حرب باردة أم صراع علني على السيطرة وتقوية النفوذ
حرب باردة أم صراع علني على السيطرة وتقوية النفوذ
● أخبار سورية ١ يونيو ٢٠١٧

حرب باردة أم صراع علني على السيطرة وتقوية النفوذ

تتصاعد تباعاً حدة التوتر بين أكبر مكونين في الشمال السوري المحرر ممثلين بـ "أحرار وتحرير الشام"، في حرب مستعرة بين الطرفين تأخذ مناحي عدة، تتعدد المناطق والمواقع التي يتصاعد فيها هذا التوتر، وسط شحن للنفوس بين الطرفين، والتخوف من الوصول لمرحلة الانفجار التي لا يمكن العودة بعدها والجلوس لطاولة الحل بين الطرفين.

فبعد سلسلة من الإشكالات التي شابها الكثير من التوتر بين الفصيلين الأكبر في الشمال، وبعد عدة مشاحنات تطورت لاقتتال واشتباك بالاسلحة في المسطومة وشلخ ومناطق أخرى في شهر آذار الفائت، سقط فيها ضحايا من الطرفين، بسبب الخلاف على مستودعات ومقرات وورش كانت من نصيب الهيئة بعد انشقاقات عديدة في صفوف الحركة والانضمام للهيئة مع كامل معداتهم وحتى مقراتهم، الأمر الذي عارضته الحركة وتطور لما حصل من اشتباك وتوتر وحشد للأرتال.

وبعد أكثر من شهرين على حل الخلاف، تعود للواجهة صراعات جديدة بين الطرفين في جبل الحص بريف حلب الغربي، وباب الهوى بريف إدلب ومناطق عدة يشوبها التوتر، وسط تبادل للاتهامات بين المكونين، وتحشيد للأرتال، وقطع للطرقات ونصب للحواجز، كان الأمس مسرحاً للخصام في قرى جبل الحص استخدمت فيها المدافع والأسلحة الرشاشة في مناطق مدنية.


ولعل الصراع بين المكونين لا يقتصر على العسكر، بل يتعدى ذلك لحرب باردة بين الطرفين في السيطرة على الموارد وتقوية النفوذ في المناطق المحررة كلاً على حساب الطرف الآخر، فمن صراع المجالس المحلية والهيمنة عليها، لصراع الطحين والقمح والمعابر والإدارات المدنية التابعة لكلا الفصيلين، والتي طالما تتعارض في قراراتها، وتنعكس سلباً على المدنيين، الذين باتوا ضحية هذا الصراع وهذه الحرب الباردة.

ويشكل غياب القضاء المستقل، وارتباطه أصلا بالفصائل العسكرية، لكل منهما قضائه ومحاكمه، وغياب المرجحين القادرين على فرض الحلول على الطرفين، هو من أهم وأبرز أسباب استمرار الصراع وعدم التوصل لحل شامل ينهي جميع القضايا العالقة بين الطرفين، واللجوء للطرق السلمية في حل أي إشكال، واختيار السلاح وزج عناصر الطرفين في حرب ليست في صالحهما، وإنما في صالح الأسد وحلفائه بالدرجة الأولى، والخاسر في كل صراع هو الشعب السوري.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ