اللاجئين السوريين في السويد يتأقلمون بسرعة و يحصلوا على وظائف متنوعة في سوق العمل
اللاجئين السوريين في السويد يتأقلمون بسرعة و يحصلوا على وظائف متنوعة في سوق العمل
● أخبار سورية ١٤ يونيو ٢٠١٥

اللاجئين السوريين في السويد يتأقلمون بسرعة و يحصلوا على وظائف متنوعة في سوق العمل

نشرت وكالة الأنباء الألمانية (أ ف ب) تقريراً عن اللاجئين السوريين في السويد و عم مدى سرعة تأقلمهم في البلد الجديد و تمكنوا من الحصول على وظائف متنوعة في سوق العمل المحلية.

فقبل نحو عامين ونصف، فر المحلل المالي رامي صباغ (31 عاما) من العاصمة دمشق بعد أن وضعه نظام الأسد على قائمة المطلوبين بسبب مساعدته لاجئين من الضواحي التي كانت تتعرض للقصف.

وها هو صباغ الآن يرأس اجتماع في إحدى قاعات مقر شركة "سبوتيفاي" لخدمة الموسيقى الرقمية في ستوكهولم. ووظفته الشركة العملاقة في آذار (مارس) الماضي بعد فترة اختبار من أربعة أشهر.

وقال صباغ مستذكرا كيف انقلبت حياته رأسا على عقب جراء الحرب التي اندلعت في بلاده في 2011: "قبل أربع سنوات لم أكن أتصور أبدا أن أنتقل للعيش في السويد".

 وأضاف "كنت أتقدم بسرعة في وظيفتي في سورية، وحصلت على ترقية في المصرف الذي كنت أعمل فيه، كان لدي شقتي وسيارتي وعائلتي، كان لدي حياتي.... لكن هناك ظروفا ترغمك على المضي وترك كل شيء وبدء حياة جديدة".

 وصل صباغ مدينة مالمو جنوب السويد في كانون الأول (ديسمبر) 2012، حين نقلته سلطات الهجرة إلى بلدة تبعد 1200 كلم شمالا، حيث انتظر الحصول على تصريح إقامة. وبعد حصوله على الأوراق اللازمة استأجر غرفة في ستوكهولم، وتعلم السويدية لسنة، كما قام بالوقت ذاته بوظائف بسيطة، واستمر في تقديم طلبات لوظائف في شركات ناطقة بالانكليزية، وذلك قبل أن يلتحق ببرنامج لخريجي الجامعات تموله الدولة وضعه في شركة "سبوتيفاي".

وفتحت السويد أبوابها أمام السوريين في أيلول (سبتمبر) 2013، ومنحتهم تصاريح إقامة تلقائيا، ورفعت عدد طلبات اللجوء إلى مستوى قياسي يعد الأعلى في دول الاتحاد الأوروبي وفقا لمكتب "يوروستات". ومنذ ذلك الوقت، وصل إلى السويد أكثر من 40 ألف سوري، بمن فيهم 30 ألفا من اللاجئين السوريين في العالم والذي بلغ عددهم الـ80 ألفا العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى تنامي القلق بسبب عدم توفر مساكن كافية لهم، والطوابير الطويلة أمام مكاتب التوظيف.

 وتزيد نسبة البطالة بين مواليد السويد من غير السويدين الضعفين تقريبا عن المعدل الوطني المقدر بـ7,8 في المئة، وثلاثة أمثالها بين اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا، ما ساهم في دعم اليمين المتطرف المناهض للهجرة في بلد ذاع صيته بأنه الأكثر ليبرالية في أوروبا من ناحية استقبال طالبي اللجوء.

 ويفتقر غالبية اللاجئين الجدد إلى التعليم العالي، وبالتالي يجدون صعوبة في الحصول على وظائف بالإضافة إلى حاجز اللغة، وقلة الوظائف لأصحاب المهارات المحدودة في اقتصاد يتميز بتكنولوجيته الحديثة. وكلها عوامل جعلت عملية اندماج المهاجرين في المجتمع صعبة.

لكن قدوم اللاجئين السوريين أخيرا إلى البلاد قد تغير هذه الصورة، اذ ان معظمهم يأتون بكفاءات عالية حاليا. وقال المسؤول عن عملية دمج اللاجئين في مكتب "التوظيف السويدي العام" يوهان نيلاندر: "منذ بدء الأزمة في سورية لاحظنا ارتفاعا مستمرا في مستوى التعليم للأشخاص في برامج الدمج".

وبلغت نسبة اللاجئين من أصحاب التعليم العالي الربع، بزيادة نسبتها 5 في المئة مقارنة بالعام 2013. كما يحمل أكثر من ثلثي اللاجئين في السويد حاليا مهارات تتناسب مع الوظائف المخصصة لحملة الشهادات.

وأضاف نيلاندر إن "الأمر يشكل فرصة مهمة للسويد"، موضحا أن البلاد تعتمد في الوقت الراهن على الموظفين الأجانب لسد حاجاتها في سوق العمل جراء نسبة المسنين بين السكان". وأجرت الحكومة تعديلا في 2010 لدمج اللاجئين الجدد يسمح للوافدين ببدأ برامج التوظيف بالتزامن مع متابعة حصص تعلم السويدية التي تمولها الدولة، بدلا من الانتظار لسنوات لتعلم اللغة أولا.

لكن بغض النظر عن المهارات، يشكل عدم توفر مساكن عقبة رئيسية أمام الوافدين الجدد. ولا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في مراكز اللاجئين بعد أشهر من حصولهم على تصاريح الإقامة، فيما يعيش المئات منهم مع أقارب وأصدقاء لهم في مساكن ضيقة ومكتظة.

وأشار نيلاندر إلى ان "هناك عدد متزايد من الأشخاص اللذين ينتظرون إيجاد مكان للسكن، وفي الأثناء تكون عملية الدمج مجمدة... كل شيء يشير إلى أن فترات الانتظار الطويلة من شأنها التأثير على فرص إيجاد وظيفة مستقبلا".

ويقيم جورج زيدان (45 عاما) الصيدلي من حماة ، مع أصدقاء له في إحدى ضواحي ستوكهولم مع زوجته وأولاده الثلاثة الصغار. وفي شباط (فبراير) دفع لمهربين مبلغ 25 ألف دولار (23 ألف يورو) لينتقل في زورق من تركيا إلى اليونان حيث استقل طائرة إلى السويد. والآن يعمل مساعدا في صيدلية محلية في إطار برنامج ممول حكوميا في انتظار التصديق على شهادته.

وشكا "الاتحاد السويدي للصيادلة" للحكومة بأن عملية المصادقة على شهادات 200 إلى 400  صيدلي سوري تتأخر كثيرا، وانه بحاجة ماسة إليهم ليحلوا مكان ربع عدد الصيادلية الذين سيتقاعدون قريبا. وقال زيدان: "يوجد فرص عمل هنا، أعلم انه في وسعي ان أعيش حياة كريمة".  

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ