أعلنت وسائل إعلام أميركية عن تصويت الكونغرس بالإجماع على تشريع يلزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على مسؤولين تتحكم بهم ميليشيات "عصائب أهل الحق" و"النجباء" اللتين تنشطان عسكريا بالعراق وسوريا.

وجاء هذا القرار بالتزامن مع صعود ميليشيات العصائب برئاسة قيس الخزعلي المنضوية تحت قائمة الفتح التي كسبت المرتبة الثانية بعد قائمة سائرون في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو الماضي.

وردت ميليشيات العصائب على هذا القرار، الذي وصفته بالصدمة الأميركية من فوز جناحها السياسي بخمسة عشر مقعدا نيابيا بالانتخابات التشريعية الأخيرة، معتبرة أن فوزها يعتبر ناقوس الخطر لمصالحها الخبيثة في العراق، مهددة بأن الولايات المتحدة ستدفع الثمن غالياً.

يشار إلى أن قيس الخزعلي زعيم ميليشيات عصائب أهل الحق، انشق عن مقتدى الصدر على خلفية تجميد الأخير للجهد العسكري لقوات جيش المهدي عام 2007 بعد أن كادت تحدث حروب أهلية بين الفصائل الشيعية المسلحة آنذاك.

كما أن الخزعلي بعد احتضانه من قبل إيران وتشكيل ميليشيات العصائب، شارك في المعارك بجانب صفوف نظام الأسد، إلى جانب حركة النجباء بقيادة أكرم الكعبي الذي انشق هو الآخر من معسكر الصدر في ذات الوقت مع الخزعلي، وتلقوا الدعم المالي والعسكري من إيران لتنفيذ أجندتها في العراق وسوريا.

وسلطت دراسات وتقارير أمريكية الضوء على أنشطة "حزب الله" العراقي (حركة النجباء) التي تشارك في القتال في سوريا على أنها باتت تشكل تهديدا لإسرائيل، وكان معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أشار في تقارير أصدرها في السابق إلى دور إيران في تشكيل هذه الحركة وغيرها من الحركات التي تقوم بمهام متعددة في أرجاء مختلفة من سوريا والعراق.
وحسب هذا المعهد فإن الحركة عرفت بولائها للولي الفقيه وتعمل تحت إدارة خامنئي، وهي على غرار جماعة "حزب الله" الإرهابي في لبنان، وتسمى "حزب الله النجباء" العراقية وتوجد في سوريا والعراق.

وفي تقرير المعهد أن هذه الميليشيات الإيرانية تميل إلى الانتشار بالقرب من القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة وعلى مقربة من الحدود الإسرائيلية. ففي مارس 2017، أعلنت الجماعة الشيعية العراقية "حزب الله النجباء" عن إنشاء "لواء تحرير الجولان"، الذي سرعان ما شكل تهديدا لإسرائيل من خلال انتشاره على طول حدودها الشمالية الشرقية.

وفي السياق ذاته تناول مركز دراسات ويلسون الدولي (WilsonCenter) حركة "النجباء"، وكتب أن "هذا الفصيل العراقي يؤمن بالدفاع عن المدن المقدسة والعتبات والمراقد المقدسة في العراق وسوريا، والدفاع عن الشيعة في العراق وسوريا وسائر بلدان العالم".

ولفت المركز إلى أن "حزب الله النجباء" يتكون من 9000 مقاتل، يوجد ثلثاهم في العراق والثلث منهم يشاركون في دعم النظام في سوريا.