بسبب عدم توفر الغذاء والأعلاف ... تراجع مردود ثروة الأسماك في سهل الغاب
بسبب عدم توفر الغذاء والأعلاف ... تراجع مردود ثروة الأسماك في سهل الغاب
● أخبار سورية ٢٤ أغسطس ٢٠١٦

بسبب عدم توفر الغذاء والأعلاف ... تراجع مردود ثروة الأسماك في سهل الغاب

لم تفلت أي من الثروات السورية الزراعية والاقتصادية والصناعية من تبعات الحرب التي تشهدها البلاد على إثر تعنت نظام الأسد وإصراره على استخدام القوة لقمع حرية السوريين منذ مطلع عام 2011، وكان أثر هذه الحرب على الثروة الزراعية وثروات أخرى، إذ أدت إلى تقلصها وتراجعها وانعكاسها على شريحة لا بأس بها من العاملين فيها.

سهل الغاب في ريف حماة الغربي يبعد حوالي 50 كلم عن مركز مدينة حماة، ويعد من أهم المناطق السورية المنتجة للأسماك، وتمثل الثروة السمكية في هذه المنطقة مصدراً مهماً من المصادر الاقتصادية التي يعتمد عليها أبناء سهل الغاب، بنسبة تجاوزت 50 % من الإنتاج العام في سوريا لسنوات طويلة مضت، إلا أن عدم توفر غذاء الأسماك والأعلاف من جهة و ظروف الحرب من جهة ثانية أجبرت العاملين في هذا القطاع على تركه وبالتالي تراجع موسم إنتاج الأسماك بعد أن كان يصدر حوالي 500 طن من أجود أنواع الأسماك "المشط - الكرب" إلى باقي أنحاء سوريا.

أبو مصطفى من مدينة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي أحد اشهر مربي الأسماك يقول: قلة توفر غذاء الأسماك من أعلاف و أغذية أخرى كبقايا الحبوب وغيرها خلال السنوات الماضية فرض على الكثيرين من مربي الأسماك ترك هذه المهنة أو التقليل من عدد أحواض تربية الأسماك ليسهل عليهم الوصول إلى موسم بأقل كلفة أو خسارة بعد أن كانت مصدر رزقهم الوحيد وبات يقتصر اليوم تربية الأسماك ضمن مساحات قليلة من الأحواض السمكية خلافاً لما كان سابقاً من مساحات كبيرة تقدر بحوالي 300 حوض على مساحة وصلت إلى 80 هكتاراً في سهل الغاب، فـ طن بقايا الحبوب وصل سعره إلى 125 الف ليرة سورية و هذا السعر يعجز الكثيرين من مربي الأسماك عن مقاومته وتغذية مساحات كبيرة من الأحواض السمكية بعد أن كانه سعره لا يتجاوز 10 آلاف ليرة سورية وذلك غير انقطاع التيار الكهربائي المصدر الوحيد في توليد الطاقة لاستخراج المياه النقية و تزويد الأحواض السمكية بها.

بينما أبو خالد أحد تجار الأسماك في سهل الغاب يقول : تراجع تربية الأسماك في سهل الغاب أدى إلى ارتفاع أسعاره بسبب عدم توفر الغذاء بأسعار تناسب مربي الأسماك هنا في سهل الغاب وباتت الكمية المنتجة من الأسماك أقل بكثير من حاجة السوق سواء في المناطق المحررة أو مناطق سيطرة النظام وفرض ذلك ارتفاعا في أسعارها في الأسواق حيث وصل سعر الكيلو الواحد من سمك الكرب إلى 2000 ليرة سورية فضلاً عن النفقات اللاحقة و أجور النقل، في حين تقلص الموسم الإنتاجي للثروة السمكية في سهل الغاب إلى حوالي 100 طن بعد أن كان الموسم السنوي يتراوح بين 450 - 500 طن من الأسماك.

العم نوح صاحب أشهر مطاعم الأسماك لم يستطع إخفاء مخاوفه أمام تردي وتراجع الثروة السمكية في سهل الغاب، إذ كان مصدر أسماك مطعمه التي يقدمها للسوريين من خلال شهرة اكتسبها في هذا المجال قال: كنا نقدم وجبات اسماك للزبائن بشكل يومي حوالي 500 وجبة بينما في هذه الظروف التي تعاني منها هذه الثروة تراجع عمل المطعم وبات يقدم من 20 - 30 وجبة يومياً بأفضل الأحوال.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ