بين "توماهوك" وحرب عالمية.. 4 سيناريوهات محتملة لضرب الأسد
بين "توماهوك" وحرب عالمية.. 4 سيناريوهات محتملة لضرب الأسد
● أخبار سورية ١١ أبريل ٢٠١٨

بين "توماهوك" وحرب عالمية.. 4 سيناريوهات محتملة لضرب الأسد

تسود الأجواء العالمية حالة من الترقب عقب تعهُّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالرد على استهداف المدنيين بأسلحة كيماوية في مدينة دوما السورية، المجزرة التي شنتها قوات النظام، السبت الماضي، بالغازات الكيماوية، أسفرت عن مقتل 78 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وإصابة المئات، وفق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).

وتسببت المجزرة في حالة من الغضب الدولي، خصوصاً بعد ظهور مشاهد مؤلمة نشرتها وسائل الإعلام الدولية لأطفال، قال مسعفون إنهم لفظوا أنفاسهم الأخيرة بسبب الاختناق بالغاز السام.

الرئيس ترامب تعهد بأن يدفع رئيس النظام، بشار الأسد، "ثمناً باهظاً"؛ لاستخدامه أسلحة كيماوية في مدينة دوما، التي تسيطر عليها المعارضة خارج دمشق، ورغم أن هذه الضربة متوقعة، فإن هناك سيناريوهات عدة لشكل الرد الأمريكي، وقد يعكس شكل السياسة التي قد تتخذها واشنطن للتعامل مع الوضع في سوريا.


مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية العريقة وضعت عدة فرضيات، أبرزها عمل عسكري واسع النطاق والضرب بقوة، على الرغم من أن لا أحد في إدارة ترامب أبدى استعداداً للإطاحة بالأسد على طريقة صدام حسين في العراق، غير أنَّ بعض أعضاء الإدارة يقولون إنَّه لا بد من الضرب بقوة على يد الأسد، وتحديداً حلفاءه الإيرانيين في سوريا.

بل إنَّ بولتون ذهب في عام 2015 بعيداً إلى حد اقتراح إنشاء دولة سُنّية مستقلة شمال شرقي سوريا وغربي العراق بدعم من الولايات المتحدة.

وكتب بولتون مبرراً ذلك: "إذا كان إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش يعني إعادة السلطة إلى الأسد في سوريا وإلى دمى إيران في العراق، وإرضاء روسيا وإيران على حساب الولايات المتحدة وإسرائيل وشركاء الولايات المتحدة من العرب، فهذه نتيجة غير ممكنة ولا مرغوبة".

ويقول الدكتور دانيال سيروير، الأستاذ بكلية "جونز هوبكنز" للدراسات الدولية المتقدمة والباحث بمعهد الشرق الأوسط، لوكالة الأنباء الألمانية، إن إمكانية التدمير الشامل للقوة العسكرية لقوات الأسد ممكنة، مبدياً خشيته من احتمال مقتل بشار الأسد نفسه، إذا ما تم استهداف أحد القصور الرئاسية بشكل مفاجئ ودون تحذيره مسبقاً، وهو ما رأى أنه سيؤدي إلى أزمة كبرى قد لا تستطيع الولايات المتحدة التعامل مع آثارها.

لكن أندرو تابلر، المختص في الشأن السوري بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، توقع تكرار الهجوم المحدود الذي شنته إدارة ترامب بصواريخ توماهوك ضد قاعدة عسكرية سورية العام الماضي لمعاقبة الأسد على هجوم "خان شيخون" الكيماوي.

ورأى أنه يمكن أن تلجأ الولايات المتحدة إلى "استخدام القوة العسكرية المُوجَّهة للضغط على الأسد" وردعه عن استخدام الأسلحة الكيماوية، ويمكن أن تصحب ضرباتٌ كهذه بمبادراتٍ، مثل تقديم مساعدات إعادة إعمار من الولايات المتحدة إلى المدن التي لا تخضع لسيطرة الأسد في سوريا، والعمل الدبلوماسي مع روسيا وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط، وكذلك إمكانية تجديد الدعم المستتر لقوات المعارضة السورية بعد أن قطع ترامب ومدير الاستخبارات المركزية آنذاك، مايك بومبيو، هذا الدعم خلال عام 2017.

ومن شأن تنفيذ هذا السيناريو، كما يرى الكاتب يوري فريدمان في تحليل له بمجلة "ذا أتلانتيك" بحسب مانقلت "الخليج أونلاين" أن يرفع تكلفة مساندة النظام على نحوٍ يُحدِث صدعاً بين روسيا وإيران بشأن "إجبار الأسد على الجلوس على طاولة المفاوضات"، بما يزيد احتمالية الوصول إلى "تسوية سياسية يرحل فيها الأسد عن السلطة في نهاية المطاف، وتحل محله حكومة مركزية يمكنها أن تحول دون معاودة ظهور الإرهابيين وأن تمنع إيران من الإمساك بزمام الأمور في سوريا".

وثمة مخاوف دولية من أن تقوم روسيا بالرد إذا ما قصفت الولايات المتحدة أهدافاً لها في سوريا، خاصة أن تصريحات رسمية روسية أكدت أنها ستردُّ على هجوم قد يتعرض له جنودها هناك.

فرئيس هيئة الأركان في الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف، حذر الولايات المتحدة من تعرُّض مواطنين روس للقصف الأمريكي، وفي حال تعرُّضهم لأذى فسيعترض الجيش الروسي هذه الصواريخ ويقصف مصادرها، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة جداً، معتبراً أنّ "تعرُّض قاعدة حميميم للقصف سيُعد إعلاناً للحرب على روسيا؛ ما قد يسبب اندلاع حرب عالمية ثالثة".

ولا يمكن التنبؤ بمستوى التصعيد، كما يرى الدكتور دانيال سيروير الباحث بمعهد الشرق الأوسط، موضحاً أنه لا يمكن التنبؤ بشكل كامل بطبيعة المواجهة التي قد تحدث بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيراً إلى أن طبيعة الرد الروسي ستعتمد على حجم الضربة العسكرية الأمريكية واحتمالات سقوط ضحايا من العسكريين الروس. وأكد أن وجود خطط واستراتيجيات عسكرية، دون وجود استراتيجيات سياسية لإنهاء الحرب سيكون أمراً سخيفاً.


وفيما يتعلق بما يمكن أن تسفر عنه الضربة الأمريكية المتوقعة على سوريا ومدى إمكانية تغيير موازين القوى على الأرض كنتيجة لها، فهناك مخاوف من ألا تجبر روسيا والأسد على الإذعان لمفاوضات الحل السياسي ووقف أعمال القتل والتهجير، خاصة أن ضربة العام الماضي لم تردعهما.

وتقول كندة قنبر، الصحفية الأمريكية، في حديث لـ"الخليج أونلاين"، أن هذه الضربة "لن تكون حاسمة، بمعنى إسقاط نظام الأسد؛ بل ستكون موجعة كالضربة الأولى"، لافتة إلى أن "المسار السياسي لن يسحب من الطاولة تعقيدات المشهد في سوريا، وخاصة دخول روسيا".

وأشارت إلى أن "واشنطن لديها القدرة -إذا نوت التدخل- على الضغط على موسكو"، لكنها استبعدت أن تُقْدم إدارة ترامب على ذلك؛ "لأن سياستها هناك واضحة"؛ وهي "القضاء على داعش والخط الأحمر؛ أي الكيماوي".

أما الخبير الروسي فيكتور ليتوفكين، فلم يتوقع في حديثه لـلوكالة الألمانية، أن تؤثر الضربة على توازن القوى في سوريا؛ لأن المعارضة السورية مشتتة ولا تملك أي قوة على الأرض تقريباً، وفي حال نشوب الحرب بين روسيا وأمريكا، فإن دور اللاعبين الإقليميين سيقتصر فقط على المشاهدة والأمل في عدم الانجرار إليها.

بدوره، يرى الخبير الأمريكي الدكتور دانيال سيروير أن الأمر سيختلف بحسب قوة الضربة وطبيعة الأهداف، وتوقَّع ألا يتغير المشهد كثيراً إذا ما كانت الضربة العسكرية محدودة التأثير. أما إن كانت الضربة قوية وضد أهداف حساسة، فإنه يعتقد أن توازن القوى على الأرض سيتغير وكذا المساحات التي يتحكم فيها كل طرف، لكنه ربط كل النتائج بقوة الضربة وحجمها ومدى تأثيرها الموجع.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ