جنبلاط : الأسد رفض كل التسويات ومع تدخل روسيا الدمار والعنف وصل إلى مستويات غير مسبوقة
جنبلاط : الأسد رفض كل التسويات ومع تدخل روسيا الدمار والعنف وصل إلى مستويات غير مسبوقة
● أخبار سورية ٣١ أكتوبر ٢٠١٥

جنبلاط : الأسد رفض كل التسويات ومع تدخل روسيا الدمار والعنف وصل إلى مستويات غير مسبوقة

أشار رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى أنّه "من أجل فهمٍ أفضل أزمة النازحين السوريين والنزوح الكثيف وتأثيره على الدول المجاورة لسوريا وأوروبا، من الأفضل التركيز بشكل مختصر على الأسباب السياسية التي أدّت إلى هذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة في هذا القرن".

أضاف جنبلاط، خلال افتتاحه مؤتمر الأحزاب الإشتراكية الأوروبية، الذي حمل عنوان "العمل معاً في سبيل قضية النازحين: خارطة طريق تقدمية للتعاون الأوروبي المتوسطي": "منذ خمس سنوات إنطلقت التظاهرات السلمية السورية من درعا، ثمّ انتشرت إلى المدن الرئيسية والضواحي رافعة شعارات تطالب بالحرية والكرامة ونهاية الطغيان. منذ خمس سنوات، كان ردّ النظام بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين وتنفيذ توقيفات واعتقالات إضافةً إلى الإضطهاد والتعذيب على نطاق واسع. هذا كان قبل بداية الثورة المسلّحة، وقبل ظهور المجموعات الإرهابية مثل جبهة النصرة وداعش ومنظمات مسلحة أخرى. منذ خمس سنوات، صدرت العديد من المبادرات السياسية لمحاولة تطبيق حلّ سياسي للأزمة السورية. كان هناك أوّلاً بعثة الجامعة العربية، ثمّ بعثة الأمم المتحدة برئاسة كوفي أنان تلتها وساطة الأخضر الإبراهيمي.

وتابع: "من ناقل القول إنّ جهود الوساطة فشلت وإنّ النظام رفض كلّ التسويات وإنّ حجم الدمار والعنف وصل إلى مستويات غير مسبوقة. واليوم مع التدخل الروسي، فإنّ النزوح الهائل للمدنيين إلى الدول المجاورة وأوروبا سوف يخرج عن السيطرة"، سائلاً: "ما الذي يمكن فعله من قبل الإشتراكية الأوروبية وأصدقائها في الإشتراكية الدولية؟ ما الذي يمكن فعله لمواجهة حقيقة أن دولا أساسية في الشرق الأوسط، العراق وسوريا تنهار؟ ما الذي يمكن فعله للحفاظ على لبنان، الأردن وتركيا؟ ما الذي يمكن فعله لحماية الوحدة والاستقرار الأوروبي"؟ وأردف: "أكثر من أيّ وقت مضى، فإن موقفاً أوروبيّاً موحّداً هو حتمي لمواجهة التحديات المختلفة:

1-تركيا: تركيا عضو أساسي في حلف الشمالي الأطلسي بين أوروبا والشرق الأوسط ويجب أن يتم التعاطي معها بدقة حيال مخاوفها، ويجب مواجهتها بهدوء حيال تسهيلها تدفق النازحين إلى أوروبا. فأحد أبرز الهواجس التركية، إن لم يكن الأوحد، هي المسألة الكردية. وعلى أوروبا مساعدة الأتراك لإيجاد الحل الملائم للمشكلة الكردية، حل سلمي قائم على الإندماج. أوروبا، أو بعض الأطراف فيها، عليها ألّا يتحمسوا لتشجيع أي أنشطة كردية تنتهك السيادة التركية ووحدة أراضيها. منذ بدء الأزمة السورية، استضاف الأتراك نحو مليوني لاجئ، وهذا كان عبئا على الاقتصاد والأمن التركيين. إنما اليوم، فإن سياسة تسهيل تدفق اللاجئين إلى أوروبا تعرض الاستقرار والوحدة الأوروبية إلى الخطر. من الضروري حصول حوار صريح مع الأتراك حول النتائج السلبية المستقبلية لهذه السياسة، والاستماع إلى مطالبهم.

2-روسيا: من ناحية أولى، التوسع الروسي -القرم، أوكرانيا- يعرض استقرار أوروبا للخطر، إنما من ناحية أخرى، عزل روسيا سيضاعف المخاوف من الطرفين، ويخلق سلوك حرب باردة جديدة، التي ستعرض للخطر المصالح الأوروبية والمصالح الروسية على حد سواء. لقد تأخر الوقت لإلغاء مفاعيل التوسع الروسي في القرم، أما أوكرانيا فإنه من الضروري التعاطي معها بانتباه ودقة، بعيدا عن فوبيا الحقد التاريخي، الذي أدى إلى العديد من المآسي في الماضي. من الأفضل الدخول في حوار، الإعتماد على صناديق الاقتراع وتعزيز التعاون الاقتصادي بدل فرض العقوبات".

وأضاف جنبلاط: "أما بالنسبة لسوريا، حيث كان للروس منذ أيام السوفيات مصالح واسعة، فتبرز العديد من القضايا بعد التدخل العسكري المباشر والعديد من الأسئلة:

1-هل يعتقد الروس أنهم من خلال هذا التدخل الآحادي يمكن لهم الحفاظ على وحدة سوريا؟.

2-هل يعتقدون، مع حلفائهم الإيرانيين، أن إطالة عمر النظام السوري سيؤدي إلى سوريا مستقرة؟.

3- ماذا سيكون الحد الزمني الأقصى للفترة الانتقالية، إذا كان هناك من حد زمني ما؟.

4-هل سيكرر الروس مع حلفائهم السيناريو القديم لتقرير مصير النظام؟ وهل سيعيدون هذا النوع من المسرحيات الانتخابية كما حصل في السابق، والنتيجة كانت فقط تمديد المأساة السورية؟ أظن أنّ أسئلة من هذا النوع وقضايا من هذا النوع سوف تناقش في فيينا. من ناحية أخرى، أظن أنه على الروس القلق حيال مستقبل أوروبا واستقرارها ووحدتها".

ورأى أنّ "عدم حل الأزمة السورية بالطريقة الملائمة، مع مقاربة بناءة مع كلّ الأطراف أو القوى المعنية، قد يجعل أزمة النازحين تدفع من اتجاه صعود أحزاب فاشية جديدة في أوروبا، من دون معرفة أو توقع النتائج على استقرار ووحدة وسلم أوروبا. أخيرا وليس آخرا، فإن الأحداث الأخيرة في فلسطين، في الأراضي المحتلة، إسرائيل 1948، وتدنيس الحرم الشريف، يؤدي إلى الإستنتاج بأن عملية السلام ماتت منذ زمن بعيد، ومعها حل الدولتين".

وختم جنبلاط متوجهاً إلى الحاضرين بالقول: "الرفاق في الإشتراكية الأوروبية: المهمة أمامكم وأمامنا صعبة للغاية، لكنها تستحق أن نكافح من أجلها للتخفيف من هذه المعاناة للشعب السوري، في سبيل السلم والاستقرار في المتوسط وأوروبا ومحيطها".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ