المعاناة تلاحق أهالي الوعر حتى بعد تهجيرهم
المعاناة تلاحق أهالي الوعر حتى بعد تهجيرهم
● أخبار سورية ٣ أبريل ٢٠١٧

المعاناة تلاحق أهالي الوعر حتى بعد تهجيرهم

فرض التهجير على أكثر من 23 ألف شخص من أهالي حي الوعر وذلك بعد سلسلة الحصارات التي فرضهتا قوات النظام تزامناً مع حملات قصف شرسة فكان آخرها في تاريخ 7/3/2016  استخدم فيها النظام كافة انواع الصواريخ والقنابل ما اضطر أهالي الحي للقبول بالتهجير وذلك بعد تدخل الوسيط الروسي بين الطرفين.

اتفاق الموت


اتفق طرفي النزاع بعد عدة جلسات تفاوض بوساطةٍ روسية كانت الكلمة الحاسمة فيها للوسيط الروسي،فتم توقيع وقف لاطلاق النار كشكل مبدأي ليتم بعدها البدء بعملية اخلاء الحي من المقاتلين وعائلاتهم وهذا ما وقع عليه الطرفين بعد 5 ايامٍ من التفاوض على ان يتم فتح المعابر للحي بعد أول عملية خروج حيث قُسمّ الخروج على عشرة دفعات نحو ثلاث وجهات تم الاتفاق عليها (جرابلس ، إدلب ، ريف حمص الشمالي). بدأت الدُفعات بالخروج من الحي بشكل اسبوعي كانت وجهة اول دفعتين مدينة جرابلس إلى حلب والدفعة الثالثة إلى ادلب.

لجنة تنسيق للطوارئ


بعد التأكُد من توقيع الاتفاق الخاص بتهجير أهالي حي الوعر والذي يعتبر عقد اذعان تم ارغام حي الوعر على توقيعه تحت الضفط والاكراه من قبل الاحتلال الروسي، حسب "أبو وائل إدريس" رئيس المجلس المحلي لمحافظة حمص والذي أكمل لشبكة "شام" تم تشكيل لجنة على رأسها رئيس مجلس المحافظة مكونة من عدة اشخاص يعملون في المنظمات تواجدهم في ريف ادلب الشمالي وريف حلب الشمالي عددهم 12 شخصا منقسمين جغرافبا في المكانين،كما بدأ بالتواصل مع جميع الجهات التي يؤدي التواصل معها لتحقيق منفعة للمهجرين في حي الوعر ونذكر على راسم مجلس جرابلس مجلس الباب مجلس تركمان بارح المتواجدين في الحدود الادارية لمنطقة جرابلس والتي تعمل  باشراف كامل ورعاية من الادارة التركية وتم ابلاغنا ان جميع المنظمات لا يحق لها العمل في منطقة جرابلس الا بعد اخذ موافقات وأذونات من السلطة التركية الامر الذي استدعى أن نتواصل مع  منظمة ال ihha فتلقينا تجاوب ايجابي من مديرها التنفيذي حيث قدم العديد من الخدمات والتسهيلات للمهجرين الى منطقة جرابلس.


لماذا التاخير بتأمين المأوى


قام مجلس المحافظة بتكليف العديد من الشخصيات العاملة المتواجدين على الارض التركية لمقابلة الحكومة التركية سواء في انقرة او مقابلة  والي عينتاب لطرح المشكلة عليهم حسب "إدريس" والذي أردف فهمنا من تواصلنا مع الجهات التركية  بأنَّ الموضوع مرتبط بقناعة عند الحكومة التركية وأنّ طريقة ادارتها للملف السوري والمهجرين ادت الى التاخير بتامين المأوى او الخيم ومن تصورنا ان هذا التاخير غير ناجم عن العجز وانما ناجم عن رغبة ما في اظهار شيء محدد من قبل السلطات التركية لا نستتطيع ان نحدده الى الإن، نحنُ متأكدين ان الحكومة التركية لو ارادت تجهيز مخيمات لكانت قادرة على فعل ذلك خلال ساعات،وربط العمل بادارة الكوارث التركية Afad والهلال الأحمر التركي والتي تتلقى اوامرها وتعليماتها من والي عينتاب يجعلنا نفكر ان عندهم شي محدد إلآن لم يتم اطلاعنا عليه.
المنظمات التركية لا يحق لها ان تسمح او تمنع منظمات اخرى من تقديم المساعدات وانما السلطة التركية او الحكومة التركية متمثلة والي عينتاب هو الذي يمنع ويسمح كما منع المنظمات التركية من العمل المباشر في منطقة جرابلس منع المنظمات المرخصة السورية من انشاء المخيمات وقد استطاعت منظمة ihha ان تساهم ولوبشكل جزئي المساعدة في التدخل و تأمين المخيمات وتأمين بعض المرافق لها.
 وعند سؤاله عن المساعدات التي سيقدموها كمجلس محافظة حمص أجاب "إدريس"  انهم لا زلوا على تواصل مع المجالس المحلية العاملة في منطقة جرابلس او الباب او تركمان بارح او جرابلس نفسها وقاموا بالتواصل مع قيادات وفصائل عسكرية متواجدة في المنطقة هناك ، كما تم تخصيص بعض المواقع والكتل خاصة في منطقة البابا سوف يتم البدء على ترميمها حال انتهاء موجة التهجير  ليصار للمجلس العمل على ترميمها وتأهيلها من جديد ومن ثم وضع معايير من اجل توزيعها على بعض النازحين من حي الوعر الى منطقة جرابلس، يردف "إدريس"  صحيح انها غير كافية ولكن سوف يتم التوزيع ضمن معايير وأولويات وسوف تطرح للجميع بكل شفافية كما سيستمر عمل مجلس المحافظة وعمل  المجلس غير  مقتصر على الوعر بل يشمل الحدود الادارية الكاملة للريف الشمالي لمحافظة حمص وهناك العديد من مجالس النزوح كمجلس القريتين ومجلس تدمر ومهين وأضيق اليها الآن مجلؤ المدينة واصبحت مجالس نزوح تمارس عملها خارج الحدود الادارية للمنطقة المخصصة لها.

قبلوا بها ولم يجدوها
ثلاث وجهات كانت أمام المحاصرين في رحلتهم نحو التهجير المحتم


الخروج الأول كان نحو جرابلس و قررت الدفعة في ال١٥ من الشهر الفائت و استغرقت رحلة مايقارب ال٢٠٠٠ شخص نحو اكثر من ٣٥ ساعة حيث انطلقت نحو ٤٠ حافلة الى حاجز الفرن تباعاً لتنطلق جميعها في الساعة الرابعة عصراً بعد عملية التفتيش الدقيقة التي قام بها النظام.
طريق سلمية اثريا خناصر السفيرة و تادف لم يكن سهلاً في الوهلة الأولى فقد تعرضت قافلة المهجرين لإطلاق نار بعيد في منطقة السفيرة إثر اشتباك بين تنظيم الدولة و قوات النظام ،وصول الدفعة الاولى الى منطقة الباب جاء عقب تأخير و تعب كبيرين لأهالي الحي الخارجين فيما تم استقبالهم في منطقة اعزاز و توزيع الطعام عليهم من قبل اهالي المنطقة لينطلقوا بعدها الى مخيم عين البيضا و مخيم الجبل الذي يبعد عن مدينة جرابلس نحو اربع كيلومترات حسب "محمد أبو خالد" أحد مهجري الحي والذي أكمل "لشام"  عمل المنظمات التركية لم يكن كافياً لاستيعاب ازمة النزوح في الوهلة الأولى حيث قامت بتمديد الكهرباء و شبكات الانترنت بعد يومين من وصول المهجرين فيما كانت ازمة المهجرين الاساسية هي عدم وجود منازل تأويهم بسبب الازدحام السكاني الموجود في المنطقة.

قررت الرحلة الثانية نحو مدينة ادلب لكن المعارك الدائرة في ريف حماه حالت دون خروجها بسبب خطورة الطرقات المقترحة من قبل النظام فيما لم تستطع لجنة التفاوض تأجيل الرحلة أكثر من يومين بعد تهديد الجانب الروسي باستهداف الحي ان تم تأخير تنفيذ الاتفاق او الغائه مما دعى لجنة التفاوض الي اخراج الدفعة الثانية نحو مدينة جرابلس، الدفعة الثانية لم تواجه اي صعوبات في طريقها نحو هدفها  فيما وصلت الى مدينة الباب في ساعة متأخرة من الليل و لم تجد اي خيمة تنتظرها ..
التأخير ببناء المخيمات زاد الوضع المأساوي سوءً فيما بدء العمل على انشاء مخيم الزوغرة بعد يوم من وصول الأهالي في ظل كون المخيم بعيداً عن كل الخدمات و ممتلئ بماء المطر خصوصاً في ظل سوء الاحوال الجوية.
الدفعة الثالثة انطلقت نحو ادلب في يوم السبت الفائت لنحو ١٥٠٠ شخص جلهم من النساء و الاطفال وانطلقت الرحلة عابرة طريق سلمية اثريا خناصر وصولاً الى ابو الظهور و سراقب لم يكن سهلاً خصوصاً في قرية المشرفة التي لوح اهلها للمحاصرين بالأحذية و على طريق الرقة بعد تعرض احدى شاحنات نقل المتائع الى حادث سير
عدة محطات توقف جاءت امام المحاصرين لضمان سلامتهم فيما وصلو الى مشارف ادلب المحررة مساء يوم السبت ليستقبلهم الأهالي بالزغاريد و الأرز فيما تم توزيع الطعام عليهم و سوقهم الى مخيم ساعد المخدم بشكل كامل ليقيموا فيه ايامهم الاولى و ليغادروه الى مناطق مختلفة.

هذا ومن المقرر خروج الدفعة الرابعة نحو مدينة جرابلس على أن يليها ثلاث دفعات أخرى تتنوزع على المناطق الثلاث التي اتفق عليها سابقاً ليكتمل خروج الراغبين من الحي والذي يبلغ عددهم أكثر من 20 الف شخص .

المصدر: شبكة شام الكاتب: رضوان الهندي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ