اللاجئون الفلسطينيون في "اليرموك".. رهائن تحت قصف الأسد
اللاجئون الفلسطينيون في "اليرموك".. رهائن تحت قصف الأسد
● أخبار سورية ٢٠ أبريل ٢٠١٨

اللاجئون الفلسطينيون في "اليرموك".. رهائن تحت قصف الأسد

بعد ساعات من بدء العملية العسكرية التي أطلقها قوات الأسد ضد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، علت أصوات العالقين بالمخيم في ظل اشتداد القصف وارتفاع وتيرة الاشتباكات المسلحة، وسط تحذيرات من مجازر قد تُرتكب خلال الساعات المقبلة.

القصف المكثف الذي يشنه النظام على مناطق مختلفة من المخيم، بحسب روايات العالقين، لم يهدأ طوال ساعات الليل، حيث تم استهداف مناطق حيوية بالراجمات والصواريخ الثقيلة والبراميل المتفجرة، وفُقد الاتصال مع عشرات العائلات المحاصرة.

وأسفرت الحملة العسكرية المتواصلة على "اليرموك" وبخاصة أحياء "الحجر الأسود والعسالي والتضامن"، عن استشهاد اثنين وإصابة عشرات اللاجئين الفلسطينيين حتى الساعة، إضافة إلى انقطاع خطوط الكهرباء والماء تماماً عن السكان، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية بحق أكثر من 3 آلاف فلسطيني محاصر.

وبدأ نظام الأسد بعد عصر الخميس 19 أبريل 2018، حملة عسكرية مشددة لاقتحام مخيم اليرموك بحجة القضاء على تنظيم الدولة وتطهير المخيم من المسلحين، وسط دعوات الأمم المتحدة جميع الأطراف المتحاربة في سوريا إلى التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس، وتأمين سلامة السكان المدنيين، واتخاذ الإجراءات لتفادي الإضرار بالبنية التحتية المدنية.

عالقون داخل مخيم اليرموك وجهوا نداءات استغاثة لإنقاذهم عبر فتح ممرات إنسانية طارئة لإخراجهم نحو مناطق أكثر أمناً. وأكدوا في أحاديث خاصة لـ"الخليج أونلاين"، أنهم عاشوا ليلة رعب حقيقية، وأن الموت كان يحيط بهم من كل جانب.

وقال سكان المخيم إن القصف بالبراميل المتفجرة وصواريخ "أرض – أرض"، ونيران الاشتباكات المسلحة من داخل المخيم وفي محيطه، لم تتوقف، إضافة إلى انقطاع التيار الكهرباء بشكل كامل.

ويقول اللاجئ منتصر ربيعي، من سكان حي "الحجر الأسود" جنوبي دمشق، إن الأوضاع داخل المخيم "تتدهور بشكل خطير"، مضيفاً: "هناك عشرات العائلات الفلسطينية المحاصرة، وبات مصيرهم مجهولاً ولا نعرف عنهم أي شيء حتى هذه اللحظة".

وفي ظل كثافة القصف وعشوائيته، يضيف ربيعي: "لا يمكنك أن تخرج من بيتك حتى لشراء الماء أو بعض المواد الغذائية لأطفالك. الموت يحيط بك من كل جانب سواءً كنت داخل بيتك أو خارجه، وأصوات القصف والنيران تسمعها بكل مكان".

ويشير الربيعي إلى أن هناك العديد من الإصابات بين سكان المخيم نتيجة القصف والاشتباكات المستمرة مع المسلحين، قائلاً إن الأمر مرجح للارتفاع خلال الساعات القليلة المقبلة؛ نظراً لوجود عائلات لا يعلم مصيرها والحديث عن شهداء مجهولي الهوية، إضافة إلى الاثنين اللذين تم الإعلان عنهما الخميس، وهما: عماد ريان وصفوان الأردني.

وكانت وسائل إعلام موالية للنظام نقلت عن مصادر ميدانية أن الاتفاق مع تنظيم الدولة في الحجر الأسود واليرموك، قد انهار. وأوضحت أن التنظيم أراد وضع شروط جديدة، بعد رفض مجموعة "ولاية الخير" في جنوب السخنة استقبال عوائل مسلحي التنظيم.

الجدير بالذكر أن أكثر ثلاثة آلاف لاجئ فلسطيني ممَّن تبقّوا داخل المخيم يعانون، للعام الخامس على التوالي، الحصار المشدّد والمستمر ويعيشون أزماته الطاحنة، ويتعرضون لجرائم تنظيم الدولة المتمثّلة في الإعدامات والقتل والحرق والتنكيل لمجرد الاشتباه.

بدوره أكد السفير أنور عبد الهادي، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سوريا، لـ"الخليج أونلاين"، أن السلطات الفلسطينية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع داخل المخيم، موضحاً أن المحاصرين "يعانون من أوضاع إنسانية قاسية وصعبة للغاية".

وقال عبد الهادي إن هذه الأوضاع قد تتفاقم بشكل أخطر في ظل العمليات العسكرية المتواصلة ومحاصرة عائلات اللاجئين.

وتبلغ مساحة مخيم اليرموك نحو 2كم، يسيطر تنظيم الدولة على 70% منها، في حين تسيطر هيئة تحرير الشام على 20% والفصائل الفلسطينية على 10%، ويوجد داخل المخيم نحو 2000 عنصر من تنظيم الدولة مسلحين بكامل العتاد العسكري، في حين يوجد نحو 130 عنصراً من هيئة تحرير الشام.

ويقع المخيم على بعد 8 كيلومترات جنوب العاصمة دمشق، ويشكّل اللاجئون الفلسطينيون غالبية سكانه، ويقع تحت حصار قوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة له منذ 5 سنوات.

ويبلغ عدد سكان المخيم في الوقت الحاضر نحو 3 آلاف مدني، بعد أن كانوا أكثر من 150 ألف شخص قبل الثورة السورية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ