جيش الإسلام يوضح تفاصيل ومجريات الأيام الأخيرة في مدينة دوما قبل التهجير
جيش الإسلام يوضح تفاصيل ومجريات الأيام الأخيرة في مدينة دوما قبل التهجير
● أخبار سورية ١٥ أبريل ٢٠١٨

جيش الإسلام يوضح تفاصيل ومجريات الأيام الأخيرة في مدينة دوما قبل التهجير

أوضح الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام "حمزة بيرقدار" المرحلة الأخيرة التي مَرَّ بها جيش الإسلام ومرحلة المفاوضات التي خاضها في الغوطة الشرقية ومجرياتها ونتائجها، وذلك عبر سلسلة تغريدات نشرها على حسابه على موقع "تويتر".

ولفت بيرقدار بدايةً إلى أن قوات الأسد وميليشياته وحلفاؤه مارست على الغوطة الشرقية عامة ومدينة دوما على وجه الخصوص كل أنواع القتل التدمير والظلم والتشريد خلال سنوات الثورة التي مضت وأكثرها قساوة وحقداً ودموية منذ بداية عام 2018، وذلك بعد فشلهم الذريع عسكرياً من تحقيق نجاح بالسيطرة في المواجهة وجهاً لوجه، فضلاً عن الخسائر العسكرية والبشرية التي قُدرت بالآلاف من مختلف قوات وميليشيات ومرتزقة وحتى من حلفاء الأسد.

وأشار بيرقدار إلى أن نظام الأسد زج بميليشياته على جبهات الغوطة وخصوصاً محاورها الشرقية (النشابية - الزريقية - حوش الضواهرة - الشيفونية - الريحان)، ليدخلوا بمعارك فاشلة فيكونوا محرقة له، مشددا على أن نظام الأسد أوهم أهالي الآلاف من القتلى أنهم أسرى عند جيش الإسلام لخفي فشله العسكري أمام مؤيديه.

ونوه بيرقدار إلى أن مسلسل الانتقام من أهل الغوطة بدأ بعد عجز نظام الأسد "عن التأثير بالمجاهدين عسكرياً ونفسياً وأمنياً، فاستخدمت ميليشيات الأسد وحلفاؤه كل أنواع الأسلحة وحتى الكيماوية والفوسفورية وغيرها وسقط على إثرها مئات الشهداء والجرحى في محاولة لثني عزيمة المجاهدين واللعب على وتر الحرب النفسية".

وأضاف بيرقدار "هنا دخلنا مضمار المفاوضات مع الروس لمدينة دوما بعد تهجير القطاع الأوسط وظهور الضفادع التي كانت تعمل في الخفاء ضمن مشروع الخيانة والعمالة لصالح نظام الأسد، فكان مشروع الروس (نيابة عن الأسد) تنفيذ مخططهم في التهجير القسري والتغيير الديمغرافي للمدينة كما فعلوا في غيرها".

وذكر "بيرقدار" أن المفاوضات كانت من أجل البقاء في مدينة دوما والحفاظ على مكوناتها ومقدراتها وأهلها ومجاهديها والسعي بشكل حثيث لمنع المواجهة العسكرية بعد أن بقيت دوما لوحدها، لتجنيب أهلنا سفك الدماء والدمار والتشريد، ورفض سياسة التغيير الديمغرافي والتهجير القسري والعيش في بلادنا بحرية وكرامة.

وأكد "بيرقدار" أن خيار البقاء والصمود لم يكن قرار جيش الإسلام لوحده، بل كان بمشورة أهل الحل والعقد في المدينة إضافة إلى مؤسساتها وفعالياتها وشخصياتها الثورية، وكان الجميع على اطلاع بكافة المقومات المتوفرة والخطط الموضوعة للأزمة والتي على أساسها اتُخِذَ هذا القرار.

وأردف "بيرقدار": ومن أهم مقومات الصمود هو التصنيع الحربي في معاملنا من أسلحة وذخائر والذي لطالما اعتمدنا عليه -بعد الله عزوجل- في معاركنا وأثخنا به أعدائنا، ثم المقوم الغذائي حيث قال لهم قائد جيش الإسلام أننا مستعدون بأن نكفي مؤنة المدينة بكل من فيها من المواد الغذائية الأساسية مدة سنة كاملة.

وقال "بيرقدار": تمكنا خلال إجراء المفاوضات من تأمين طريق لأكثر من 1000 حالة إنسانية ومصاب لإخلائهم خارج #الغوطة المحاصرة ليخضعوا للعلاج الذي افتقروا إليه على مدار سنوات، كما حققنا كثير من المكاسب الأخرى مثل وقف إطلاق النار الذي كان له دور إيجابي في تنشيط عمل المؤسسات ومهامها.

كما ولفت بيرقدار إلى أن المعارك الأخيرة شهدت صد محاولات اقتحام ميليشيات الأسد على أكثر من محور وإفشال محاولات التسلل كذلك، إذ سقط العشرات من ميليشيات الأسد قتلى وجرحى وهذا ما أعطى موقفاً قوياً لمدينة دوما عامة وجيش الإسلام على وجه الخصوص خلال فترة المفاوضات.

واعتبر "بيرقدار" أن بنود المفاوضات التي كان يطرحها الروس مذلة ومهينة فضلاً عن أنها تفضي للاستسلام (بطريقة دبلوماسية) منها:
- تسليم السلاح الثقيل والمتوسط.
- تسليم خرائط الأنفاق والألغام في المدينة.
- عدم وجود أي قوة عسكرية غير قوات النظام.
- تسوية أوضاع الشباب لسوقهم للخدمة الإلزامية.


وفي المقابل نقل "بيرقدار" أن جيش الإسلام تقدم ببنود تحفظ الحقوق وترعى مصالح أهل دوما وهي:
- تثبيت وقف إطلاق نار شامل وكامل بين كل الأطراف.
- تشكيل لجنة مشتركة لجرد السلاح الثقيل وتثبيت أماكن وجوده.
- إنشاء نقاط مراقبة للشرطة الروسية عند مداخل المعابر.
- دخول المؤسسات المدنية والخدمية لمزاولة عملها.


وأكد بيرقدار على أن الجانب الروسي رفض هذا العرض وعاد لإجرامه في قصف المدينة بكافة أنواع الأسلحة والطيران والأسلحة المحرمة دولياً (الكيماوية، الفوسفور، النابالم، العنقودية) وكان آخرها المجازر التي ارتكبها في 6–7–8 من نيسان الجاري والتي سقط على إثرها أكثر من 100 شهيد بتغاضٍ دولي عن هذه الجرائم.

وتابع "بيرقدار": حقناً لدماء من لم يُقتل بالكيماوي والأسلحة المختلفة من المدنيين، وبعد تخاذل المجتمع الدولي بل ودعمه لنظام الأسد رغم استخدامه للكيماوي عشرات المرات دون رادع أو عقوبة، وبعد تدميره المدينة بشكل شبه كامل، توصلنا لاتفاق بخروج المقاتلين ومن يرغب من المدنيين إلى ريف حلب الشمالي.

وأخيرا أثنى بيرقدار على الاستقبال الذي تلقوه في مناطق درع الفرات بالقول: فاستقبلنا أهلها وفصائلها ومؤسساتها ومجالسها أجمل استقبال وعلى رأسهم مؤسسة "آفاد" والمجالس المحلية، فكل الشكر لهم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وهذا ما عهدناهم عليه فليس غريباً عليهم هذه الصفات الحميدة.

وكان نظام الأسد قد استهدف مدينة دوما بالسلاح الكيماوي ما أدى لاستشهاد العشرات من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء، وإصابة المئات بحالات اختناق، وهو ما أجبر الثوار بشكل رئيسي على القبول بالتهجير نحو الشمال السوري.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ