بين تحرير وتدمير .. عفرين في موازنة مع الرقة وداريا والغوطة وحمص ....
بين تحرير وتدمير .. عفرين في موازنة مع الرقة وداريا والغوطة وحمص ....
● أخبار سورية ١٨ مارس ٢٠١٨

بين تحرير وتدمير .. عفرين في موازنة مع الرقة وداريا والغوطة وحمص ....

من الصعب جداً أن تدخل في مقارنة بين المناطق التي حررتها فصائل الجيش السوري الحر مع القوات التركية وبين المناطق التي دخلتها جحافل الاحتلال الأسدي الروسي أو التي دخلتها قوات التحالف الدولي وحلفائها قسد، من جميع النواحي الإنسانية أو التدمير.

حررت مدينة عفرين المركز الأكبر لميليشيات الوحدات الشعبية في ريف حلب الشمالي بعد أقل من شهر على بدء عملية "غصن الزيتون"، تظهر الصور الجوية الواردة من المدينة الحالة التي دخلتها فصائل الجيش السوري الحر والقوات التركية وكأن شيئاً لم يحصل في المدينة من ناحية الدمار وحتى الوجود البشري فيها.

ليست عفرين وحدها التي حررها الجيش الحر في عملية غصن الزيتون فهناك العديد من مراكز البلدات الرئيسية ذات التجمعات السكانية الكبيرة كجنديرس وشران وبلبل وشيخ حديد، والتي تعرضت لقصف جوي وتمهيد مدفعي قبل التقدم إليها، إلا أن القصف تركز بشكل أساسي على مواقع الميليشيات العسكرية دون أن يعرض المناطق المدنية للتدمير والصور الواردة من هناك أكبر دليل على ذلك.

أيضاً سبق عملية "غصن الزيتون" عملية مشابهة ضد تنظيم الدولة في مناطق "درع الفرات" والتي حررت فيها فصائل الجيش السوري الحر والقوات التركية بلدات ومدن كبيرة كانت نسبة الدمار فيها قليلة نسبيناً بالمقارنة مع حجم المعارك التي شهدتها لاسيما مدينة الباب.

بالمقارنة بين المناطق التي دخلتها القوات التركية والجيش الحر وبين مناطق احتلتها قوات الأسد وروسيا لنبدأ من القصير إلى أحياء باب عمر وباب سباع والوعر ومدينة حلب وصولاً لداريا والغوطة الغربية وفي النهاية الغوطة الشرقية التي تشهد أكبر حملة تدمير ممنهجة، ترى المناطق التي تدخلها جحافل هذه القوات تتحول لركام كامل بعد سلسلة تدمير مقصود وإنهاء لكل حياة في هذه المناطق لضمان عدم عودة المدنيين إليها.

وإلى الرقة ودير الزور ومدينة الطبقة التي دخلتها قوات التحالف الدولي وحلفائها قسد تظهر الصور الواردة حجم المأساة والدمار الذي حل بهذه المناطق من خلال القصف الجوي بشكل يومياً والذي تركز على المناطق المدنية والمساجد والمشافي ودمر كل حياة بعد أن قتل الألاف من أهالي هذه المناطق وشرد مئات الألاف في محافظات أخرى دون أن تسمح لهم بالعودة لبلدانهم.

ربما تكون المقارنة والفوارق كبيرة وظالمة لحد كبير عندما ترى اليوم مدينة عفرين بأبنيتها الشامخة في الوقت الذي ترى فيه الدمار الذي حل بالمناطق الأخرى، تستطيع حينها التميز بشكل جلي بين قوات الاحتلال وقوات التحرير، هذا إذا ما تم التطرق بالموازنة إلى حال المدنيين والضحايا التي خلفتها كل عملية سيطرة على مدينة وما خلفته من موت وتدمير سترى المسافة كبيرة وشاسعة.

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ