تصنيف أنقرة لـ "تحرير الشام" ... رسائل سياسية أم بداية مواجهة في إدلب ... (تحليل)
تصنيف أنقرة لـ "تحرير الشام" ... رسائل سياسية أم بداية مواجهة في إدلب ... (تحليل)
● أخبار سورية ١ سبتمبر ٢٠١٨

تصنيف أنقرة لـ "تحرير الشام" ... رسائل سياسية أم بداية مواجهة في إدلب ... (تحليل)

يبدو أن ملف إدلب لايزال موضع تفاوض ومباحثات بين اللاعبين الأبرز في قضية الشمال السوري "تركيا وروسيا" قطبي أستانة، ففي الوقت الذي تواصل روسيا التجييش والتهديد بشن عملية عسكرية على محافظة إدلب، تتواصل المساعي التركية التي تثبت نقاطها في المحافظة ضمن اتفاق أستانة للتوصل لحل سلمي يجنب المنطقة أي مواجهة أو حرب ستكون عواقبها كبيرة.

وبالأمس فاجأت أنقرة المعنيين بالشأن السوري بقرار تصنيف "هيئة تحرير الشام" على قوائم الإرهاب، لتغدو الهيئة منظمة إرهابية بنظر تركيا، في الوقت الذي يتعهم البعض أنقرة بالتهاون مع ملف حل الهيئة والتنسيق معها لاسيما إبان دخول نقاط المراقبة التي تمت بتنسيق غير مباشر مع قيادة الهيئة، وسط مساعي حثيثة لحل الهيئة سلمياً ودمج عناصرها ضمن الجبهة الوطنية للتحرير التي تدعمها أنقرة.

التصنيف برأي محللين هو رسالة واضحة لأنقرة لشركائها في الحل "روسيا وإيران" في انها جادة في التعاطي مع ملف الهيئة وتطبيق ما اتفق عليها لحلها بشكل كامل وإنهاء ماتشكله من مخاطر، كما أنها تحمل في طياتها رسالة داخلية لقيادات الهيئة الرافضين للحل والمتوعدين بالمواجهة، بأن تركيا قد تتخلى في أي وقت وقد تقوم هي في شن عملية عسكرية في إدلب لإنهائها وبالتالي عدم السماح بدخول النظام وروسيا وقطع ذرائعهم في ذلك.

وكان عاد ملف حل "هيئة تحرير الشام" على واجهة الأحداث مؤخراً مع تصريحات وزير الخارجية الروسية لافروف في أنقرة في لقائه الأخير، وإصرار الجانب الروسي على ما أسماه "القضاء على الإرهاب" في إدلب، في إشارة للهيئة وعدة تنظيمات أخرى تتبع للقاعدة، حيث تتخذ روسيا وجودها في إدلب حجة للتدخل وتدمير المنطقة باسم "محاربة الإرهاب" وهذا كان واضحاً إبان معارك حلب والغوطة ودرعا وحمص رغم أن وجود الهيئة كان ضئيلاً في تلك المناطق.

واتخذت هيئة تحرير الشام في سياق المساعي التركية لتطبيق اتفاق خفض التصعيد في إدلب، والتقارب مع تركيا خطوات عملية عديدة مؤخراً تمهيداً للحل وفق اتفاق ما حصل مع الجانب التركي، تضمن إدخال النقاط التركية والبدء بتنفيذ جملة من مقررات أستانة التي اتفقت عليها الدول الضامنة، إلا أن الصراع الحاصل ضمن دوائر القرار في الهيئة أخر حلها في وقت بدأت تركيا تدفع فصائل الجيش الحر والمكونات الأخرى للتكتل في فصيل واحد تمهيداً لتكون نواة للجيش الوطني.

مصادر مطلعة أكدت لشبكة "شام" في وقت سابق، أن هناك صراعاً كبيراً داخل هيئة تحرير الشام بين القبول بالحل والدخول في مكونات الفصائل الأخرى لتجنيب إدلب أي مواجهة، وبين الرفض والقتال والدخول في مرحلة صراع كبيرة غير محسوبة النتائج، طفى هذا الصراع على السطح مؤخراً مع تزايد الضغوطات لإنهاء هذه الملف.

ولفتت المصادر إلى أن خيارات تركيا باتت إحدى أمرين أولهما الدخول بمشاركة فصائل الجيش السوري الحر في مواجهة عسكرية في إدلب وإنهاء الهيئة عسكرياً، وثانيها قبول الطرح الروسي المتمثل بالدخول للمنطقة على غرار سيناريو الجنوب السوري تحت الضغط وهذا ماتحاول تركيا تجنبه وفق المصدر.

وكانت أكدت مصادر عسكرية مطلعة لشبكة "شام" في وقت سابق، أن الخيارات أمام هيئة تحرير الشام الفصيل الأكبر في الشمال السوري "إدلب" باتت محدودة، مع زيادة الضغوطات الإقليمية والداخلية لحل نفسها وإنقاذ ماتبقى من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وتجنيب إدلب خيار المواجهة مع النظام وروسيا.

وكشفت المصادر و"التي رفضت ذكر اسمها" أن مصير إدلب اليوم بات في ملعب قيادة هيئة تحرير الشام، لحل نفسها ضمن الفصائل الأخرى، وإنهاء ذريعة روسيا والنظام للتدخل في إدلب، والمبادرة لدعم موقف الحكومة التركية الساعية لتجنيب المحافظة وثلاثة ملايين إنسان مصير الغوطة الشرقية ودرعا.

ونوه المصدر إلى الموقف التركي الداعم للاستقرار في إدلب، وأن ضغوطات روسية كبيرة تحاول تركيا مواجهتها والدفع باتجاه تحقيق الهدوء والأمان في المنطقة لملايين المدنيين، إضافة للمساهمة بشكل فاعل في إعادة الحياة للمنطقة، وأن هذا يتطلب تعزيز هذا الموقف ودعمه من جميع الفصائل بما فيها هيئة تحرير الشام.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ