المسلط: جهود المجتمع الدولي تركز على الملف الإنساني وتهمل "الحل السياسي" في سوريا
المسلط: جهود المجتمع الدولي تركز على الملف الإنساني وتهمل "الحل السياسي" في سوريا
● أخبار سورية ١٨ سبتمبر ٢٠٢١

المسلط: جهود المجتمع الدولي تركز على الملف الإنساني وتهمل "الحل السياسي" في سوريا

انتقد رئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط، في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، انصباب جهود المجتمع الدولي على الملف الإنساني في سوريا، وإغفال الاهتمام بـ"الحل السياسي"، مؤكداً أن المجتمع الدولي "صب جهده على الملفات الإنسانية دون انتباه للحل السياسي الذي يحتاجه الشعب السوري".

وقال المسلط إن بيدرسون "لم يعلن حتى اللحظة عن موعد جديد لجولة اللجنة الدستورية وسنرى ما لديه"، وأوضح "لكن أعتقد أن ما جاء به هو عبارة عن مماطلة من النظام، وهو ما اعتدناه منذ بداية جنيف، ولكن نريد أن نتحدث له (بيدرسون) بصراحة أنه لا بد أن يتحرك هذا الملف".

وفيما يخص أعمال اللجنة الدستورية التي أتمت 5 جولات دون تقدم قال المسلط، إنها "أكملت هذا الشهر عامين دون أن يتحرك شيء ودون أن يتم البدء بكتابة الدستور الذي يمكن أن يصاغ بيد السوريين خلال أسبوع"، وتساءل المسلط "هل يستحق أن نماطل فيه (الدستور) لعامين"، لافتا إلى أن هذه المماطلة "من النظام الذي لا يريد أن ينجز شيئا".

وقال: "ما نحاول ونسعى لإفهام المجتمع الدولي به هو أن روسيا ألهتهم بالأمور الجانبية، لكن الهم السياسي هو الأساس وأن يقفوا إلى جانب الشعب الذي عانى ويعاني"، وحول جهود الائتلاف للدفع بالعملية السياسية، قال المسلط: "كانت له تحركات كبيرة ومكثفة مع جهات دولية عدة ووفود كثيرة زارت الائتلاف وقمنا بزيارات لعدة جهات".

وأشار إلى أنه "منذ أيام كان هناك لقاء مع وزير الخارجية التركية (مولود تشاووش أوغلو)، إضافة إلى لقاءات مع مسؤولين من دول أخرى"، وأضاف: "هناك زيارة قادمة خلال الأيام المقبلة إلى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاء مع (أنطونيو) غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة ومع مسؤولين من دول أخرى".

وأردف المسلط: "نحمل معاناة شعبنا وقضايا وملفات مهمة تعني الكثير لأهلنا في الداخل، عندما نتحدث عن سوريا نتحدث عن كل السوريين وهمهم ومعاناتهم بغض النظر عن المواقف، هناك قضايا شائكة لا بد من الحديث عنها وهناك أمور لا بد من التطرق إليها مع الدول دون حرج".

وتابع: "معاناتنا كبيرة ولم يعد مكان للمجاملات ويجب أن نتقدم خطوات إلى الأمام في المسار السياسي، هو خيار استراتيجي لنا، ولكن نرى جمودا لدى الدول التي يجب أن تتحرك وتتحمل مسؤولياتها، ونريد أن ننجز شيئا لا أن نعود كما ذهبنا".

وفيما يخص اللقاءات مع الداخل السوري واحتياجاته قال المسلط "الاجتماعات كانت مكثفة مع الداخل ونستمع لهم"، وأضاف: "رغم أن مقرنا في الخارج لكن لدينا مقرات في الداخل أيضا، نريد أن نكون شركاء في صناعة القرار، وهذا دفعنا في السابق وفي المرحلة الحالية، أن نجتمع بشكل مكثف مع الناس ونستمع لهم والعمل على رفع المعاناة."

وأردف: "لا نسمع من الداخل لشكاوي بل مطالب بالتحرك سياسيا، ولكن المشكلة ليست في الائتلاف بل بتراجع المواقف الدولية تجاه العملية السياسية"، وتابع المسلط: "هذا يضع عبئا كبيرا ومسؤولية على الائتلاف، ونحن ندفع من خلال لقاءات واجتماعات وسفر وحديث مع مسؤولين تجاه تحريك العملية السياسية".

وفيما يخص الاحتياجات الحياتية للداخل قال المسلط: "مؤسسات الائتلاف تعمل على أكمل وجه ضمن قدرتها واستطاعتها، لكن فالداخل ليس بحاجة حكومة مؤقتة أو مؤسسات فحسب، بل بحاجة إلى مواقف دول ودعم دولي وخاصة في المجال الصحي والتعليمي".

وحول أزمة فيروس كورونا التي تجتاح العالم وتعامل الحكومة المؤقتة معها، قال المسلط: "في هذا الوضع الكارثي تراجعت دول بسبب كورونا، فكيف بمناطق صغيرة محررة لا يوجد فيها مقومات"، وأضاف: "لكن رغم ذلك فإن مؤسسات الحكومة المؤقتة بكل طاقتها، وكذلك تعمل وحدة تنسيق الدعم لتوفير اللقاحات".

وأضاف قائلا: "التعليم فيه مشكلة كبيرة من خلال تكاليف التشغيل التي تتحملها المؤسسات التعليمية، مما استدعى وضع بعض الرسوم التي لا يتحملها الأهالي، اعتدنا ان يكون التعليم مجاني ونأمل بدء التعاون لحل المشكلة بحيث لا يبتعد أبناؤنا وأهلهم من دخول المدرسة بسبب عائق مادي".

وشدد المسلط، على أن الوضع العام "يحتاج لدعم دول"، مشيرا إلى أن "الشقيقة تركيا لم تقصر أبدا وأصبح الحمل ثقيلا، ودعمت بكل المجالات في التعليم والصحة والأمن، ولكن نحن في وضع لا نحسد عليه".

وردا على سؤال عن الأوضاع الأمنية في إدلب، قال المسلط: "هناك اتفاقية بين تركيا وروسيا ونرى منذ شهور خروقات تقوم بها موسكو والنظام تستهدف المدنيين"، وأضاف: "هناك تواصل وجرت محادثات نعلم بها بين الأتراك والروس لضبط هذه الأمور، ولكن روسيا لا تحترم أي ميثاق".

ولفت المسلط، إلى "هناك نشاط وجهد كبير في توفير الأمن بإدلب، وهو موضوع حساس وكل يوم هناك بعض الخروقات ولكن هناك جاهزية وسيطرة عليها من فصائل الجيش الوطني"، وعن تأثير زيارة رأس النظام بشار الأسد الأخيرة لروسيا على الأوضاع الميدانية قال المسلط: "ما نواجه من محنة هو بسبب روسيا وإيران والنظام".

وأضاف: "لا نعرف مضمون الزيارة ولكن ربما شيء ما في الأفق، لأن هناك لقاءات بين الولايات المتحدة وروسيا في جنيف لا نستطيع توقع أي شيء لنرى بعض الأمور"، وتطرق المسلط لوضع اللاجئين السوريين وخاصة في تركيا قائلا: "الكلام الذي سمعناه من الإخوة الأتراك منذ بداية الثورة وموقفهم المشرف مع السوريين لم يتغير وكرروه مؤخرا لنا".

وأضاف: "على مدى سنوات لم يتغير موقفهم، تركيا موقفها طيب مع السوريين لكن علينا أيضا مسؤولية كسوريين وهو احترام قوانين البلد الذي نقيم به، في أي بلد كان".

ونبه المسلط إلى أن "هناك من يلعب على هذا الأمر (مزاعم ترحيل السوريين) وهذه الورقة هي لأمور خاصة ولكن على المستوى الرسمي لا يوجد أي تغير على السوريين"، مشيرا إلى أن "موضوع العودة الطوعية جميعنا معه وجميع السوريين يريدون العودة ولكن في حالة وجود البيئة الآمنة".

وزاد: "لا يمكن لأحد أن يذهب لمقتله أو لاعتقاله، لن تكون هذه الدول مستقرا أبديا للسوريين بل وجود مؤقت، ولكن لحسابات معينة هناك بعض الأطراف التي لا علاقة لها بأي أطراف رسمية سواء بتركيا أو غيرها تلعب على هذا الوتر"، وختم المسلط بالقول: "لا يوجد أي قرار رسمي لكن حقيقة يعنينا أن لا نخالف القوانين، هناك نظام الإقامة نحترمه دون مخالفات، من يلتزم بهذه الأمور لن يسيء أحد له ولوجوده في هذه المنطقة".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ