القصة الكاملة .. " محمد صوان .. جراحة بلا تخدير "
" حتى لو ما مريت من هنيك ، بعد منها أكيد على الأربع مفارق نزل صاروخ طيارة و كنت تصاوبت ، و ان ما تصاوبت فيه ، كنت تصاوبت بقلب البيت أو بالطريق " .
جمل متسلسلة لعدة أمور سيئة يمكن أن تحدث لو أن الحادث الأسوء لم يحدث ، يُعبر فيها عن مشيئة إلهية لا يؤمن بها الكثيرون ، لكنها راسخة لدى طفل لم يتجاوز 11 عاماً ، يعلمنا درساً إضافياً في الرجولة التي فقدنها .
محمد صوان من أبناء جوبر ، طفل يحب اللعب و المدرسة و يتباها بأنه لم يغب يوماً عن المدرسة ، محمد صوان تلقى جسده الصغير قذيفة غاشمة ممن إعتاد القتل و تفنن به فقوات الأسد هم أهلٌ لذلك و منفردين بعملهم .
الحقيقة متابعة التقرير تجعل من الكتابة عنه ضربٌ من ضروب الكفر بالإنسانية ، و إن لم تدمع عيناك فتأكد من وجود ضميرك .
محمد صوان ذلك الطفل الذي دخل غرفة العمليات أو ما تُدعى بهذا المسمى ، دخلها مضرجاً بدمائه ، طالباً إيقاف آلامه ، و تخليصه من بقايا قذيفة حاولت خطف روحه ، في تلك الغرفة يكاد لا يُفهم شيء أو يُعرف ماذا يحدث سوى صراخ محمد من شدة الألم ، من شدة البرد ، من شدة الخوف ، فعليه تحمل الإصابة و ألمها ، و الجراحة و ألمها دون وجود ما يحول دون ذلك أو يخفف عنه ، فمادة التخدير غائبة ، ممنوعة ، حُرم منها مُحتاجوها ، فهذه مناطق دمشق المحاصرة ، مناطق دمشق التي تواجه الموت بكل أنواعه بـ مفردها ، وحدها ، عارية ، خاوية ، دون وجود ما ُيعين .
محمد صوان سرد اللحظات التي عاشها تلك الليلة و ما عاناه ، لا يمكن نقلها بحروف صامتة و وضيعة أمام
رجل بهيئة طفل .
لا مجال لمزيد من الشرح ... فالأمر يتجاوز حتى الشرح .