جهود حثيثة لتوحيد الموقف جنوب سوريا.. فهل ستُغير من مصير المنطقة
جهود حثيثة لتوحيد الموقف جنوب سوريا.. فهل ستُغير من مصير المنطقة
● أخبار سورية ١١ مايو ٢٠١٨

جهود حثيثة لتوحيد الموقف جنوب سوريا.. فهل ستُغير من مصير المنطقة

تتصاعد وتير العمل الداخلي والسعي الحثيث لجمع فصائل الجنوب في محافظتي درعا والقنيطرة بهدف إنهاء حالة التشرذم، وتوحيد الموقف والقرار الداخلي تجاه أي متغيرات من المحتمل أن تطرأ خلال المرحلة القادمة جنوب سوريا.

فقد أعلنت غالبية فصائل الثوار في مدينة نوى عن تشكيلها جسم عسكري واحد تحت مسمى المجلس العسكري لقوات أحرار نوى وانضمامه لجيش الثورة، فيما أعلنت عدد من الفصائل في مدينة الحارة عن تشكيلها جسم واحد بهدف توحيد الجهود، مما يؤكد سعى غالبية الفصائل لإنهاء حالة التفرق والعمل لتوحيد الموقف، وبالرغم من أن الجبهة الجنوبية تعتبر أهم وأكبر التشكيلات التي تضم فصائل الحر في جنوب سوريا ألا أنها لم تنجح في إنهاء حالة الانقسام الفصائلي، والتخلي عن المسميات.

حيث يندرج تحت مظلة الجبهة الجنوبية أكثر من 50 فصيل يعتبر جيش الثورة من اضخمها تليه عدد من الفصائل كقوات شباب السنة من حيث حجم القوات والانتشار بالإضافة إلى فصائل وتشكيلات أخرى كفرقة 18 أذار وألوية العمري و فرقة أسود السنة وعدد من الفصائل المنتشرة في ريف درعا الغربي والشرقي والشمالي وريف القنيطرة.

الناطق الرسمي باسم جيش الثورة أبو بكر الحسن قال في حديث خاص لشام "لا يزال تحدي وحدة الصف يمثل عنق الزجاج لكثير من القضايا في المناطق المحررة، وهو على الصعيد العسكري أهم ما يمكن القيام به للتجهيز لحماية بلادنا واستكمال تحريرها، ونحن في جيش الثورة ينصب عملنا في هذا الاتجاه وتتالى الانضمامات له من تاريخ تشكيله حيث يضم الآن كبرى التشكيلات العسكرية وله أكثر من نصف نقاط الرباط عامة".

ويتركز عمل الفصائل جنوب سوريا خلال المرحلة الحالية في توحيد القرار تجاه أي مفاوضات قادمة، وتحديد الموقف تجاه أي معركة من الممكن أن يقوم قوات الأسد وحلفائه، أو أن تبدأ بها تجاه مواقع الأسد في درعا، حيث تتزامن مع تصاعد الخروقات والتهديدات من قبل الأسد وروسيا للجنوب السوري، بحسب مصدر من الجيش الحر.

وبدوره مدير المكتب الإعلامي لقوات شباب السنة التابعة للجبهة الجنوبية أبرز تشكيلات الجيش الحر جنوب سوريا أبو غازي قال لشام "أن السبيل الأمثل لمواجهة أي معارك قادمة من قبل قوات الأسد باتجاه درعا هو توحد الفصائل العاملة في المنطقة الجنوبية ووضع اجندات وخلافات الفصائل جانبا سعيا لتجنب التهجير من المنطقة، ووضع المعوقات التي حالت دون توحد الفصائل في الجنوب جانبا، والتي تتمثل في عجرفة بعض القادة، وعدم وقوفهم عند مسؤولياتهم وارتهانهم لقراراتهم للخارج"، حسب رأيه.

ومن جانبه قال الحسن "بالنسبة للعقبات فهي نفسية أكثر من كونها لها أسباب موضوعية فالعلاقة بين مجمل المكونات الثورية في الجنوب السوري هي علاقات أخوة يقاتلون معا ويحرسون معا ويطلقون حملات مشتركة دوما، ولكن الذي يعيق ويؤخر التوحيد هو وجود مسافات بين الثوار يتم التغلب عليها بتكثيف الاجتماعات وورش العمل الهادفة لتوحيد الصف.

ونقل مصدر لشبكة شام أن مطلب التوحيد لفصائل الجنوب أساسي من قبل الأردن، حيث يرى المصدر أنه في حال تم الإتفاق على فتح معبر نصيب فإن هناك إحتمال أن يتم الاشراف عليه من الفصائل في حال توحدت، بالإضافة إلى كونه مطلب شعبي لإنهاء ما قد يترتب على الخلافات الداخلية من تعريض المنطقة لمصير مشابه لما حدث في مناطق أخرى من سوريا من تهجير.

يذكر أن محافظة درعا شهدت منذ يومين انتهاء الخلافات الحاصلة بين فصيلي جيش الثورة وقوات شباب السنة التابعين للجيش السوري الحر، بعد تدخل وساطات وفصائل من حوران، ساهمت في إنهاء حالة الخلاف الحاصل بينهما، والتي تطورت في بعض الأحيان لاشتباك مسلح نتيجة خلافات داخلية.

كما وتشهد مدينة درعا مساعي من الفصائل العسكرية لتشكيل قيادة عسكرية موحدة بديل عن غرفة عمليات البنيان المرصوص التي تعتبر التجربة الأنجح في مجال العمل العسكري الموحد جنوب سوريا، وذلك بهدف التحضير لتشكيل أكبر من شأنه الاندماج مع فصائل من ريفي درعا الغربي والشرقي، والتشكيل الجديد ربما سيستبعد هيئة تحرير الشام منه، حتى لا يتم صبغه بصبغة إرهابية بنظر المجتمع الدولي، وذلك بهدف جعل أي تشكيل قادم مقبول بالفترة القادمة بخصوص أي مفاوضات مع الروس، أو قيادته لأي عمليات عسكرية محتملة ضد الأسد وروسيا.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ