بين خيارات المحرقة أو خروج الثوار ..... هل يتكرر سيناريوا داريا بحلب
بين خيارات المحرقة أو خروج الثوار ..... هل يتكرر سيناريوا داريا بحلب
● أخبار سورية ٧ ديسمبر ٢٠١٦

بين خيارات المحرقة أو خروج الثوار ..... هل يتكرر سيناريوا داريا بحلب

تعيش مدينة حلب الأحياء الشرقية المحررة منها أياماً عصيبة بعد أن باتت وحيدة تصارع كل قوى العدوان من الميليشيات الشيعية والروسية وقوات الأسد، حيث يضيق الخناق ويشتد الحصار على أكثر من ربع مليون إنسان يوماً بعد يوم، مع تقدم قوات الأسد وميليشياتها ضمن الأحياء المحررة وسيطرتها على العديد منها خلال الأسابيع الماضية.


مدينة حلب والتي تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا باتت محط أطماع الجميع، يريدونها خالية من الثوار، فاختلقوا الحجج لتدميرها وتهجير أهلها، حيث بدأت الحملة الجوية بشكل عنيف إبان بدء العدوان الروسي، لتستهدف الأحياء المحررة بشكل عنيف وضمن عدة حملات، لا تتوقف الأولى حتى تبدأ الحملة الثانية بأشد وأعنف منها، استخدمت فيها الطائرات الروسية أنواعاً عديد من الأسلحة التدميرين بينها الصواريخ الارتجاجية والعنقودية والفوسفور الحارق والكلور السام.


هذه الحملات التي لم تتوقف منذ أكثر من عام خلفت آلاف الشهداء من المدنيين العزل، بمئات المجازر التي وثقتها عدسات الناشطين على مدار اكثر من عام، وسط صمت مطبق من العالم أجمع عما يدور في حلب، تخلله بعض التنديد والامتعاض والقلق عما تؤول إليه الأوضاع في الأحياء المحررة، لاسيما بعد تمكن قوات الأسد وحلفائها من بينهم الميليشيات الكردية من إطباق الحصار على الأحياء الشرقية بسيطرتها على المنفذ الوحيد للمدينة عبر طريق الكاستيلو، مع استمرار العمليات العسكرية للتغلغل أكثر ضمن الأحياء المحررة، واستمرار عمليات القصف الجوي.


كل هذه الحملات وشلالا الدماء التي أريقت بحق المدنيين العزل في حلب التي باتت محاصرة، لم تغير من المعادلة في شيء رغم الحصار والتضييق، حيث أن روسيا وحلفائها لم ينجحوا في تهجير المدنيين عبر المعابر الأمنة التي ابتدعوها لتسهيل خروج المدنيين والمسلحين، فصمد أهل حلب وصمد ثوارها في وجه كل الهجمات ومحاولات تفريغ حلب من ساكنيها، كما حاول الثوار من مختلف الفصائل خارج حلب على فك الحصار فكانت معركة الراموسة والكليات التي حقق فيها الثوار تقدم كبير على حساب كل القوى المحاصرة لحلب وتمكنوا من فك الحصار.


معركة الراموسة كانت ضربة موجعة لقوات الأسد وحلفائها، فكان الرد بزيادة المحرقة والتدمير الشامل لمدينة حلب، لتزج كل القوى إمكانياتها في استعادة الراموسة التي قتل فيها المئات من عناصر الميليشيات الشيعية بينهم كبار القادة، ليعاد الحصار على حلب، وتفشل معركة فك الحصار الثانية عن تحقيق أي تغير في المعادلة لتتوقف دون أي مبررات.


وما إن توقفت معركة فك الحصار الثانية حتى بدأت هجمات قوات الأسد باتجاه الأحياء المحررة تتسارع بالتزامن مع تكثيف القصف الجوي، واجه الثوار جميع الهجمات على أحياء صلاح الدين والشيخ سعيد ومساكن هنانوا والإنذارات وحلب القديمة وكل الجبهات التي أشعلتها قوات الأسد، دون أي يتلقوا أي مساندة أو محاولة تخفيف من الخراج بعد أن خفتت صوت المدافع والراجمات وبقيت حلب المدينة وحيدة.


قبل اقل من شهر تمكنت قوات الأسد وحلفائها وبعد تدمير المنطقة من التغلغل ضمن أحياء مدينة حلب المحاصرة والدخول إلى مساكن هنانوا، ثم التوسع في الأحياء الشمالية من المحرر شرقي حلب، والوصول لحي الصاخور ثم التقدم باتجاه ما بقي من الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار، ترافق ذلك مع موجة نزوح كبيرة لأكثر من 50 ألف إنسان باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، ارتكب بحقهم العديد من المجازر في جب القبة وباب النيرب، ليبقى ما يقارب ال 300 ألف آخرين من المدنيين محاصر ضمن بقعة جغرافية صغيرة في عدة أحياء، لا يملكون أي مقومات الحياة بعد تدمير المشافي والمدارس والمساجد وكل ما هو خدمي، وانعدام وسائل الحياة الأساسية من مأكل ومشرب وطبابة.


حلب اليوم باتت تواجه المحرقة، يسترجع للأذهان ما واجهته مدينة داريا بريف دمشق من قتل وترهيب ودمار وتضييق يومي، وسط تخاذل دولي وتواطئ محلي على كل المستويات التي تركت داريا وحيدة واكتفت بالتوعد والبيانات، ليكرر السيناريو اليوم في حلب، وتغدوا الأحياء المحررة في حلب في مواجهة مصيرية لوحدها، أمام خيارات مطروحة ولكن ليس للعلن، إما الخروج الأمن لجميع الثوار باتجاه الشمال المحرر وافساح المجال لدخول قوات الأسد يفضي بسيطرتها على كال أحياء المدينة، أو مواجهة المصير المجهول بعد تعنت قوات الأسد وروسيا على الحسم العسكري ورفض كل الأطروحات والعروض المقدمة دولياً ومحلياً ... فهل يتكرر سيناريوا داريا في حلب ......؟.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ