الموت ببطء في مخيمات النزوح ... "مريم كاخي" أرهقها المرض وحرمها أمانيها
الموت ببطء في مخيمات النزوح ... "مريم كاخي" أرهقها المرض وحرمها أمانيها
● أخبار سورية ١٣ مايو ٢٠١٧

الموت ببطء في مخيمات النزوح ... "مريم كاخي" أرهقها المرض وحرمها أمانيها

تتنوع القصص والحكايا المريرة التي تصور جانباً من واقع السوريين في شتات الغربة بعيداً عن الأرض التي ترعرعوا فيها، قُتِل من قُتل وهُجر من هُجّر، تركوا كل شيء في منزلهم الذي تربوا وترعرعوا فيه، وحملوا معهم همومهم وعذاباتهم، تحتويها خيمة صغيرة في مكان ما من أرض سوريا الجريحة.

"مريم كاخي" ابنة مدينة تلبيسة التي مزقت الغربة أحلامها بعيداً عن وطنها ومدينتها، وباتت في خيمة صغيرة في مخيم أطمة على الحدود التركية، تروي جدرانها المهترئة قصة عذاب ومعاناة طويلة مع مرض عضال، حرمها من تحقيق أمانيها، حتى البسيطة منها، ترنوا من شقوق هذه الخيمة المهترئة، لذلك اليوم الذي تتمكن فيه من النهوض والتوجه لمئات الأمتار فقط، هناك حيث المدرسة الصغيرة في المخيم الذي تقطنه مع عائلتها، تكمل تعليمها لتحيا به بعد أن فقدت كل أمل بالشفاء من مرضها.

"مريم" التي تعاني من مرض يدعى "ذئبة حمامية" وهو مرض مناعي دائم، يحتاج لعلاج مستمر، يمنعها من الحراك بعد أن عجز والداها عن تقديم المال الكافي لعلاجها، وبعد أن أرهق العمل والدها المصاب بقصف نظام الإجرام في مدينة تلبيسة، ليستقر به الرحل مع عائلته في إحدى المخيمات في الشمال السوري، ينظر الوالدان لابنتهما التي تواجه الموت ببطء وقلوبهما تتفطر لما حل بها من عذابات معاناة، وسط عجز كامل عن تقديم أي علاج بها بسب حالهم المادية.

باع الأب كل ما يملك وقدم كل ما يستطيع رغم إصابته، إلا أن كبر العمر وثقل الهموم أرهقت كاهله، وجعلت منه كهلاً لا يقوى على الحراك، ولم يعد يستطيع أن يعمل أو أن يقدم لابنته وعائلته أي عون، لاسيما أن علاجها باهظ الثمن، حتى أنه عجز عن تقديم أي علاج لنفسه وجسده المتعب المرهق.

"مريم" التي نالت المرتبة الثانية في مدرستها قبيل أن يرهقها المرض، تعيش اليوم على أمل هو رأس مطالبها، أن تصل لتلك المدرسة القريبة وتنهل من العلم من جديد، لم تطلب كنوزاً أو حياة جديدة، بل طلبت أمنية صغيرة، أت تشارك الأطفال في المخيم مقاعد دراستهم وتتعلم من جديد، لتعيش ما تبقى لها من حياة أو أيام تعدها بكل دقيقة فيها وكل ثانية.

والدة "مريم" المتعبة جراء ما عانته من تشرد وضياع في مخيمات النزوح، والتي ترقب ابنتها التي لا تقوى على الحراك، ترنوا إليها في كل لحظة، تبكي بلا دموع من قلب متبع تسمع أناته، كي لا تراها مريم، وتقول:  "كل ما أتمناه أن لا أراها تتألم".

"مريم" اليوم هي واحدة من آلاف السوريين المعذبين في مخيمات التشرد، بعد أن حرمهم الأسد وحلفائه حقهم في الحياة كبشر، وحقهم في العلاج والتعلم، حقهم في العيش بسلام، كل ما تتمنها هو بقولها: "أمنيتي أن أجد من يتكفل بعلاجي لأعود إلى مدرستي" ...........

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ