تفاصيل تعاون الأسد و تنظيم الدولة في إدارة الطاقة
تفاصيل تعاون الأسد و تنظيم الدولة في إدارة الطاقة
● أخبار سورية ١٧ أكتوبر ٢٠١٥

تفاصيل تعاون الأسد و تنظيم الدولة في إدارة الطاقة

كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" بناء على مقابلات أجرتها مع موظفين في قطاع الطاقة السوري أن الاتفاقات التي تحصل بين نظام الأسد و تنظيم الدولة تتركز في قطاع الغاز وليس النفط، كما أنها ليست صفقات مالية بقدر ما هي ترتيبات لضمان تقديم الخدمات. وعقد الاتفاقات بين الجانبين لا يُترجم كذلك وقفاً للنار، إذ إن القتال يتواصل بينهما بلا هوادة.

وقالت وزارة النفط والموارد الطبيعية التابعة لنظام الأسد ، في بيان أمس، بأن ليس هناك اتفاقات مع تنظيم الدولة، لكنها أقرت بأن بعض موظفيها يعمل في مناطق سيطرة التنظيم "من أجل الحفاظ على أمن المنشآت وحمايتها".

ووفق تقرير الصحيفة ، ونشرته اليوم صحيفة الحياة ، فإن معظم العاملين في المؤسسات الواقعة تحت سيطرة التنظيم هم من المسلمين السنّة، مشيرة إلى تعرض بعض الموظفين المسيحيين إلى مضايقات على رغم أن تنظيم الدولة تلقى الجزية منهم ذهباً. وروى موظفون كيف أن تنظيم الدولة يُشرف مباشرة عليهم داخل مراكز عملهم ويفرض عليهم تفسيره للشريعة، بما في ذلك جلدهم.

ومن بين المنشآت التي يتحدث عنها التقرير تفصيلاً معمل غاز توينان الذي يقع على بعد 80 كلم جنوب غربي مدينة الطبقة (محافظة الرقة). ويوضح أن الغاز المنتج في المعمل يذهب إلى منشأة توليد الطاقة الحرارية قرب حلب، حيث تحصل مناطق النظام على 50 ميغاوات يومياً، فيما يحصل تنظيم الدولة على 70 ميغاوات. وتدير معمل توينان جزئياً شركة "هسكو" التي يملكها رجل الأعمال السوري جورج حسواني المدرج على لوائح العقوبات الأوروبية بسبب تعامله مع النظام و تنظيم الدولة. وأوردت الصحيفة البريطانية أن "هسكو" تدفع للتنظيم 15 مليون ليرة سورية (50 ألف دولار) لقاء حماية معداتها التي تبلغ قيمتها بضعة ملايين من الدولارات. ونفى ميشال حسواني، نجل جورج، أن تكون الشركة تدفع أموالاً إلى تنظيم الدولة ، لكنه أقر بأن التنظيم يدير جزئياً المعمل.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن ظروف العمل في منشآت "كونوكو" في دير الزور أفضل من تلك الموجودة في منشآت أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة ، مثل توينان في الرقة.

ونقلت عن موظفين في منشأة دير الزور أن أمير تنظيم الدولة المشرف عليهم يدعى أبو عبدالرحمن الجزراوي (سعودي) ولديه خبرة سنوات في هذا المجال، كاشفين أنه يعطي الموظفين كل شهر برميلاً من المواد التي يتم انتاجها، أي قرابة 100 دولار (أعلى من الراتب الشهري للموظفين).

ونقل التقرير عن مروان وهو عامل في منشأة غاز ايبلا في الفرقلس قرب حمص إنهم يقومون دورياً بتدريب على عملية إخلاء المنشأة خشية تعرضها لهجوم، مضيفاً: "أنا سنّي وإذا هربت بسرعة (خلال الإجلاء) سيظن العلويون إنني متآمر. أما إذا تباطأت طويلاً فإنني قد أقع في أيدي داعش".

وتتغذى شبكة الكهرباء السورية بالغاز بنسبة 90 في المئة، وهي تزود مناطق النظام و تنظيم الدولة. ويسيطر التنظيم على ما لا يقل عن 8 منشآت لتوليد الطاقة بما فيها ثلاث منشآت هيدرو- كهربائية وأكبر منشأة لإنتاج الغاز في البلاد. ولكن في حين يمسك تنظيم الدولة بمعامل الإنتاج، فإن النظام يملك الشركات التي تشغلها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ