بعد ألفي غارة جوية.. معارك سهل الغاب مستمرة
بعد ألفي غارة جوية.. معارك سهل الغاب مستمرة
● أخبار سورية ٢ أغسطس ٢٠١٥

بعد ألفي غارة جوية.. معارك سهل الغاب مستمرة

لعل الأهمية الاستراتيجية لموقع سهل الغاب وما يتمتع  به من ميزات عسكرية وجغرافية لدى نظام الأسد هو ما جعل المعارك في سهل الغاب تتميز عن سابقتها بضراوتها واستماتة النظام في المعركة لتثبيت أركانه فيها ومحاولة استرجاع ما خسره فجاءة خلال الأيام القليلة الماضية.


فبعد العملية العسكرية التي شنها مقاتلي جيش الفتح لاستكمال السيطرة على البلدات والحواجز المتبقية للنظام في ريف ادلب الغربي ونجاحهم في عنصر المفاجأة الذي أرعب النظام وشتت صفوفه فكان سيطرة جيش الفتح على فريكة وحواجز العلاوين والمنشرة وبلدات الزيادية والمشيرفة وزيزون وتل واسط ومحطة زيزون الحرارية مع إدراكهم أن المعركة في سهل الغاب لن تكون سهلة وأن النظام لن يتخلى عن المناطق التي تأوي حاضنته الشعبية وطائفته العلوية بالأمر السهل وهذا ما حصل فعلاً فبعد الهزيمة التي امني بها النظام في ريف إدلب الغربي ودخول سهل الغاب في خط مواجهة مفتوحة مع قوات النظام وتقهقر قواته الى القرقور وجورين، عمل النظام على إعادة ترتيب صفوفه بالسرعة القصوى لتدارك الكارثة التي قد تحصل في حال استطاع الثوار التقدم والوصول لجورين والبلدات المحيطة به وبالتالي سيطرتهم على طريق إمداده من الساحل والذي يربط وسط سوريا بغربها مروراً بسهل الغاب وعليه استقدم قوات عاجلة من حزب الله والحرث الثوري كانت تتمركز في مطار حماة العسكرية وقوات مدججة من محافظات الساحل ومئات العناصر من الدفاع الوطني بعد أن هددهم النظام بترك الثوار يصلون للمنطقة ويدخلون البلدات الموالية في حال لم تؤازره الميليشيات المشكلة في القرى الموالية وهذا ما أجبرهم على مساندة النظام وبقوة كبيرة.


بعد هذه الحشود التي وصلت جورين بدأ النظام بعملية إعادة السيطرة على ما خسره من بلدات في شمالي سهل الغاب بوابة حماة والساحل وكان سلاحه الأبرز في المعركة هو تكثيف الطيران الحربي في المنطقة حيث كرس لذلك ثلاث مطارات عسكرية حماة واللاذقية وحمص وبدأت طائرات السيخوي والميغ الحربية باستهداف منطقة سهل الغاب وجبل الزاوية المحاذية لها بمعدل 500 غارة جوية بشكل يومي لم تترك شبراً واحدا في المنطقة لم تصبه شظية أو برميل أو قنبلة فراغية تسقطها طائرات الأسد الحربية بشكل جنوني وتعمل على تدمير كل ما تشاهده من اهداف سواء أكانت عسكرية أم مدنية هذا بالإضافة للقصف المدفعي التمهيدي الذي طال كل المنطقة من راجمات الصواريخ المتمركزة في جورين والجبال المطلة على المنطقة من جهة الغرب تلاها تقدم القوات البرية على شكل ثلاث مجموعات بدأت الأولى بالتقدم على جبهة زيزون بعد أن دمرت الطائرات الحرية المحطة بشكل كامل وحولتها لركام فكانت معركة ضارية قتل خلالها أغلب عناصر المجموعة المتقدمة من قوات النظام وقدم الثوار فيها العديد من الشهداء ممن أبوا التراجع والإنكسار أمام كل هذه الوحشية البربرية لقوات النظام وميليشيات حزب الله وبعد معركة أنهكت الطرفين لم تلبث ان تهدأ حدة الإشتباكات بدأت المجموعة الثانية لقوات النظام بالتقدم مرة ثانية باتجاه زيزون واستطاعت الوصول للمحطة بعد معارك ضارية مع فصائل جيش الفتح تلاها تقدم القوة الثالثة ليلاً تحت غطاء جوي كثيف باتجاه المنطقة ومازالت المعارك على أشدها في المنطقة إذ لم يستطع أحد من الطرفين إمتلاك زمامك المبادرة وتثبيت أركانه فيها وبقيت بلدات زيزيون وتل واسط ومحطة زيزون وبعض التلال القريبة ساحة حرب تستخدم فيها قوات النظام كل ما تملك من إمكانيات جوية ومدفعية في محاولة لإعادة السيطرة على ما خسرته خلال الأيام الماضية وتأمين حماية وخطوط دفاعية جديدة لسهل الغاب بوابة حماة والساحل.


وحول هذه المعارك يقول قيادي في جيش الفتح إننا ندرك أهمية سهل الغاب بالنسبة لقوات النظام وهم يعرفون ما مدى خطورة سيطرة الثوار على المنطقة بالنسبة لحماة والساحل ولذلك تستخدم قوات النظام كل ما ملكت من قوات وطائرات كرستها جميعاً لقصف المنطقة ومساندة قواتها وسلاح الطيران هو السالح الوحيد الذي مازالت تتفوق فيه قوات النظام.


وأضاف أن طبيعة الأرض السهلية تعطي لسلاح الطيران الأفضلية لأنه يكشف كل تحركات الثوار ويقوم باستهدافها بعشرات الغارات ما يعيق تقدم الثوار كما ان التكتيك الجديد لقوات النظام في الحرب عبر ثلاث جيوش او ثلاث دفعات مكنته من التقدم بعد إنهاك الثوار في المرحلة الأولى والثانية من المعركة خصوصاً أن الفصائل كانت في معركة استعادة السيطرة تعمل بكل طاقاتها.


وحول طول فترة المعركة قال نتوقع أن تطول المعركة كثيراً في سهل الغاب فهي معركتنا الوحيدة الأن في المنطقة ومستمرون بنفس الوقت في إحكام الحصار على بلدت كفريا والفوعة ومطار أبو الظهور حتى يحين الوقت الذي تدخل فيه جحافل جنودنا وتطهرها من رجس قوات الأسد وحتى اليوم معركتنا في سهل الغاب كر وفر ولا غالبية لأي طرف على الرغم من كل الة الحرب التي يستخدمها النظام وخصوصاً سلاح الطيران.


ويرى محللون أن معركة الغاب أشبه ما تكون بحرب حقيقة بل أكثر من ذلك لأن النظام يدرك معنى سقوط سهل الغاب بيد الثوار كونه البوابة الرئيسية المفتوحة على ريف حماة ومدينة حماة ومطارها العسكري من جهة وصول الثوار لقطع طرق الإمداد بين الساحل والمنطقة الوسطى من جهة ثانية هذا بالإضافة لموقف النظام الهش أمام طائفته العلوية وعدم قدرته على حماية مناطقهم الرئيسية في جورين وشطحة والجيد ووصول الثوار لمناطق قريبة جداً من الساحل السوري عبر سهل الغاب فلذلك النظام مستعد أن يخوض حرب استنزاف كبيرة في المنطقة لمنع الثوار من السيطرة على سهل الغاب وبالتالي خسارته لمناطق جديدة بعد إدلب.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ