تتصاعد حدة المواجهات العسكرية بين هيئة تحرير الشام ولواء الأقصى بريف إدلب الجنوبي لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد تعذر توصل الطرفين لاتفاق -يجنبهما الحل العسكري- خلال اجتماع جمع ممثلي الطرفين أول أمس لأكثر من ستة ساعات، ومبادرة لواء الأقصى بالهجوم على مقرات وحواجز للهيئة بريف إدلب الجنوبي مستخدماً سيارة مفخخة وأحزمة ناسفة، ما دفع الهيئة للمواجهة المسلحة والتي بدأت بشكل فعلي يوم الأمس.

وفي اليوم الثاني للمواجهات بين الطرفين تتواصل الاشتباكات على أطراف مدينة خان شيخون وبلدة حيش حيث تمكنت الهيئة من طرد عناصر اللواء من عدة بلدات وحواجز كان يسيطر عليها، فيما يسيطر اللواء بشكل كامل على بلدة حيش ومدينتي خان شيخون بريف إدلب ومدينة مورك بريف حماة الشمالي، وتستخدم في المواجهات الأسلحة المتوسطة والرشاشات الثقيلة.

وكشفت مصادر خاصة لــ شام عن وجود وساطات بين الطرفين للتفاوض على إمكانية السماح للواء الأقصى بالخروج من المنطقة باتجاه الشرق إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة بريف حماة الشرقي دون أن يتعرض لأي هجوم خلال انسحابه، فيما يرفض اللواء تسليم أكثر من 140 معتقل من فصائل الثوار والهيئة يحتجزهم في مقراته منها معسكر الخزانات في خان شيخون، وسط أنباء عن تصفيتهم لم تتأكد المصادر من صحة الخبر.

وكانت محكمة موقة شمالي مدينة خان شيخون التابعة لهيئة تحرير الشام قد تعرضت لهجوم من عناصر لواء الأقصى يوم الأمس، وكشفت الأرقام والأسماء الواردة عن قيام عناصر اللواء بتصفية أكثر من 40 عنصر لهيئة تحرير الشام رمياً بالرصاص وذبحاً بالسكاكين وهم مكبلي الأيدي، غالبيتهم من ريف إدلب الجنوبي.

وتحدثت مصادر خاصة لـ شام في وقت سابق، أن هيئة تحرير الشام اتخذت القرار في استئصال لواء الأقصى الذي يتحصن بريف حماة الشمالي، لا سيما بعد سيطرته على عدة مناطق ومقرات عسكرية للفصائل العاملة في المنطقة، وإغلاق المنافذ والطرقات باتجاه خطوط التماس مع قوات الأسد، حيث تحتجز المئات من المرابطين في المنطقة دون تمكنهم من الانسحاب منها أو حتى وصول الإمداد لهم، وبعد رفض اللواء قبول الحل السلمي بعد المناظرة التي جمعت ممثليه مع ممثلي الهيئة أول أمس.