بعد أن هددت المعارضة ... أحد "الفيلة" ينوي مغادرة "الساحة" فمن يكون الرابح من انسحاب واشنطن ...؟
بعد أن هددت المعارضة ... أحد "الفيلة" ينوي مغادرة "الساحة" فمن يكون الرابح من انسحاب واشنطن ...؟
● أخبار سورية ١٩ ديسمبر ٢٠١٨

بعد أن هددت المعارضة ... أحد "الفيلة" ينوي مغادرة "الساحة" فمن يكون الرابح من انسحاب واشنطن ...؟

لم يمض أسبوع على تهديد الولايات المتحدة الأمريكية مكونات المعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، من مغبة المشاركة في أي عملية عسكرية تركية ضد قوات الحماية الشعبية "واي بي جي" شرق نهر الفرات، مرفقة في رسالتها عبارة: "حينما ترقص الفيلة؛ عليك أن تبقى بعيدًا عن الساحة"، لتعلن واشنطن اليوم نيتها الانسحاب بشكل سريع ومفاجئ من سوريا.

وترسم تصريحات واشنطن على لسان رئيس الولايات المتحدة "ترامب" وتأكيد البنتاغون ومسؤولين أمريكيين الانسحاب من سوريا خلال فترة قصيرة، في ظل التهديدات التركية لحلفائها في شرقي الفرات بشن عملية عسكرية في المنطقة، تساؤلات عديدة عن مصير المنطقة التي تتواجد فيها قوات التحالف الدولي على رأسها واشنطن.

ورغم أن الولايات المتحدة صرحت أكثر من مرة بأنها ستسحب قواتها من سوريا إلا أنها كانت تراوغ في مواجهة الضغوطات الروسية حيال تواجدها في المنطقة والذي تعتبره غير شرعي، وفي مواجهة الإصرار التركي على ضرب حلفاء واشنطن من الميليشيات الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً وتنوي تطهير حدودها.

وعلق الكاتب "أحمد أبازيد" على خبر انسحاب القوات الأمريكية بالقول: "سوريا بلد محتل تتوزعه القوى الأجنبية، الانسحاب الأمريكي -إن حصل- فهو انتصار يتلوه توسع روسي وإيراني في المقام الأول، تركيا أقل الرابحين وإن تصورت العكس، والسوريون يخسرون دوماً سيناريو يرجح نموذج العراق في سوريا، من حيث الهيمنة الإيرانية والتقسيم طويل الأمد وتهيئة ظروف عودة داعش".

وأكد الكاتب أن تنظيم داعش انهارت قيادته المركزية وفروعه نعم، لكن فلوله وأيديولوجيته ما زالا فعالين بدرجة أقل وقابلين للعودة بأشكال أخرى، لافتاً إلى أن الميليشيات الشيعية والنظم الديكتاتورية والوحشية الروسية لا يمكنها هزيمة داعش أو تحقيق استقرار، وإنما ستنتج دواعشها باستمرار، لأنها أسوأ من داعش بمراحل بقدر ما هي سبب في نشوئها.

من جهته، اعتبر الإعلامي "ماجد عبد النور" انسحاب أمريكا انتصاراً لإيران وروسيا في المنطقة وخسارة لدول الخليج التي عوّلت على أمريكا في القضاء على إيران، نكسة ونكبة أخرى للسياسة السعودية في المنطقة، ومثال حقيقي على أن المليارات دون المبادرة الحازمة والتضحية لاتفعل شيئاً أمام صراع الوحوش، مؤلم حال العرب في هذه المرحلة من التاريخ" وفق قوله.

ووسط توالي التصريحات الأمريكية على ألسنة مسؤوليها عن الانسحاب وتأكيدها حتميته، يرسم المشهد علائم صراع دولي جديد في منطقة شرقي الفرات، كون الانسحاب الأمريكي إن حصل سيترك فراغاً كبيراً وسيكون مدعاة للصراع بين "الفيلة" الآخرين، ممثلة بتركيا الرامية لتطهير حدودها، وروسيا الراغبة بفرض سيطرتها، وإيران ومطامعها التوسعية في المنطقة، وسط تخوفات من تكرار المشهد العراقي في سوريا.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ