تعرف على كيفية تمييز الطائرات الحربية في السماء السورية الأكثر اكتظاظاً في العالم
تعرف على كيفية تمييز الطائرات الحربية في السماء السورية الأكثر اكتظاظاً في العالم
● أخبار سورية ١٤ مارس ٢٠١٧

تعرف على كيفية تمييز الطائرات الحربية في السماء السورية الأكثر اكتظاظاً في العالم

يتساءل الكثيرون عن كيفية تمكن المراصد من تتبع حركة الطيران بشكل كبير ورصد تحركاته وتحديد أنواعها و لمن تتبع ، اضاة لوجهته ، وربما الهدف الذي يريد قصفه، دون امتلاك المراصد لأجهزة الإشارة الحديثة، الموجودة في الجيوش النظامية والتي تعتبر من مهامها.

تمكنت "مراصد الطيران" في المناطق المحررة خلال سنوات الثورة، من القدرة على التقاط إشارات الطيران الحربي لقوات الأسد، وتتبع حركته من لحظة إقلاعه حتى وصوله للهدف ثم عودته للقاعدة التي خرج منها، والعمل على تنبيه المدنيين في المناطق المحررة، واستمرت في ذلك مع دخول طيران جديد منه روسي وللعدو الإسرائيلي وطيران للتحالف الدولي في عمليات القصف في المناطق المحررة.

الاستماع للمكالمات

المرصد "نادر أبو محمد" أحد أبرز مراصد الجبهات في الشمال السوري تحدث لشبكة “شام” الاخبارية ، أن عمل المراصد في المناطق المحررة يعتمد على إحدى طريقتين في رصد حركة الطيران تتمثل الأولى في تتبع حركة الطيران عبر المشاهدة بعد وصوله للمنطقة التي ينتشر فيها المراصد، والثانية في الاستماع لمكالمات الطيار مع القاعدة التي خرج منها عبر جهاز ماسح الإشارة.

وأضاف أبو محمد أن تتبع حركة الطيران الحربي والمروحي التابع لنظام الأسد باتت من أبسط الأمور بعد جميع المراصد خلال السنوات الماضية جميع الترددات التي تستخدمها المطارات في الأراضي السورية، ومع تزايد الخبرة في تتبع هذا الطيران باتت مسألة رصده وكشفه من لحظة إقلاعه أمراً سهلاً، مع تتبع جميع الترددات الجديدة التي يتم تغييرها من قبل نظام الأسد.

وذكر أبو محمد أن نداء غرفة العمليات وحوارها مع الطيار تكشف وجهته حيث أن لكل منطقة غرفة عمليات مسؤولة عن توجيه الطيران في المنطقة التي سيقلع باتجاهها الطيران شمالاً او جنوباً، لتبدأ بعدها مرحلة رصد الطيران في أجواء المناطق المحررة بعد دخوله في المجال الجوي للمحرر عبر شبكة من المراصد تنتشر في مناطق عدة، يقوم كل مرصد بالتعميم عن خط سير الطائرة من خلال المشاهدة حتى تخرج من نطاق مشاهدته وتكون قد دخلت في نطاق مشاهدة مرصد آخر.

خبرة تراكمية

كما أن لحديث الطيار في الطيران التابع لنظام الأسد والرموز والإشارات التي يستخدمونها دور كبير في التعرف على هوية الطيار والطائرة ونوعها، تأتي بعد ذلك المشاهدة التي تؤكد بشكل قاطع نوع الطائرة بعد الخبرة التي اكتسبتها المراصد في تحديد نوع الطيران والتمييز بين طيران الميغ والسيخوي، أيضاَ لطرق إغارة الطيران دور في ذلك حيث انه المعتاد أن طيران الميغ يضطر للانقضاض للتنفيذ على هدفها على عكس طيران السيوخوي التي تنفذ صواريخا من الجو بدون أن تنقض.

اللغة و الرموز

أما الطيران الروسي بحسب "المرصد نادر" بات كشف حركة أمراً يسيراً لدى المراصد حيث يتم تتبعه على الأجهزة اللاسلكية من لحظة خروجه من قاعدته في حميحيم، وللغة الطيار والرموز التي يستخدمها دور في كشف هويته، حيث يتم فوراً تتبع وجهته من خلال المشاهدة، وتنبيه المدنيين بناء على وجهته، كما أن بعض المراصد باتت تتقن لحد ما الترجمة للغة الروسية التي يستخدمها الطيار الروسي، إضافة لشكل الطائرة التي يميزها عن الطيران السوري.

التحالف عبر الأسد

طيران التحالف أيضاَ بات على قائمة الطيران الذي يتم رصده عن طريق المراصد من خلال تواجد عدد من المراصد على الحدود الشمالية مع تركيا، حيث يتم التقاط إشارات  للطيران التابع للتحالف ويتم بناء على ذلك تتبع حركته من لحظة دخوله للمحرر، كما أن الاستماع لترددات طيران الأسد يعلم فيها عن وجود طيران تابع للتحالف في المنطقة.

وعن طيران الاحتلال الإسرائيلي نوه أبو محمد إلى أن مكالمات الطيارين التابعين لنظام الأسد وغرف العمليات يمكن من التحقق من وجود طيران إسرائيلي في أجواء المحرر في الجنوب السوري.

توثيق دقيق

وأشار المرصد نادر أبو محمد إلى أن المراصد تقوم بتوثيق طلعات الطيران الحربي بمختلف انواعه وتوثيق مكان التنفيذ وحتى انتهاء التنفيذ وعودته للقاعدة التي خرج منها.

“طيران أشقر”

بدورة "المرصد وحيد" أكد ان التقاط محادثات الطيار مع القاعدة التي يخرج منها هي أبرز الوسائل للتعرف على الطيران والتقاط حركته وتحديد هويته ووجهته مع المشاهدة، وأن تنوع الطيران الحربي وطرق كشفه يتم من خلال المشاهدة والاستماع للترددات التابعة لنظام الأسد، حيث تخاطب قاعدة الطيران التابعة لنظام الأسد أي طائرة تابعة لها تنبهه عن وجود طيران الروسي مثلاً يكون بالنداء " طيران أشقر صديق على بعد كذا"، أما طيران التحالف فيعلم فيه " طيران للحالف على بعد كذا"، اما الطيران الإسرائيلي فيخبره بالقول "طيران عدو في الأجواء".

وبدأت المراصد عملها في وقت مبكر من الثورة السورية من عام 2012 مع بدء استخدام قوات الأسد للطيران الحربي والمروحي في قصف المناطق المحررة، حيث كانت البداية في محافظة إدلب بتشكيل كتيبة سميت بكتيبة أبراج الحق للرصد، اعتمدت في بداياتها على استخدام أجهزة الراديو والتنصت على الترددات ثم استخدمت أجهزة جديدة للأشارة والقبضات اللاسلكية وغيرها من الأجهزة التي تعتبر بدائية ويدوية حتى اليوم، كان للمراصد الدول الأكبر في تنبيه المدنيين عن حركة الطيران ووجهته، وانذارهم لفض التجمعات والأسواق، لتغدوا القبضة اللاسلكية المرتبطة بقواعد رئيسية وسيلة اتصال شائعة ومنتشرة بشكل كبير في المناطق المحررة للتواصل على مسافات وصلت لمئات الكيلوا مترات.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ