أكثرمن أربعة الآف طفل تركو مقاعدهم الدراسية في مدينة تلبيسة وما حولها بسبب القصف الذي تتعرض له المدينة .

فهناك عدد كبير من الاطفال منتشر على أطراف الطرقات والمداخل الرئيسية في كل حي للمدينة يفترشون الأرصفة لبيع المحروقات والبيع على العربات المتنقلة والبعض منهم قرر ان يفتتح (بسطة نقالة)ليبيع ما تيسر عليه شرائه للناس المارة.

وعند سؤالهم عن سبب عدم ذهابهم الى المدارس يكون الجواب حاضراً بحرقة من طفل إعتاد الذهاب مع اصدقائه لتلقي العلم على مقاعد التدريس يكون الجواب دائماً القصف الذي يستهدف المدارس والتجمعات والبراميل التي تلقيها قوات الأسد على المدينة.

ويذهب البعض الآخر ليقول بأن والده شهيد وليس هناك من معيل لأسرته فاضطر للعمل و ترك الدراسة.

وهنا يجب التنويه إلى ان المدارس التي يقصدها بعض الاطفال غير مجهزة بأبسط مقومات التعليم فلا أبواب ولا نوافذ ناهيك عن البرد الذي يتعرض له الطلاب أثناء الدوام الذي لا يتجاوز الساعتين.

ومن خلال ساعات التدريس ينقل لنا احد المدرسين عن صورة من صور المعانات للاطفال والمدرسين على حد سواء.

حيث يقول:اذا كان الاطفال في الصفوف وكنا نعطيهم بعض الدروس وإنطلق الطيران المروحي أو الحربي في سماء المدينة فنقع بين نارين الأول أن نتركهم بالمدرسة وترى الرعب في أعينهم جميعاً والثاني أن نقوم بصرف الطلاب من المدرسة وينتشروا في الشوارع و من ثم يقوم الطيران بالقصف على المدينة فنخاف من إصابتهم بالطرقات وبنفس الوقت نخاف أن تستهدف المدارس فتحصل مجزرة ومأساة لا يحمد عقباها.

هذا هو حال طلابنا وأطفالنا في مدينة تلبيسة مدينة كتب عليها أن ترمى بحمم نظام الأسد الغاشم لانها كانت من اولى المدن التي طالبت بإسقاط النظام و طلبت الحرية.