"تنظيم الدولة" طروادة الأسد لتقويض حكم "مشايخ العقل" في السويداء وإعادة قبضته الأمنية عليها
"تنظيم الدولة" طروادة الأسد لتقويض حكم "مشايخ العقل" في السويداء وإعادة قبضته الأمنية عليها
● أخبار سورية ٢٦ يوليو ٢٠١٨

"تنظيم الدولة" طروادة الأسد لتقويض حكم "مشايخ العقل" في السويداء وإعادة قبضته الأمنية عليها

سبع سنوات وأكثر مضت على بدء الحراك الشعبي انطلاقاً من محافظة درعا في الجنوب السوري، دفعت أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء القريبة منها على اتخاذ موقف الحياد إلى حد ما، والنأي بالطائفة الدرزية عن دائرة الحرب التي شنها الأسد ضد المعارضين والثائرين على نظامه، رغم محاولاته الكثيرة لضرب الطوائف ببعضها البعض واللعب على هذا الوتر.

وطيلة السنوات الماضية اتخذ أبناء الطائفة الدرزية في السويداء "مشايخ الطائفة" مرجعية لهم والتفوا حولهم بعيداً عن سلطة النظام في المدينة، وباتت السويداء تدار من قبل المشايخ رغم محاولات الأسد العديدة لتقويض قوتهم بعمليات الاعتقال والاغتيال والخطف وتعزيز سطوة القوى الأمنية التي كانت تواجه دائماً بالرفض والخروج عن قراراتها ومواجهة ممارساتها.

ولأن الأسد بات في موقع "المنتشي بالنصر" بعد الدعم الروسي الكبير وتمكينه من السيطرة على جل المناطق السورية الخارجة عن سيطرته كان لابد من إعادة السويداء لحكم الأسد بشكل كامل، وإنهاء ملفها الشائك المصطدم باعتراض مشايخ الطائفة والذين يتمتعون بالتفاف شعبي كامل لأبناء الطائفة الدرزية حولهم، مكنهم هذا الأمر من منع أبناء الطائفة من الالتحاق بصوف النظام إلا عبر بعض الميليشيات التي قادها "عصام زهر الدين" وابنه وميليشيات أخرى ساندت النظام بشكل كبير.

ومع بدء عملية إخراج مقاتلي تنظيم الدولة من جنوب العاصمة دمشق ونقلهم على ريف السويداء، كان هناك تخوف كبير من هذه الخطوة، والتي نظر إليها البعض في أنها خطوة للأسد لإعادة السيطرة على المحافظة من خلال استخدام عناصر التنظيم لتحقيق أجندات تخدم النظام للظهور بمظهر المدافع والحامي للأقليات وإعادة الهيمنة على كامل مرافق الحكم في السويداء.

ولم تلبث أشهر قليلة حتى بدأت تتحرك عناصر الدولة بشكل حقيقي وتبدأ بمرحلة الهجوم على قرى وبلدات ريف السويداء الشرقي، إضافة لدخولها إلى عمق مدينة السويداء وتنفيذها تفجيرات وعمليات انتحارية عدة أودت بحياة المئات من المدنيين في مذبحة كبيرة، أكدت بشكل واضح تورط الأسد في هذه العمليات وتسهيل دخول عناصر التنظيم لضرب الطائفة الدرزية ومن ثم الظهور بمظهر الحامي والمدافع عنها بعد تحقيق مراده في إثبات عجز مشايخ الطائفة في الدفاع عنها أمام هجمات التنظيم.

هذه العمليات سبقها تصريحات روسية عن وجود مجموعة إرهابية في جبل العرب في محافظة السويداء، الأمر الذي رفضته "قوات شيخ الكرامة" واعتبرته "تصعيدا خطيرا جدا" ضد المنطقة، كما نقل عن الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في الجليل والكرمل الشيخ موفق طريف، تصريحاته بأنه "لا يوجد إرهابيون في جبل العرب وإن هذا الأمر عار عن الصحة وإن أبناء الطائفة الدرزية في جبل الدروز قاموا بالحفاظ على بيوتهم وعائلاتهم ودافعوا عن أنفسهم في وجه "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى".

هذا الهاجس والإحساس بغدر النظام دفع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" اللبناني وليد جنبلاط لدعوة موسكو إلى التدخل لحماية من أسماهم "الشرفاء في جبل العرب" مما وصفه بمكائد نظام الأسد وتدخل جهات إسرائيلية مشبوهة، جاء كلام جنبلاط على خلفية التصعيد في محافظة درعا المجاورة للسويداء، وفي أعقاب لقاء في مبنى محافظة السويداء جمع مشيخة عقل الدروز ووجهاء من المنطقة مع وفد عسكري روسي ومسؤولين وحكوميين أمنيين سوريين في المنطقة.

هواجس جنبلاط لم تبنى على عبثية بل كان يدرك جيداً والكثير من أبناء الطائفة الدرزية أن الأسد مستعد لاتباع جميع الوسائل الممكنة لتقويض قوة مشايخ العقل الدروز وإعادة السويداء لحكمه المطلق، وهذا ماتساعده عليه روسيا التي حاولت إقناع مشايخ ووجهاء الطائفة بضرورة العودة، إلا أن رفضهم وإصرارهم على موقفهم الأخير دفعها بحسب خبراء لدفع الأسد لاستخدام ورقته الجاهزة عناصر التنظيم كـ "حصان طروادة" لإعادة السيطرة والضغط على السويداء لكسر شوكة مشايخها وفرض هيمنة قواه الأمنية وهذا مايبدو أنه المتبع حالياً.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ