بما تبقى من جسده...أبو سليمان يصارع الحياة لإطعام أطفاله
بما تبقى من جسده...أبو سليمان يصارع الحياة لإطعام أطفاله
● أخبار سورية ٤ فبراير ٢٠١٩

بما تبقى من جسده...أبو سليمان يصارع الحياة لإطعام أطفاله

على أعتاب حرب لم تضع أوزارها بعد، وعلى هامش حياة ثقيلة تمر ببطء، يعيش أبو سليمان بما تبقى من جسده الذي أنهكه القصف وسرق منه أغلى ما يملك، بعد أن نزح من بلدته شيزر في ريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الجنوبي.

ست سنوات كانت كفيلة بتغيير خريطة جسده ورسم معالم جديدة تُظهر الوجه الحقيقي للحرب التي شنها نظام الأسد على شعبه.

بعيناه البريئتان ينظر أحمد ذو الخمس سنوات إلى والده ويتساءل "وين اجريك بابا ؟! , بابا عم تشوفني؟؟!!، بابا وين أصابيعك؟! عم تسمعني؟؟؟!!! "، يتنهد أبو سليمان عاجزاً أمام صغيره الذي كبر قبل أوانه.

وطاردت صواريخ الأسد أبو سليمان من مكان إلى آخر حيث أصيب سبع مرات كان آخرها بلغم وضعه عملاء النظام، في كل مرة كان يصاب كان يفقد جزءً من جسده، إلى أن فقد قدميه وعينيه وثلاث أصابع في يده اليسار وفقد السمع في أذنه اليسرى وتركت شظايا الصواريخ آثارها في صدره ورأسه ويده اليمنى.

يعيش أبو سليمان في بيت صغير في ريف إدلب الجنوبي برفقة زوجته وأطفاله الأربعة بعد أن ساعده أحد فاعلي الخير بإكمال بناء جزء منه، وجل ما يحلم به اليوم أن يستعيد الرؤية بعينه اليسار مجدداً إن توفر له العلاج عله يرى أبناؤه مجدداً.

يحتاج أبو سليمان لمن يكفله وعائلته في ظل عجزه الحالي، بالإضافة لتركيب سماعة لأذنه اليمين وتركيب طرفين كان قد سجل عليهما في أحد مراكز الأطراف ولما يأتي دوره بعد، فهل يجد أبو سليمان من ينظر بعين الرحمة لوضعه وعائلته ويحقق له جزءً من أحلامٍ قد وهبها الله لمعظم عباده؟؟؟!!!

ليست قصة أبو سليمان إلا واحدة من آلاف القصص التي خطها نظام الأسد الوحشي بصواريخه وقذائفه وما زال الكثير منها ينتظر أن تضع الحرب أوزارها لتتكشف حجم المأساة التي أصابت مئات الآلاف بين جريح وشهيد.

المصدر: شبكة شام الكاتب: مهند المحمد ... مراسل شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ