها الثوار باتجاه المناطق المحررة و التي ترزح تحت حصار من قرابة ٢٠ يوماً.

ملحمة حلب الكبرى التي وضعت هدف مرحلي لها يتمثل في فك الحصار عن الأحياء المحاصرة في مدينة حلب ، ومن ثم الانتقال إلى تحرير بقية الأحياء الخاضعة لاحتلال الأسد و حلفاءه، و بدأت المرحلة الثالثة عصر أمس باستهداف مواقع قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة وراجمات مدافع الفيل، تلاه تنفيذ جبهة فتح الشام لعملية استشهادية بسيارة مفخخة مهدت الطريق أمام الثوار للدخول إلى كتيبة التسليح وكسر الخطوط الدفاعية الأولى، حيث دارت اشتباكات لأقل من نصف ساعة مكنت الثوار من السيطرة على كلية التسليح وكلية البيانات ومبنى الضباط ومستودع للذخيرة، لتتراجع قوات الأسد باتجاه كلية المدفعية والفنية الجوية.

وبعد أقل من ساعة تمكن الثوار من اقتحام كلية المدفعية والسيطرة عليها بشكل كامل، بعد هروب العديد من الضباط ومقتل العشرات من العناصر، و بعد اشتباكات عنيفة استخدم فيها كافة أنواع الأسلحة بما فيها المفخخات ، كسر الثوار حصون الكلية الفنية .

وبسيطرة الثوار على كليات التسليح و المدفعية و الفنية الجوية ، إضافة لفتح الطريق إلى حلب المناطق المحاصرة في حلب و السيطرة أيضاً على حي الراموسة بشكل كامل ، انتقل الثوار من المرحلة الانقاذية للمحاصرين ، و انتقلوا إلى مرحلة جديدة من ضمن المراحل التي تضمنتها ملحمة حلب الكبرى.