رؤية خلف الخبر .. هل سيوقف ترامب الدعم الأمريكي للمعارضة السورية .. وما هو البديل ؟
رؤية خلف الخبر .. هل سيوقف ترامب الدعم الأمريكي للمعارضة السورية .. وما هو البديل ؟
● أخبار سورية ١٣ نوفمبر ٢٠١٦

رؤية خلف الخبر .. هل سيوقف ترامب الدعم الأمريكي للمعارضة السورية .. وما هو البديل ؟

تختلط الأوراق بشكل كبير في الملف السوري مع وصول “دونالد ترامب”، إلى البيت الأبيض كرئيس الـ٤٥ للولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي تسيطر مشاعر متضاربة بين طرفي الحرب (شكلياً) الثوار و قوات الأسد، ففي الوقت الذي ينتظر الأسد المكافئة من ترامب ، وذلك بالاستناد إلى الحملة الانتخابية لترامب، فيما تنظر الفصائل بعين القلق بعد ذات التصريحات، التي لا تشي إلى أن الأمور ستكون بصالحها.

أغدق دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية الثناء و الترحيب بالدور الروسي في سوريا، مركزاً أولوياته على قتال تنظيم الدولة (داعش) من قتال الأسد ، فقتال الأخير يعني المواجهة مع روسيا و ايران اللتين باتتا قوتين كبيرتين في سوريا من جهة ، الأمر الذي يرجعه إلى خطأ أمريكي ، و بين انعدام البديل المناسب من جهة أخرى ، متخذاً من التجربة الليبية شماعة جيدة لإسناد قراره عليها.

وصول ترامب إلى سدة الحكم في أمريكا ، تزامن مع ظروف شديدة التعقيد في سوريا ، فمن الناحية الميدانية لا تسير الأمور لصالح الثوار في حلب ، والتي عادت بها الأمور إلى نقطة البداية التي سبقت انطلاق ملحمة حلب بنسختها الثانية في ٢٨ تشرين الأول الفائت، أما من ناحية التحضيرات المقابلة فقد بلغت ذروتها و تمت كافة التجهيزات مع انضمام قطع عديدة من الاسطول الروسي إلى بقية العتاد الروسي الذي تم تجميعه خلال الآونة الأخيرة، في مسعى روسي واضح لتثبيت الأقدام خوفاً من أي رد فعل غير متوقع من الادارة الأمريكية الجديدة.

ترامب : اذا ضربنا الأسد سنحارب روسيا

قد يكون التعويل على ما تتضمنه الحملات الانتخابية الأمريكية من شعارات و خطط ، ليس بالفكرة الجيدة ، و لكن في الوقت ذاته تحمل في طياته جزء من التوقعات، التي تتعزز بالتصريحات التي تلي النجاح، فبالأمس قال ترامب ، لصحيفة “وول ستريت جورنال”، حول تسليح المعارضة السورية المعتدلة أنه “كان لديّ دوماً رأي مغاير عن كثيرين، في شأن سورية” و المتمثل بالتركيز في شكل أكبر على محاربة تنظيم الدولة في سورية، بدل وضع أولوية لإزاحة بشار الأسد من الحكم، مبرراً رؤيته بالقول : “أنت تقاتل سورية، وسورية تقاتل داعش، وعليك القضاء على التنظيم. روسيا الآن تقف تماماً في صفّ سورية، ولديك إيران التي تزداد نفوذاً، بسببنا، وهي مع سورية. ندعم فصائل معارضة في سورية، ولا فكرة لدينا إطلاقاً عمّن تكون”. وتابع: “في حال ضربت الولايات المتحدة الأسد، سننتهي إلى واقع نحارب فيه روسيا وسورية”.

ووفق ما ذكر آنفاً يطفو على السطح سؤال مفاده : هل سيوقف ترامب الدعم الأمريكي للمعارضة السورية .. وما هو البديل ؟

في أسوأ الأحوال سيتابع نهج “أوباما

"محمد مستو"، صحفي في وكالة “الأناضول”، أكد أن أمريكا لا تزود الفصائل السورية بشكل مباشر، و إنما عن طريق غرف عمليات مشتركة مع عدة دول ( الموك جنوبياً و الموم شمالاً)، و بالتالي السؤال الأفضل، كا يفضل "مستو"، أن : هل يمكن للولايات المتحدة أن تمنع الدول من ارسال السلاح إلى الثوار؟، مشيراً إلى أن أمريكا في السابق منعت من ارسال الأسلحة النوعية.

و أضاف "مستو" ، في حديثه لشبكة “شام” الاخبارية ، أن الادارة الحالية في أسوء الأحوال ستتابع هذا النهج ، أما بالنسبة لبقية الدول الداعمة فأكد أنه من المستبعد جداً أن تهيمن أمريكا عليهم و تمنعهم من ارسال السلاح.

وعبر “مستو” عن اعتقاده أن أمريكا لن تتمكن من منع الدول الاقليمية من وقف تدفق السلاح إلى الفصائل، إلا من خلال صفقة كبيرة ترضي هذه الدول، من ضمنها حل سياسي تكون الدول المشار إليها مستفيدة منه بشكل واضح.

و استطرد الصحفي في الوكالة التركية المختص بالشأن السوري، أنه من التعجل حاليا الحديث بهذا الأمر ، مقترحاً انتظار وصول ترامب إلى البيت الأبيض بشكل فعلي، فـ”ترامب”، وفق مستو، ليس رجل سياسة و بالتالي يجب الانتظار ريثما تتوضح الرؤية ، وكذلك قراءة ما يقوله مستشاريه ، الذين لم يضعوا أو يتحدثوا بشكل واضح و صريح عن السياسة المتبعة اتجاه سوريا .

و في ذات سياق حديث “مستو”، فقد قال النائب السابق جاك كينغستون، وهو مستشار لترامب، أن سورية ستشكّل تحدياً ضخماً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن ترامب سيسعى إلى «تفعيل كل الأدوار، بينها الدور العربي، والبحث مع روسيا في وسائل إنهاء الحرب».

لا فرق بين أوباما وترامب

ومن جهته قلل “عمار زيادة” ، مدير تحرير صحيفة “عنب بلدي” ، من الحديث الذي يدور عن وقف الدعم الأمريكي للفصائل السورية ، قال أن المعارضة لم تكن بالأصل مدعومة أمريكيًا بشكل يغير موازين المعركة، ومؤكداً أن الدعم الذي وصل للمعارضة لا يتعدى أسلحة "غير فتاكة"، خوفًا من أن تصل إلى "الأيدي الخطأ" بحسب توصيف إدارة أوباما.

و أضاف “زيادة” ، في حديث مع شبكة “شام” الاخبارية ، أن الدور الذي لعبته إدارة أوباما في سوريا كان سلبيًا تجاه المعارضة أكثر منه داعمًا، مستشهداً بتنازل أمريكا عن مطالب المعارضة لصالح الاتفاق مع الروس وترك الساحة لهم وللميلشيات الإيرانية، و استطرد بالقول “بل لعبت دورًا في الضغط على المعارضة للرضوخ لشروط الاتفاق”.

و خلص “زيادة” إلى أنه “ في الحقيقة، سوريًا لا فرق بين أوباما وترامب”، و أردف عن فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال حول البديل في حال توقف الدعم ، بأن البديل ليس بيد المعارضة السورية، خاصةً مع غياب جسمٍ سياسي أو عسكري موحد يستطيع مفاوضة الأمريكان وتقديم رؤية مستقبلية للعلاقة مع الإدارة الجديدة، ومشيراً إلى أن البديل بيد التفاهمات الدولية للدول المؤثرة في الملف السوري.

و لفت مدير تحرير “عنب بلدي” إلى أن ترامب ألمح إلى زيادة التنسيق مع روسيا في سوريا، لكنّه ربما لن يكون راضيًا عن تدخلات إيران في المنطقة التي تتحكم بميليشيات "إرهابية" يفترض أنه سيحاربها، معتبراً أن هذا الجانب الذي من الممكن أن تفاوض عليه دول الخليج وعلى رأسها السعودية، المتضررة من النفوذ الإيراني والداعمة للمعارضة السورية، أما السوريون، و الكلام لـ”زيادة” فليس لديهم أدواتٌ صريحة للعب في هذه التفاهمات سوى ميدان القتال.

لن يكون أسوء من أوباما

في حين ذهب “عمر الخطيب” ، من موقع “أورينت نت” ، إلى أنه ما زال من المبكر التنبؤ بما ينوي “ترامب” فعله، لكنه أشار إلى أن “ترامب” لن يكون قادرا على فعل جميع ما تعهد به بالرغم من التضخيم الإعلامي وتصوير المشهد وكأنه انقلاب في السياسة الأمريكية، معبراً عن اعتقاده أن “ترامب” بالنسبة لسوريا لن يكون أسوأ من أوباما.

و أوضح “الخطيب” لشبكة “شام” الاخبارية، أن سياسة أوباما في سوريا تم بناؤها على أساس استمرار الحرب أطول وقت ممكن كما حدث في العراق، فتم السماح لإيران بحرية التصرف وبعد ايران تدخلت روسيا وحافظت الولايات المتحدة طوال الوقت على التوازن بحيث لا تتحقق الغلبة لطرف من الاطراف، وبالتالي، وفق “الخطيب”، فإن “ترامب” سيستمر بهذه السياسة لأنها تؤمن له مزيدا من الراحة وصفقات السلاح والاهم استمرار الضغط على روسيا، منوهاً أن “ترامب” كرئيس أمريكي مقيد بالكونغرس وبوزارة الدفاع والاستخبارات وبالتالي فهو ليس حرا بالتصرف الا بقدر معين وهناك تجارب سابقة رضخ فيها الرئيس الامريكي لإرادة الاستخبارات.

لعل الخوض في تاريخ الدعم الأمريكي للمعارضة السورية لن يكون موفقاً فقد عجزت التجارب السابقة عن الوصول إلى مرحلة النجاح نتيجة تضارب الرؤى بين الفصائل و امريكا ، فالأخيرة ترغب في التركيز على قتال تنظيم الدولة و تأجيل المواجهة مع الأسد، في حين تغلب الفصائل قتال الأسد على التنظيم ، اذا تعتبر أن الأسد مسبب لكل ماهو يحدث في سوريا ، و إنهاءه كفيل بانهاء النتائج، ففضل برامج تدريب المعارضة السورية، التي لم تخرج إلا العشرات من المقاتلين بتكاليف مالية ضخمة ، الأمر الذي أدى لتعليق البرنامج و توجيه الدعم باتجاه الفصائل الكردية الانفصالية التي كانت طيّعة بيد الأمريكان وتنفذ ما هو مطلوب منها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ