تقرير مغلوط .. يمنح نظام الأسد خمسة سنوات إضافية
تقرير مغلوط .. يمنح نظام الأسد خمسة سنوات إضافية
● أخبار سورية ٢١ ديسمبر ٢٠١٤

تقرير مغلوط .. يمنح نظام الأسد خمسة سنوات إضافية

يثير تقرير صحفي أميركي الحفيظة حول مستقبل الحرب في سورية و الوقت الذي تحتاجه وفق نظر الأمريكان ، مُعد التقرير توقع أن إجبار الأسد على التخلي عن السلطة لن يكون قبل خمس سنوات .
تقرير نير روزن، الصحافي الاميركي السابق والباحث في مركز الحوار الانساني، المنظمة التي تتولى التوسط في النزاعات ومقرها جنيف، التقرير يحوي الكثير من التحليل الشخصي المرتكز خصوصاً على اقتباسات من مسؤولين سوريين.وفيه أيضاً أن الكتائب الثورية  صارت متطرفة الى حد كبير، بينما النظام غير طائفي بطبيعته. وخلاصته أن المخرج الوحيد من النزاع هو "هدنات محلية" ترعاها الامم المتحدة بين الثوار والنظام ، الامر الذي يمهد الطريق لانهاء حمام الدم وظهور مؤسسات محلية، وإن يكن على حساب التخلي عن الجهود المبذولة لاجبار الاسد على التخلي عن السلطة قبل مدة أقلها خمس سنوات!
المفارقة أن هذا التقرير ، الذي أعادت نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية ،هو نتيجة لقاءات عقدها روزن مع مسؤولين ومحللين أميركيين في واشنطن، ومحاولة للرد على أسئلة طرحت عليه خلال تلك النقاشات. وقد أرسله الى مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية ومجلس الامن القومي، حيث وزع على المجموعات التي تعنى بسوريا. وإذ تشير النسخة التي حصلت عليها "فورين بوليسي" الى أن التقرير يمثل آراء روزن لا الموقف الرسمي لمركز الحوار الانساني، تلفت المجلة الاميركية الى أن التقرير يتضمن مراراً جملاً تعكس ضمناً رأي الكاتب والمؤسسة التي يعمل لها، كما أنه يؤكد أن المركز اضطلع بدور في تسهيل هدنة حمص، و"ساهم في اقناع النظام السوري بأهمية مثل هذه الاتفاقات".
وبالنسبة الى محرر شؤون الشرق الاوسط في "فورين بوليسي" ديفيد كينير، ليس هذا التقرير مجرد استشارة سياسية، وإنما يمثل جهداً لاعادة النظر جذرياً في الافتراضات الغربية في شأن طبيعة النزاع السوري وفريقي الحرب.
تلميع صورة النظام
ففي ما خص النظام مثلاً، يحاول الباحث اعادة تلميع صورته، قائلاً: "مع أن الدولة السورية لم تكن الاكثر جاذبية حتى قبل انتفاضة 2011، فانها أيضاً لم تكن النظام الاسوأ في المنطقة...هي تتمتع بأنظمة تعليم ورعاية صحية ورعاية اجتماعية. ومقارنة بأكثر الحكومات العربية كانت تقدمية وعلمانية... أنشأت بنى تحتية صلبة وجهازا مدنياً فاعلاً نسبيا"...
الى ذلك، يخالف روزن الرأي السائد أن الاسد يرأس نظاماً علوياً، موضحاً أن "أكثر أركان النظام من السنة، وغالبية مناصريه من السنة، وكثيرون من الجنود (إذا لم تكن غالبيتهم) من السنة... قد يكون النظام وحشياً ومستبداً وفاسداً... الا أنه يجب عدم النظر اليه على أنه يمثل طائفة"...
لا يختلف هذا التقويم عن التحليلات الاميركية الرسمية والمستقلة للنظام فحسب، وإنما يمثل تبنياً كاملاً للغة النظام نفسه. فهو لا يأخذ في الاعتبار الجرائم الموثقة التي ارتكبت في السجون السورية حتى قبل الثورة، ولا القمع للمعارضين ولا لحملة الاغتيالات السياسية التي يتهم بها النظام في لبنان خصوصاً.
ويذهب روزن أبعد في محاولة تلميع صورة النظام، مجادلاً بأنه "من الاصح النظر الى ما يحصل في سوريا على أنه نظام علماني يحكم شعباً مع حرس امبراطوري علوي".
تعصب وتطرف
وفي المعسكر الاخر، لا يرى روزن "ثواراً معتدلين حالياً، لا ايديولوجياً ولا في ما يتعلق بتحركاتهم". حتى أنه يقول إن غالبية الثوار حملت الاسلحة في بداية الانتفاضة لا للدفاع عن نفسها، وإنما انطلاقاً من تعصب ديني أو تطرف سياسي".
ويذهب تقرير روزن الذي يتبنى وجهة نظر النظام ومناصريه الى أن الهدنات المحلية في مناطق مختلفة من سوريا قد تشكل خطة لوضع حد لتزايد التطرف وتحيي بعض الامل في تغيير سياسي. وهو يدعو الى تعميم هذه الهدنات بوساطة من الامم المتحدة ومركز الحوار الانساني لتمهيد الطريق لتخفيف العنف والحاق الهزيمة بالجماعات الجهادية مثل "الدولة الاسلامية"، اضافة الى اعتماد اللامركزية التي تنتج تغييراً سياسياً في سوريا. أما رحيل الاسد، فيحيله الى موعد لاحق، بعد خمس سنوات على الاقل.
ولا يطلب الباحث الاميركي الكثير من واشنطن لتحقيق هذه الخطة. ففيما يقر بأن مصالحة مع نظام الأسد في هذه المرحلة مستحيلة سياسياً، يكتفي بأن يطلب من الاميركيين اصدار مواقف ايجابية في شأن الهدنات المحلية المحتملة لاقناع قادة متصلبين بالمضي في الخطة.وفي رأيه أن دولا مثل المانيا ونروج قد تضطلع بدور قيادي في دعم الهدنات المحلية.
في الواقع، ليس روزن الاول يقترح الهدنات المحلية مخرجاً محتملاً للنزاع. فالى الاقتراح الذي يحاول المبعوث الدولي ستيفان دوميستورا تسويقه في هذا المجال، ثمة عشرات من مراكز الابحاث التي تنكب على دراسة نجاحات واخفاقات اتفاقات في هذا الشأن اعتمدت سابقاً في حمص ومخيم اليرموك في دمشق وبرزة بضواحي العاصمة وغيرها.
ونشر معهد"انتيغريتي ريسيرتش أند كونسالتنسي" تقريراً يقوّم 26 هدنة حول البلاد، فيما وضعت منظمة "ايتانا" السورية غير الحكومية بحثاً معمقاً عن الجهود لوقف النار في حمص خلص الى أن ثمة أسباباً تدعو الى التشاؤم أكثر منها الى التفاؤل في هذه الاجراءات.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ