الموت يحاصر 75000 من أهالي الوعر الحمصي
الموت يحاصر 75000 من أهالي الوعر الحمصي
● أخبار سورية ١٨ فبراير ٢٠١٧

الموت يحاصر 75000 من أهالي الوعر الحمصي

بحضرة أستانة وجنيف
الموت يحاصر 75000 من أهالي الوعر الحمصي  
تستمر معاناة المحاصرين داخل حي الوعر الحمصي بعد فرض قوات الأسد حصاراً خانقاً منعت خلاله دخول أيّ مادة أساسية لاستمرار الحياة متبعاً سياسة "الجوع أو الركوع"، فقد مضى ستة أشهر على فرض طوق الحصار الأخير الذي يعاني من تبعاته أكثر من 70 ألف مدني في حي الوعر وذلك بعد خروقات واضحة في ملف التفاوض الذي بدأ بين قوات الأسد وأهالي الحي مطلع عام 2013، فكان من أهم الخروقات عدم التزام النظام بملف المعتقلين والذي نص على تبيان مصير 7365 معتقل من محافظة حمص من ثمّ إطلاق سراحهم.


الموت البطيء
تدهورت أحوال الحي نحو الأسوأ بشكل واضح فالحصار في أشدّ أوقاته فكان للحالات المرضية والجرحى النصيب الأكبر من المعاناة، فقوات الأسد منعت دخول الدواء منذُ ما يقارب الثلاثة أعوام ما اضطر الأطباء لاستعمال الأدوية المنتهية الصلاحية والتي أصبحت بدورها نادرة الوجود حسبَ "جودي عرش" مراسلة جريدة عنب بلدي في الحي المحاصر، والتي أكملت لشبكة شام: "نحن اليوم أمام كارثة إنسانية حقيقية فالمصاب في حي الوعر يموتُ بشكلٍ تدريجي بسبب عدم توفر الغذاء والدواء المناسبين له لا سيما النقص الكبير في الأجهزة الطبية، الأمر الذي جعل الأطباء يقفون عاجزين أمام المصابين والمرضى منتظرين معجزة من السماء تساعدهم".

وفي حديثٍ مع الدكتور "أبو المجد الخالدي" أحد الأطباء العاملين في المشفى الميداني قال: "يوجد في حي الوعر أكثر من 200 جريح بحاجة لعلاج نوعي من تركيب اطراف وعمليات نوعية واختصاصات فرعية كما  يحتوي على 1500 حالة من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة والذي منع النظام دخول الدواء لهم.


التصعيد بحضرة أستانة وجنيف
عادت الحملة العسكرية الشرسة إلى الحي في السابع من الشهر الجاري فيما اتصفت هذه الحملة بالمفاجئة حيث بدء النظام تصعيده في وقت الذروة مستهدفاً شوارع الحي الرئيسية و منازل المدنيين ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى بين صفوف المدنيين.

تطور التصعيد ليشمل الطيران الحربي الذي ما لبث أن تسبب في سقوط عشرات الشهداء والجرحى، حيث استهدف النظام الحي بحسب الإحصائيات بأكثر من 30 غارة فراغية خلال فترة التصعيد بينما استهدفه أيضاً بعشرات الصواريخ من طراز فيل و أمطره بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة.

فيما سقط خلال الحملة 31 شهيداً بينهم نساء وأطفال و اكثر من مئة جريح تنوعت إصاباتهم بين المتوسطة و الخطيرة، وكانت ظاهرة بتر الأعضاء هي الأبرز وسط العجز الطبي عن إجراء أي عملية جراحية متطورة في ظل انعدام الأجهزة الطبية و الأدوات الجراحية.

قافلة على أشلاء الشهداء ودماء الجرحى
ينتظر أهالي حي الوعر دخول قافلة مساعدات أممية منذُ أكثر من شهرين حيث كان من المفترض دخولها حسبَ البرنامج الذي وضعه برنامج الأغذية العالمي WFB ولكن قوات النظام منعت دخول الشاحنات عدة مرات وذلك بحجة استهداف الطريق وخطورته.

بدورها صرحت الأمم المتحدة بالموافقة على دخول القافلة منذُ ثلاثة أيام على حسابها الرسمي، والتي قوبلت بالرفض بعد عدة محاولات كان آخرها اليوم، وذلك عقب قصف جوي تعرض له الحي راح ضحيته ثلاثة شهداء بينهم طفلان تحولوا لأشلاء وعشرات الجرحى، وفي حديث هاتفي أكدت الفصائل المقاتلة في الحي على التزامها بوقف كامل لإطلاق النار حتى دخول وخروج الشاحنات من الحي، وإن حصل أي عملية لإطلاق النار ستكون من طرف النظام.

وتقرر في النهاية دخول القافلة غدا الأحد الموافق للـ 19 من الشهر الجاري ومن المتوقع أن يمنع دخولها النظام تحت أيّ ذريعة كانت.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ