ردود فعل كبيرة بعد مقتل طفلتين على الحدود التركية ومطالب بإيجاد حل لوقف الموت عبر الحدود
ردود فعل كبيرة بعد مقتل طفلتين على الحدود التركية ومطالب بإيجاد حل لوقف الموت عبر الحدود
● أخبار سورية ٦ أبريل ٢٠١٩

ردود فعل كبيرة بعد مقتل طفلتين على الحدود التركية ومطالب بإيجاد حل لوقف الموت عبر الحدود

قضت طفلتان وجرح آخرون يوم أمس الجمعة، برصاص الجندرما التركية على الحدود السورية التركية، خلال محاولة مدنيين الدخول إلى الأراضي التركية من جهة ريف حارم بريف إدلب الغربي، عبر طرق التهريب.

وأفادت مصادر محلية في المنطقة أن مدنيين حاولوا الدخول إلى الأراضي التركية عبر طرق التهريب، تعرضوا لإطلاق نار من قبل عناصر حرس الحدود التركي، خلال كشف تسللهم عبر الحدود ليلاً، كانت حصيلة ذلك مقتل طفلتين وإصابة طفلة ووالدتها بجروح خطرة.

وتمنع السلطات التركية عمليات التهريب عبر الحدود مع سوريا بطرق غير شرعية، وحذرت مرمراً من مغبة الدخول عبر الحدود وأن ذلك يعرض للموت، وكانت اتخذت السلطات التركية عدة إجراءات لمنع التهريب لدواع أمنية منها بناء جدار على طول الحدود وتركيب أسلاك شائكة وكمرات حرارية، إلا أن ذلك لم يوقف التهريب.

وأثارت واقعة مقتل الطفلتين "حلا صوان، دعاء مصطفى عيد" ردود فعل كبيرة في أوساط النشطاء في الشمال السوري، مطالبين بإيجاد حل لمقتل المدنيين الطامحين للبحث عن ملاذ آمن خارج سوريا وانعدام الخيارات أمامهم للدخول إلى تركيا إلا عبر طرق التهريب، مشيرين إلى حرصهم على أمن الدولة الجارة ومخاوفها الأمنية، إلا أنهم طالبوا بوسائل تخفف من أعباء التهريب وإيجاد حلول تضمن دخولهم بطرق شرعية وعبر ألية تجنبهم الموت على الحدود.

وبعد موجات التهجير القسرية إلى الشمال السوري، باتت محافظة إدلب موطناً لمئات الآلاف من الشباب والعائلات الطامحين للخروج من سوريا، إذ لايمكنهم ذلك إلا عبر طرق التهريب الخطرة والتي تعرض حياتهم للموت، بهدف الدخول للأراضي التركية، ولهذا تصاعدت بشكل كبير عمليات التهريب.

وكانت كشفت إحصائية مصدرها القوات المسلحة التركية لشهر كانون الأول من عام 2018، عن عدد الأشخاص الذين حاولوا الدخول للأراضي التركية عن طريق التهريب، لاسيما من الحدود مع ريف إدلب الغربي والتي تعتبر المناطق الرئيسية للتهريب، وتحصي أعداد الأشخاص الذين تم اعتقالهم أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية باتجاه تركيا.

ووفق الإحصائية فإن المجموع العام للأشخاص الذين تم القاء القبض عليهم هو 11274 شخص، هذه الأرقام دخلت عن طريق مهربين وطرق تهريب عديدة على طول الحدود التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، وتدير عبر قطاع الحدود التابع لها عمليات التهريب من خلال مهربين متمرسين في تجارة "تهريب البشر".

وتتقاضى حواجز تحرير الشام التي تضبط أي حركة في المنطقة مبلغ مالي قدره 50$ من كل شخص يحاول عبور الحدود عن طريق مكاتب الدور المنتشرة على الحدود السورية التركية، كما تفرض ألف ليرة سورية غرامة على كل من يفشل في عبور الحدود خلال مدة محددة ويريد المحاولة مجدداً.

ومن خلال حسبة بسيطة عن عدد الأشخاص الذين تعتقلهم الجندرما التركية وفق الإحصائية السابقة، مع المبلغ المفروض على كل شخص عبر الحدود، يتبين أن حصيلة المبلغ هو 563700$ في شهر واحد، تجنيه هيئة تحرير الشام من عمليات "تهريب البشر"

وعلى فرض أن عدد الأشخاص الذين لم يتم القبض عليهم ليس أكثر أو أقل من الرقم الأول وباعتبارهم أيضا تم اقتطاع مبلغ 50$، فيصل الناتج الإجمالي خلال شهر واحد 1127400$ من عمليات تهريب البشر فقط عدا المواد الأخرى كالدخان والأدوية وغيرها.

وفي حال استطعنا الحصول على المعطيات الشهرية للسنة السابقة من المحتمل أن تزيد هذه الأعداد بسبب فصل الصيف وكثرة عمليات التهريب أما في حال مساواتها مع هذا الشهر فقط نجد أن قيمة عائدات تهريب البشر لدى هيئة تحرير الشام هو 13528800$ شهريا، ولم تشمل العملية الحسابية مبلغ الـ 1000 ل.س الذي يتم دفعها عن فشل محاولة التهريب وتكرارها من الأشخاص والتي من الممكن أن تتكرر بشكل وسطي سبع مرات.

وفي كل يوم ومع ساعات الليل تبدأ مرحلة التهريب عبر دفعات حسب الدور المحدد لكل مهرب، حيث يتم إدخال أكثر من 40 شخص بكل دفعة، يرافقهم أحد المهربين، عبر واد أو تل أو أحراش لاجتياز الحدود، من بين المخافر الحدودية التي تنشر بكثافة في المنطقة، ومن خلال الممرات والطرق التي يختارها كل مهرب، قد تضطرهم للسير لساعات طويلة ربما خمس ساعات، تضطرهم لرمي كل ما يملكون من متاع، والاكتفاء بملابسهم وحقائب صغيرة، يعانون فيها ما يعانون من إرهاق نفسي وجسدي وخوف من الموت الذي يتربص بهم في كل ثانية، كونهم يعبرون بطرق غير شرعية.

وكانت أفردت شبكة "شام" تقارير عدة عن "معابر الموت" عبر الحدود السورية التركية، تطرقت فيها لعمليات الاستغلال والمتاجرة بدماء المدنيين الباحثين عن لجوء خارج سوريا لاسيما إلى تركيا، وكيف تستغل هيئة تحرير الشام وقياداتها في قطاع الحدود الذي تسير عليه عمليات التهريب لقاء الحصول على مبالغ كبيرة منهم بمئات الدولارات، قبل ان تدفعهم للموت برصاص الجندرما التي تعتبر المنطقة عسكرية يمنع الاقتراب منها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ