تحرير الشام تخسر في مواجهة الفعاليات الشعبية وتسقط أحد أبرز أوراقها في الاقتتال الداخلي
تحرير الشام تخسر في مواجهة الفعاليات الشعبية وتسقط أحد أبرز أوراقها في الاقتتال الداخلي
● أخبار سورية ٢٦ فبراير ٢٠١٨

تحرير الشام تخسر في مواجهة الفعاليات الشعبية وتسقط أحد أبرز أوراقها في الاقتتال الداخلي

لطالما عولت هيئة تحرير الشام على الحاضنة الشعبية للوقوف في صفها أو تحييدها في كل عملية ابتلاع أو استئصال لفصيل ما في الشمال السوري، حيث كانت تبدأ بالتجييش الإعلامي وتبيان المظلومية والنصرة لحادثة ما، وتهيئ الحاضنة الشعبية ببيانات تستعطفها لتقف في صفها أو لتحييدها قدر الإمكان.

ومارست تحرير الشام هذه السياسية مراراً بدأت باتهام الفصائل بالفساد والعمالة وإظهار نفسها في موقف المدافع عن الشعب الثائر، وصون المناطق المحررة ومحاربة المفسدين، فأنهت بذلك العديد من الفصائل العسكرية التابعة للجيش السوري الحر، وفي كل مرة كانت تضمن صمت هذه الحاضنة ترهيباً أو ترغيباً، لما لهذه الحاضنة من أثر كبير في تغيير معادلة القوة.

ومع تمادي تحرير الشام في سياسية الإقصاء والابتلاع، وتكرار ذات السيناريوهات في التجييش والإنهاء وإشعال المناطق المحررة بالاقتتال الداخلي، تتخذ لكل فصيل حجة، فباتت تغيب المدفاع والدبابات عن الجبهات وتظهر في المناطق المحررة لقتال الفصائل تباعاً، شكل ذلك حالة رفض شعبية كبيرة تصاعدت مع تكشف عمليات التسليم وما قامت به هيئة تحرير الشام من انسحاب من جميع المناطق الواقعة شرقي سكة الحديد وتسليمها للنظام، ثم البدء بكيل الاتهامات للفصائل أنها لم تأزرها علماً أنها هي ذاتها من أجبرت الفصائل على الخروج من المنطقة بعد الاقتتال الأخير مع أحرار الشام.

ولعل ما واجهه الشعب الثائر في الشمال المحرر من قصف وقتل وخيبة أمل خلال الأشهر الماضية بعد حركة نزوح شرقي سكة الحديد، ثم بدء التجييش من طرف الهيئة لعملية استئصال جديدة لحركة نور الدين زنكي والتجييش لمقتل أحد المنتسبين إليها، جعل الحاضنة الشعبية أما خيارين لا ثالث لهما إما الصمت أو الخروج للشارع والتعبير عن موقفها بشكل صريح الرافض لأي اقتتال.

ومع بدء فتيل الاقتتال بين جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام بدأت تتغير طبيعة المرحلة وتظهر حالة الرفض الشعبي بشكل جلي من خلال الوقوف في وجه المتقاتلين ومنعهم من دخول البلدات، ومع إصرار تحرير الشام في مسعاها وإعلام مشايخ الصلح وصولهم لطريق مسدود بعد رفض الهيئة ككل مرة تحكيم الشرع، نهض الشعب ليقول كلمته ويرفع صوته عاليا.

وشكلت النهضة الشعبية في معرة النعمان وكفرنبل وريف إدلب الجنوبي وبنش ومعرة مصرين وحزانو والأتارب ودارة عزة وعينجارة ومدينة إدلب والكثير من القرى والبلدات في وجه هيئة تحرير الشام عاملاً مؤثراً بشكل كبير على موقفها العسكري وتراجعها خلافاً لما حققته في حالات الاقتتال الماضية، والتي من شأنها إن تساعدت أكثر وامتدت لمناطق أخرى أن تساهم في سقوطها لا محال كما راهنت الهيئة سابقاً على تلك الحاضنة في إسقاط باقي الفصائل.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ