رسالة سوري من تحت الماء..."آسف لأني غرقت"
رسالة سوري من تحت الماء..."آسف لأني غرقت"
● أخبار سورية ٢٣ أبريل ٢٠١٥

رسالة سوري من تحت الماء..."آسف لأني غرقت"

"أنا آسف يا أمي لأن السفينة غرقت ولم استطع الوصول إلى أوروبا".. هكذا بدأت الرسالة المؤثرة التي وجدت مع أحد الذين تم انتشال جثثهم، بعد غرق قارب كان يقل مئات المهاجريين غير الشرعيين، قبالة السواحل الأوروبية في البحر المتوسط، مطلع الأسبوع الجاري.

حيث تداول ناشطون سوريون علي شبكات التواصل الاجتماعي، نص رسالة قالوا انها وجدت في جيب احد اللاجئين السوريين الذين انتشلت جثثهم بعد غرق مركبهم.

وفيما لم يبيّن الناشطون معلومات عن هوية صاحب الرسالة الوداعية الاخيرة التي كتبها فيما يبدو لدي استشعاره بقرب غرق المركب الذي كان يحمله، فانهم ارفقوا مع النص الذي نشروه علي صفحاتهم الشخصيه عبارات مؤثره من قبيل "هديه الي العالم المتحضر.. هرب من الموت فاحتضنه البحر.. انصحكم بالقراءه لكن لا تبكوا لان الدموع جفت علي ابناء سوريا".

وهذا نص الرساله الذي تنشره وكاله "الاناضول" بحسب ما تداوله الناشطون:

"انا اسف يا امي لان السفينه غرقت بنا ولم استطع الوصول الي هناك (يقصد اوروبا)، كما لن اتمكن من ارسال المبالغ التي استدنتها لكي ادفع اجر الرحله (يتراوح اجر الرحله البحريه للوصول الي اوروبا بطريقه غير شرعيه ما بين الف الي 5 الاف يورو بحسب دوله الانطلاق وعوامل اخري مثل صلاحيه المركب وعدد الوسطاء وغيرها).

لاتحزني يا امي ان لم يجدوا جثتي، فماذا ستفيدك الان الا تكاليف نقل وشحن ودفن وعزاء.

انا اسف يا امي لان الحرب حلّت، وكان لا بد لي ان اسافر كغيري من البشر، مع العلم ان احلامي لم تكن كبيره كالاخرين، كما تعلمين كل احلامي كانت بحجم علبه دواء للكولون لك، وثمن تصليح اسنانك.

بالمناسبه لون اسناني الان اخضر بسبب الطحالب العالقه فيه، ومع ذلك هي اجمل من اسنان الديكتاتور (في اشاره الي بشار الاسد).

انا اسف يا حبيبتي لانني بنيت لك بيتاً من الوهم، كوخاً خشبياً جميلاً كما كنا نشاهده في الافلام، كوخاً فقيراً بعيداً عن البراميل المتفجره وبعيداً عن الطائفيه والانتماءات العرقيه وشائعات الجيران عنا.

انا اسف يا اخي لانني لن استطيع ارسال الخمسين يورو التي وعدتك بارسالها لك شهرياً لترفه عن نفسك قبل التخرج.

انا اسف يا اختي لانني لن ارسل لك الهاتف الحديث الذي يحوي "الواي فاي"(خدمه الانترنت اللاسلكي) اسوه بصديقتك ميسوره الحال.

انا اسف يا منزلي الجميل لانني لن اعلق معطفي خلف الباب.

انا اسف ايها الغواصون والباحثون عن المفقودين، فانا لا اعرف اسم البحر الذي غرقت فيه..

اطمئني يا دائره اللجوء فانا لن اكون حملاً ثقيلاً عليك.

شكراً لك ايها البحر الذي استقبلتنا بدون فيزا ولا جواز سفر، شكراً للاسماك التي ستتقاسم لحمي ولن تسالني عن ديني ولا انتمائي السياسي.

شكراً لقنوات الاخبار التي ستتناقل خبر موتنا لمده خمس دقائق كل ساعه لمده يومين..

شكراً لكم لانكم ستحزنون علينا عندما ستسمعون الخبر.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ