تصاعد الخلاف بين روسيا وإيران حول سوريا وخصوصا في ديرالزور
تصاعد الخلاف بين روسيا وإيران حول سوريا وخصوصا في ديرالزور
● أخبار سورية ٢٢ نوفمبر ٢٠١٨

تصاعد الخلاف بين روسيا وإيران حول سوريا وخصوصا في ديرالزور

نشر موقع "المركز الفرنسي للبحث الاستخباراتي" تقريرا، تحدث فيه عن الخلاف الذي استمر منذ أشهر بين روسيا وإيران في سوريا، والذي بدأ يتخذ أهمية كبرى، بشكل خاص في محافظة دير الزور. وخلال الأشهر الأخيرة، تعددت مظاهر التوتر والاختلاف بين حليفي نظام الأسد، روسيا وإيران.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في إطار الانزعاج الروسي من إيران، منع الروس المليشيات الشيعية الموالية لإيران، بما في ذلك حزب الله الإرهابي، من التوغل في مدينة الميادين، الواقعة على بعد 40 كيلومترا من جنوب شرق محافظة دير الزور. وقد حدث ذلك خلال استعادة السيطرة على هذه المحافظة أواخر سنة 2017.    

وأورد الكاتب، ألان روديي، وهو ضابط كبير سابق في المخابرات الفرنسية ومدير البحوث في المركز الفرنسي للبحث الاستخباراتي، أن حادثة مقتل اللواء عصام زهر الدين، وقائد حامية دير الزور منذ سنة 2015، نتيجة انفجار لغم بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الثاني سنة2017، هو العامل الذي زاد من استياء موسكو تجاه إيران وعمق الخلاف بينهما في سوريا.

وبيّن الموقع أن موسكو تعتبر أن اللواء تعرض للاغتيال بأوامر من طهران، لأن "أسد دير الزور"، مثلما يلقبه رجاله الذي يعد جزء كبير منهم من السنة، أصبح ذا شعبية هائلة ليس فقط بين الناس، وإنما أيضا لدى بشار الأسد.

ونوه الموقع إلى أنه في حال كان هذا اللواء من العلويين لما وصل الوضع إلى هذا الحد من الخطورة. وفي الواقع، يعد اللواء عصام زهر الدين من الدروز، مما عزز مخاوف طهران من اكتساب هذا المسؤول المدعوم من موسكو نفوذا كبيرا في القيادة السورية، مما يخول له التفوق على امتيازات المليشيات الشيعية.

وأشار الموقع إلى أن موسكو رفضت تقديم دعم جوي لهذه المليشيات التي تلقت صائفة سنة 2018 هجمات نفذها تنظيم الدولة ضدها في منطقة البوكمال، ردا على عملية اغتيال اللواء. وتجدر الإشارة إلى أن طهران تعتبر هذه المنطقة، التي سيطرت عليها القوات الموالية لإيران بالكامل، بمثابة نقطة العبور الرئيسية بين العراق وسوريا الواقعة على الممر الذي يربط إيران بساحل البحر الأبيض المتوسط.

ونقل الموقع أن مؤشرات الانزعاج الروسي من إيران لم تقف عند هذا الحد، إذ طلب فلاديمير بوتين، عن طريق ممثله الرسمي في سوريا، ألكسندر لافرينتيف، مغادرة جميع القوات الأجنبية من البلاد، بما في ذلك الأمريكيين، وحلفائهم في التحالف، والأتراك، وأيضا المليشيات الشيعية الأجنبية (الباكستانية، والأفغانية، والعراقية، واللبنانية)، وأيضا الكوادر الإيرانيين التابعين في الغالب إلى قوات الحرس الثوري الإيراني.

وعلّل الرئيس الروسي طلبه بأن وجود القوات الأجنبية في سوريا ليس قانونيا بموجب القانون الدولي، لأن مساعدتهم لم تأت على خلفية طلب من حكومة شرعية. وفي جميع الأحوال، تعترف السلطات الدولية بحكومة دمشق، على الرغم من أن الرئيس السوري قيد التحقيق في جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية.

ولفت الموقع إلى أن هدف الرئيس الروسي في إعادة مقاليد السلطة تدريجيا لبشار الأسد، وبشكل خاص، يسعى بوتين إلى دعم سيطرة بشار على القوات الأمنية في البلاد، ثم كامل الإدارة السورية. في مرحلة موالية، ستساعد هذه التطورات بوتين على تقديم الأسد على أنه المحاور الوحيد القابل للتفاوض معه في المفاوضات الدولية التي تجرى في سوتشي، وجنيف، وأستانا.

وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من مساهمة الإيرانيين في إنقاذ الأسد إلا أنهم تحولوا إلى مصدر إزعاج بالنسبة لموسكو، التي تسعى إلى تطبيع العلاقات مع الدول المجاورة، على رأسها تركيا وإسرائيل.

وأورد الموقع أن من العلامات الأخرى التي تسلط الضوء على الخلاف الروسي الإيراني، يبرز تحول طهران إلى جهة نادرا ما يتم استدعاؤها للنقاشات التي تنظمها روسيا حول سوريا. وخير مثال على ذلك، الاجتماع الذي حضره كل من بوتين وأردوغان وماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إسطنبول بتاريخ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال الموقع إن فلاديمير بوتين يحتاج إلى قدر من التعاون الدولي، أو الحد الأدنى من التفاهم على الأقل، لتنفيذ مشاريعه في سوريا. ولهذا السبب، نصح بوتين بشار الأسد بعدم شنّ هجوم على محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة حركات مختلفة من المعارضة.

وفي الختام، أشار الموقع إلى أن موسكو وطهران مضطران للتوافق فيما بينهما كي يواصلا تعاونهما في سوريا، وحتى خارجها، ذلك أن هذين البلدين يعتبران رسميا "عدوتين".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ