تحرير الشام بذراعها "إدارة المهجرين" تضغط لإخضاع منظمة بنفسج وتلاحق كوادرها في إدلب
عادت إدارة المهجرين التابعة لهيئة تحرير الشام لممارسة التضييق على المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال المحرر، من باب تنظيم العمل الإنساني، في وقت تسعى للهيمنة على جميع المنظمات واستغلال برامج المساعدات التي تقدمها للمحتاجين والحصول على أتاوات وضرائب بألاف الدولارات، أو تمارس التضييق والملاحقة بذراعها العسكري.
هذه المرة ضحية إدارة المهجرين هي منظمة بنفسج العاملة في ريف إدلب، والتي تعتبر من أبرز منظمات العمل الإنساني في المحافظة، حيث تقوم إدارة المهجرين من خلال تحرير الشام بالتضييق على المنظمة بهدف إخضاعها وفرض ماتريد من إملاءات عليها، والحصول على نسبة من المشاريع والسلل الإنسانية والأموال التي تحصل عليها المنظمة لمساعدة المحتاجين من النازحين والفقراء.
ولأن إدارة المهجرين قوبلت برفض التعاون من قبل إدارة المنظمة، وبعد تضييق وضغوطات وتهديدات مبطنة بدأت عناصر تحرير الشام بملاحقة كوادر المنظمة واعتقالهم في مدينة إدلب الريف، حيث قامت قبل أيام باعتقال مسؤول لوجستي في المنظمة، وتقوم بملاحقة عدد من المسؤولين العاملين على الأرض.
وتهدد تحرير الشام إدارة المنظمة بوقف عملها أو الخضوع ودفع الأتاوة المفروضة عليها، وتنفيذ ماتريده إدارة المهجرين من شروط تفرضها على جميع المنظمات، دون مراعاة الدور الذي تقدمه المنظمة للنازحين، ومخاطر توقف عملها في المحرر ولو على حساب عذابات المدنيين.
وساهمت هذه التصرفات التي تقوم بها تحرير الشام عبر مؤسساتها المدنية في تقويض العمل الإنساني والمساهمة في وقف دعم العديد من المنظمات التي تحول دعمها لمناطق أخرى في شمال حلب أو لمناطق قسد أو النظام من قبل الجهات الداعمة بسبب عدة القدرة على ممارسة نشاطها الإنساني بشكل سلس، في ظل المضايقات التي تتعرض لها المنظمات من قبل الهيئة.
ويعد القسم الإغاثي من أبرز الأقسام التي تعول عليه تحرير الشام في مصادرها المادية والعينية حيث تقوم تحرير الشام عبر عناصرها العاملين في مكتب المنظمات وإدارة المهجرين بفرض الأتاوات المادية والغير مادية على المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في الشمال السوري فمن مصادرة السلال غذائية او تأسيس منظمات تابعة لتحرير الشام واجبار المنظمات الأخرى على فرض عقود شراكة مع هذه المنظمات الى فرض نسب محددة على كل منظمة من نسبة العقد الذي توقعه مع الداعم الخاص بها الى إجبار المنظمات للحصول على عقود التوريدات الخاصة بها من محروقات وأعمال تعهدات عبر متعهدين تابعين لها.
ويقدر نسبة هيئة تحرير الشام مما تحصل عليه من الدعم المقدم للمنظمات قرابة 30% من كل منظمة، ويصل المبلغ الإجمالي شهرياً من كل المنظمات إلى 4.5 مليون دولار، من ضمنها قرابة 60 ألف سلة إغاثية تذهب لتحرير الشام من حساب الفقراء والمحتاجين والمهجرين، الأمر الذي يقوض عمل المنظمات ويجعلها تقصف عاجزة عن تلبية متطلبات جميع المهجرين والمحتاجين.
ويشار إلى أن نسبة الفساد ضمن المنظمات تصاعدت بعد تدخلات الهيئة وفرضها شخصيات من طرفها للعمل ضمن هذه المنظمات، وقد أوردت "شام" تقارير سابقة تتحدث عما تتعرض له المنظمات من تضييق وهيمنة، الأمر الذي سلط الضوء على ملفات الفساد تلك ودفع بعض الجهات الداعمة للتفتيش في عدة منظمات وفصل العشرات من الموظفين ومدراء بعض المنظمات لثبوت تعاملهم وتواطئهم مع تحرير الشام، إلا أن الهيئة لاتزال تواصل عملياتها في التضييق والضغط بشتى الوسائل للحصول على ما تريد وتفرضه من نسب.