خارج قائمة الاهتمام … المدنيون في مناطق تنظيم الدولة عرضة لكل أنواع الموت دون أن يحظوا حتى بـ ”الذكر”
خارج قائمة الاهتمام … المدنيون في مناطق تنظيم الدولة عرضة لكل أنواع الموت دون أن يحظوا حتى بـ ”الذكر”
● أخبار سورية ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦

خارج قائمة الاهتمام … المدنيون في مناطق تنظيم الدولة عرضة لكل أنواع الموت دون أن يحظوا حتى بـ ”الذكر”

تواجه المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، تعتيماً إعلامياً كبيراً على كل ما يجري في هذه المناطق من انتهاكات على يد كل القوى التي تتصارع على هذه الأرض، بحجة محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة، فعمت صبغة الإرهاب على كل من يقطن في دياره، فكانت دماء الجميع مباحة لطائرات الأسد وروسيا والتحالف وتركيا وكل القوى، ليكون المدنيون هم الضحية وهم الخاسر الأول.

التعتيم الإعلامي عما يجري في مناطق التنظيم من قصف وقتل وانتهاكات يومية، وعمليات اعتقال وشبح وجلد ورجم وتطبيق للحدود بحق المدنيين وكل من يخالف تعاليم التنظيم، مرجعها الأول للحظر الذي يفرضه عناصر التنظيم والقيود على العمل الإعلامي في مناطق سيطرته، وعمليات الاعتقال والإعدام التي طالت النشطاء الإعلاميين في مناطق سيطرة التنظيم، إضافة لملاحقة الصحفيين الأجانب واعتقالهم.

أيضاَ يتعامى الإعلام العربي والغربي وحتى الإعلام الثوري عن نقل وقائع ما يجري من قتل وانتهاكات بحق المدنيين من قبل الأطراف الأخرى التي تستهدف هذه المناطق منها " نظام الأسد، روسيا، قوات التحالف الدولي، تركيا، قوات قسد، فصائل الثوار"، حيث يكون التركيز في الإعلام على المعارك والقصف الذي يستهدف مناطق التنظيم، في حين يتم التعتيم على حجم الخسائر البشرية للمدنيين في تلك المناطق، والذين باتوا الضحية لكل هذه القوى المتصارعة على أرض سوريا في محافظات" حلب، حماة، الرقة، دير الزور، الحسكة".

عشرات المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين العزل في " عقيربات، البوكمال، منبج، الباب، التوخار، النواجة، تلتالة، دويبق، الهيشة، بعاص، الصالحية، المشيرفة، معيزيلة، الرقة، الطبية، جعبر" وعشرات المناطق الأخرى التي شهدت مجازر بحق مشات المدنيين العزل، بقصف جوي أو مدفعي للجهات التي تحارب تنظيم الدولة على رأسها قوات التحالف الدولي، كل هذه المجازر غيبها الإعلام، وإن تحدث عنها فعلى سبيل خبر عارض يهمل في طياته عشرات الأرواح التي أزهقت وقتلت بدم بارد، بعيداً عن عدسات الإعلام الحر الذي قتله التنظيم، وبعيداً عن أي تعاطف دولي مع هؤلاء المدنيين وهذه الأرواح التي ارتقت.

فمكافحة الإرهاب تتطلب الكثير من التضحيات، تتطلب شلالات من الدماء، وفواتير كبيرة يقدمها المدنيون في مناطق سيطرة التنظيم، ليس لأنهم من سيربح المعركة، بل لأنهم يقطنوناً أرضاً باتت محكومة بالإرهاب، فوجب قتل كل من يعترض طريق هذه الحرب المستعرة،  يقتل فيها الأطفال وتذبح النساء، ممن لا بواكي لهم على منابر الإعلام وفي المحافل الدولية، ولا مفاوض عنهم، وكيف يطالب بوقف القتل عمن اتهم بالإرهاب.

ويوماً بعد يوم تكبر المأساة ولا يعلم قصصها إلا أشخاصاً خبروها وعانوها، ظلماً وقهراً على يد كل القوى، فأرواح الأطفال في قرى عقيربات والتوخار والبوكمال والهيشة والباب لن ترحم من قتلها كائناً من كان، ستحاسب العالم أجمع عن تخاذله تجاهها، وعن تغييب الإعلام لقضيتها، فالمدنيون في كل مكان هم الخاسر الأكبر، وعم من يدفع الفاتورة لحرب الإرهاب المزعومة، التي باتت حجة كل من يريد التدخل وتحقيق مكتسباته، ولو على حساب دماء الشعب السوري أجمع.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ