الهجرة الى أوربا بحثاً عن إقامة.. ام هرباً من ظالم
الهجرة الى أوربا بحثاً عن إقامة.. ام هرباً من ظالم
● أخبار سورية ٢٩ يوليو ٢٠١٥

الهجرة الى أوربا بحثاً عن إقامة.. ام هرباً من ظالم

لعل الهجرة الى الدول الأوربية أكثر ما يشغل الشباب العربي هذه الأيام ولاسيما الشباب السوري بعد أن فتحت الحكومة التركية أمامهم الحدود لدخول اراضيها نتيجة الظلم والقصف الذي يتعرض له الشعب السوري منذ أكثر من أربع سنوات مضت وما زالت المعاناة مستمرة وما إن وصل الشاب السوري لمخيمات النزوح حتى بدأت أحلامه بالهجرة ودخول الدول الأوربية هاجساً له لاقتراب تركيا من هذه الدول فبدأت الهجرة عبر البحر والبر وتجاوز مئات الشباب البحر على الرغم من مخاطر عبوره بطريقة غير شرعية ونجح المئات بل الألاف منهم بالوصول للدول الأوربية والحصول على إقامة ضمن أراضيها فتوزع الشباب السوري في ألمانيا وهولندا وفرنسا والسويد وغيرها من الدول الأوربية التي قدمت التسهيلات والإقامة لكل من دخل أراضيها وطلب اللجوء منها هارباً من الظلم والقمع فكان مرحباً بالشعب السوري المهاجر بالرغم من كل التشديدات التي اتخذتها الدول لتنظيم هذه الهجرة عن طريق منظمات الأمم المتحدة.


ومع تقدم عمر الثورة وازدياد المناطق المشتعلة وهجرة ألاف الشباب من سوريا طلباً للجوء غدت الهجرة الى أوربا سبيلاً للبحث عن حياة أفضل فاستغل الألاف من الشباب تعاطف الدول الأوربية مع قضية الشعب السوري وسعى للهجرة فلم تعد هذه الهجرة حكراً على الهاربين من القتل والدمار بل تعدت لتشمل ألاف الشباب من الطائفة المؤيدة للنظام ومن القاطنين في المناطق الساحلية الباردة إما هاربين من التجنيد في صفوف الجيش لقتال المعارضة المسلحة وإما باحثين عن حياة طالما حاولوا الحصول عليها لما تتمتع به الدول الأوربية من أنظمة حكم ديمقراطية وتساو بين طبقات الشعب عامة وازدهار اقتصادي ومالي كبير.


وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي تعترض المهاجرين بحراً من تركيا الى اليونان ومقتل المئات من المهاجرين بينهم عائلات وأطفال ونساء ورجال غرقاً في عرض البحر إلا أن هذه الهجرة لم تتوقف ولم تثنى الشباب عن خوض المغامرة وعبور البحر الذي ابتلعت امواجه مئات العائلات منها ما عثر عليها وتم توثيقها ومنها مالم يعرف مصيرها حتى اليوم كما أن هذه الهجرة باتت هاجساً كبيراً يؤرق الدول الاوربية مع تزايد الأعداد الوافدة إليها بشكل يومي عبر البر والبحر بطرق غير شرعية وبدأت تعمل على مكافحتها والحد منها.


وحول مساوئ هذه الهجرة يتحدث محللون أن الدول الأوربية تسعى من وراء فتح حدودها والتظاهر بعدم قدرتها على ضبطها لاستقطاب الخبرات والعقول من الدول العربية التي طالما عملت على استغلالها وتوظيف خبراتها في خدمة دولها مع تقديم كل التسهيلات لهم في الإقامة والعمل والتعايش ضمن مجتمعاتها على عكس الدول العربية والأنظمة القمعية التي تحكمها والتي عملت على محاربة هذه العقول وطمس هذه الخبرات وتدميرها وإجبارها على الهجرة لما تشكله هذه العقول من خطر على أنظمتها ومستعمراتها التي بنتها بالظلم والغطرسة وإنهاك الشعب وسرقة خيراته فكانت الهجرة السبيل الوحيد للتخلص من الظلم المحيط بحياتهم في بلاد سرقها حكامها من أهلها وأجبروهم على تركها متحدين أمواك البحر الهائجة للعبور لأرض تحترم فيه الإنسانية وتنعم نفوسهم بحياة أفضل.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ