حرب السيطرة على منابع النفط و الغاز في سوريا
حرب السيطرة على منابع النفط و الغاز في سوريا
● أخبار سورية ١ نوفمبر ٢٠١٤

حرب السيطرة على منابع النفط و الغاز في سوريا

شن تنظيم "الدولة الإسلامية"، يوم الأربعاء الماضي 29 أكتوبر/ تشرين الأول, هجوماً مباغتاً على حقل "شاعر" النفطي في حمص, واستعاد السيطرة فيه على ثلاثة آبار، وأسفر الهجوم عن مقتل حوالي 30 مقاتلاً من قوات النظام.
وقال ناشطون إن الهجوم حدث بشكل مفاجيء على الحقل، وأدى إلى السيطرة على الآبار رقم 101 و102 و 103. بعد أن كانت قوات النظام قد استعادت السيطرة عليه في تموز/ يوليو الفائت.

أظهرت بعض التقارير الاقتصادية أن حجم الدمار والفوضى، الذي أصاب القطاع النفطي في سوريا، تفاقم بشكل خطير منذ نيسان/أبريل 2013، حيث تراجعت القدرة الإنتاجية إلى نحو 70 الف برميل يومياً. وذلك بعد أن سيطر الثوار على عدد من حقول النفط.وانحدرت مستويات الانتاج بشكل كبير عن مستوياتها قبل اندلاع الاحتجاجات في سوريا، والتي كانت تبلغ نحو 504 آلاف برميل يومياً عام 2011.

وتسيطر بعض فصائل الثوار في سوريا على عدة مصادر للنفط في البلاد والتي تتوزع على ثلاثة مواقع:
أولها يقع شمال شرق البلاد في منطقة السويدية والرميلان.
والثاني في منطقة حوض الفرات شرق سوريا, في حقول "عمر" و"التيم" حيث يقع أكبر مخزن للنفط الخفيف.
أما المنطقة الثالثة فتقع في بادية الشام وسط البلاد حيث يعود البحث والتنقيب عن النفط فيها إلى ثلاثينيات القرن الماضي.

وأعلنت فصائل إسلامية بينها "جبهة النصرة" سيطرتها على حقل "العمر" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الذي يعد أكبر حقل نفطي في محافظة "دير الزور" في شرق سوريا، حيث كانت طاقته الانتاجية تبلغ نحو 75 ألف برميل يوميا حتى عام 2011.

وفي منطقة الجزيرة "الحسكة" في الشمال الشرقي من سوريا, فإن حقول "الرميلان" النفطية تديرها منذ منتصف 2012 الوحدات الكردية المسلحة التابعة لـ "حزب العمال الكردستاني" والتي تعمل على استخراج النفط وبيعه.
ويذكر أن هذه الحقول كانت تنتج يومياً نحو 170 ألف برميل يومياً بحسب إحصائيات حكومية رسمية نشرت أواخر العام الماضي.

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد سيطر على حقل "التيم" النفطي وعلى معمل "كونيكو" للغاز، بعد اشتباكات دارت بينه وبين "جبهة النصرة".
فيما يسيطر "التنظيم" على كامل حقول النفط في محافظة دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق.
كما يقدر مجموع ما ينتجه بحوالي 150 ألف برميل يومياً من الحقول التي يسيطر عليها والتي يقع أغلبها في محافظة دير الزور والبوكمال شرق سوريا. ويقوم "التنظيم" ببيع النفط الخام إلى التجار بسعر 3000 ليرة سورية للبرميل الواحد اي ما يعادل نحو 20 دولارا.

وتشير بعض المعلومات الصحفية الى قيام "تننظيم الدولة" ببيع النفط للنظام عبر "وسطاء", خاصة مع تدهور خطوط إمداداته, لأنّ أسعار النفط لديه تعتبر تنافسية، ففي وقت يبلغ سعر البرميل في السوق العالمية أكثر من 100 دولار, يبيعه "التنظيم" بسعر يترواح بين 20 إلى 30 دولاراً للبرميل الواحد, وبحسب محللين فإن ذلك هو السّر وراء عدم اشتباك الطرفين (النظام والتنظيم) بالقرب من المناطق النفطية في الوقت الذي كان فيه عدد من فصائل "الثوار" تقاتل الطرفين معاً.

والجدير بالذكر أن قيمة الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي أصابت قطاع النفط في سوريا منذ بداية الأزمة قد بلغت نحو نحو 18 مليار دولار بحسب أرقام حكومية، فيما يرى بعض المحللين بأن الرقم أكثر من ذلك بكثير.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ