جبل زين العابدين (قرن حماة) ... قاعدة عسكرية حصينة ومصدر للموت بأيدي طائفية
جبل زين العابدين (قرن حماة) ... قاعدة عسكرية حصينة ومصدر للموت بأيدي طائفية
● أخبار سورية ٢٣ يوليو ٢٠١٩

جبل زين العابدين (قرن حماة) ... قاعدة عسكرية حصينة ومصدر للموت بأيدي طائفية

يتركز في محيط مدينة حماة ثلاثة جبال متقاربة في الارتفاع هي "جبل زين العابدين"، "جبل كفراع"، "جبل الأربعين" أطلق عليها اسم "قرون حماة"، لها أهمية استراتيجية وجمالية كبيرة لأهالي حماة منذ عصور قديمة، سرعان ما تحولت جماليتها لمصدر للموت وسفك الدم السوري.

يقع جبل زين العابدين (والذي يبلغ ارتفاعه ٦٢٠ م) شمال مدينة حماة ويبعد عنها حوالي ٦ كم ، وغربه بحوالي ٥ كم يقع جبل كفراع (يبلغ ارتفاعه ٦٢٥ م)، أما جبل الأربعين (يبلغ ارتفاعه ٦٨٣ م) فيقع جنوب مدينة حماة بحوالي ٥ كم وبالجهة المقابلة تماماً لجبل زين العابدين.

وقد أطلق عليهم هذا الاسم لأن القادم لمدينة حماة والخارج منها باتجاه حلب أو باتجاه دمشق يراهما على شكل قرنين، أما سبب تسمية جبل زين العابدين بهذا الاسم فينسبها البعض للإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب بالإمام زين العابدين والذي يدعي الشيعة بأنه كان ضمن موكب ضم رأس أبيه الإمام الحسين رضي الله عنه أثناء ذهابه لدمشق فتوقف الموكب أسفل الجبل طلباً للراحة وأثنائها كان الإمام زين العابدين مريضاً فكان يصعد الجبل لاستنشاق الهواء العليل وطلباً للعبادة منفردا ًفوق احدى الصخور، حيث أقيم مكانها مقام زين العابدين أعلى الجبل.

لطالما شكلت مدينة حماة مصدر رعب لنظام حافظ الأسد خاصة بعد أحداث الثمانينيات التي قتل فيها النظام أكثر من ٣٠ ألف مدني، ونتيجة موقع جبل زين العابدين المطل على مدينة حماة والكاشف لها فقد تم تحويله لقاعدة عسكرية بالإضافة لكونه مزاراً للشيعة.

وبعد بدء الحراك الشعبي عام 2011 ازدادت أهميته بشكل كبير لدرجة أن من يسيطر عليه يسيطر على مدينة حماة وعلى الطريق الدولي، مما جعل النظام يزيد في تحصينه ويبني مقرات عسكرية ضخمة تحت الأرض.

واكتسب جبل زين العابدين أهمية كبيرة لدى الإيرانيين لأسباب طائفية بحجة الدفاع عن مقام الإمام زين العابدين فأصبحوا المسيطرين عليه وقاموا بنشر المدافع والراجمات لقصف مناطق ريف حماة الثائرة، كما يحتوي الجبل على أكبر قاعدة استطلاع وتشويش على الاتصالات في المنطقة ورادار تابع لمطار حماة العسكري بالإضافة لاحتوائه غرفة عمليات رئيسية للحرس الثوري الإيراني وقوات النظام، كما يتواجد فيه مهبط للحوامات.

أضف إلى ذلك أن معظم معارك ريف حماة التي تشنها قوات النظام والإيرانيين تُدار من غرفة العمليات الضخمة في هذا الجبل والتي زارها المجرم ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة والمقرب من الإيرانيين منذ أكثر من شهر بعد استعادة فصائل المعارضة لزمام الأمور وتمكنهم من إيقاف تقدمه وذلك بعد تكليفه بقيادة العمليات هناك بدل المجرم سهيل الحسن قائد الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا والذي فشل بأداء مهامه.

كما أن بلدة قمحانة ذات الأغلبية الموالية لنظام الأسد تقع غرب جبل زين العابدين بحوالي ٤ كم، تلك البلدة التي قصدها الشبيحة من معظم مناطق المحافظة وساهم بعض أبنائها ممن حصلوا على مناصب رفيعة في النظام في إخماد الثورة في مدينة حماة في ثمانينيات القرن الماضي مما جعلهم يحصلون على ثروات طائلة، كما استماتوا في الدفاع عن نظام الأسد الابن كونهم ما زالوا من المنتفعين.

حاول الثوار عدة مرات التقدم والسيطرة على مدينة حماة ومطارها العسكري إلا أن جبل زين العابدين كان له الدور الأكبر بإفشال تلك الهجمات نتيجة موقعه الاستراتيجي ولإدارك الإيرانيين وقوات النظام أن السيطرة عليه تعني سقوط مدينة حماة نارياً، مما جعله عقدة حماة والسيطرة عليه تعتبر فكرة جريئة تحتاج لتخطيط وعمل دؤوب من كافة الفصائل.

تم استهداف الجبل من قبل الثوار مرات عديدة لكن غالبها لم يحقق النتائج المرجوة كونه محصن بشكل كبير ويحتوي أماكن عسكرية سرية تحت الأرض لا يجدي معها القصف.

وهكذا حول نظام الأسد الأب والابن "قرن حماة" المتمثل بجبل زين العابدين مركزاً للموت والقصف الطائفي الذي طال قرى وبلدات أرياف حماة والذي خلف آلاف الشهداء ومئات الآلاف من النازحين الذين ما زالوا يحلمون بالعودة لديارهم.

تقرير: مهند محمد

المصدر: شبكة شام الكاتب: مهند محمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ