ما إن بدأت الهجمات الروسية بطائرات حديثة على مواقع الثوار والفصائل في عموم سوريا ووجهت مئات الضربات الجوية على مقراتها ظنت قوات الأسد أن الوقت حان لبدء التقدم البري واستعادة المناطق التي خسرتها خلال المعارك مع فصائل الثوار في مختلف المحافظات فكان أول هجوم لها في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب والذي لاقت فيه خسارة كبيرة في العتاد والأليات، إذ دمر لها اكثر من خمسين ألية بين دبابة وعربات مصفحة بالإضافة لمقتل أكثر من 400 عنصر حسب التسريبات الواردة من المشفى الوطني بحماة هذا عدا عن عشرات الجثث التي مازالت بين الحقول والأراضي الزراعية.

وفي اللاذقية أيضاً تكبدت قوات الأسد العشرات من القتلى ودمر لها العديد من الدبابات دون أن تتمكن من إحراز أي تقدم حقيقي يذكر بل على العكس فقد قامت الفصائل بالسيطرة على بلدة دورين ومحاصرة قوات الأسد المتقدمة على كفردلبة . وبالأمس كانت محاولة قوات الأسد التقدم في عدة محاور بريف حمص الشمالي ولكنها لاقت أيضا مقاومة كبيرة أسفرت عن مقتل قائد الحملة العسكرية وتدمير عدة دبابات وقتل العشرات من الجنود.

واليوم وبعد فشلها في باقي المحافظات حاولت قوات الأسد استغلال انشغال الثوار بمعارك الشمال مع تنظيم الدولة وبدأت هجومها من محوري تل عزان وخان طومان، وسيطرت على عدة نقاط وبلدات في المنطقة قبل أن تصل المؤازرات للثوار لريف حلب الجنوبي وتبدأ بتوجيه الضربات لقوات الأسد التي سرعان ما فقدت سيطرتها وتراجعت عن هذه المناطق مخلفة العشرات من القتلى وتدمير عدد من الدبابات وراجمة صواريخ ومدفع رشاش واغتنام الثوار لسيارات إسعاف وأنباء عن أسر عدد من جنود الأسد وعناصر أجنبية بعد أن استعاد الثوار سيطرتهم على كتيبة الدبابات وبلدات المحيرة والسابقية والكسارات.

كل هذه المعارك والطائرات الروسية الحربية والمروحية تساند القوات المتقدمة على الأرض بقصف المناطق وخطوط التماس ومقرات الثوار والمشافي الميدانية دونما أي تقدم لقوات الأسد، فعزيمة الثوار وإصرارهم على مواجهة كل حلفاء الأسد كان الأقوى بعد أن تسقط كل المسميات وكل التشكيلات وتتوحد الجهود تحت غبار المعركة وفي ساحات المعارك.