روسيا تغير اسم ميليشيا "النمر" لـ "الفرقة 25" .. إعادة إنتاج أم إنهاء مهام ..؟
روسيا تغير اسم ميليشيا "النمر" لـ "الفرقة 25" .. إعادة إنتاج أم إنهاء مهام ..؟
● أخبار سورية ٣١ أغسطس ٢٠١٩

روسيا تغير اسم ميليشيا "النمر" لـ "الفرقة 25" .. إعادة إنتاج أم إنهاء مهام ..؟

كشفت مصادر موالية وأخرى روسية مؤخراً، عن تغيير اسم القوات التابعة لضابط النظام "سهيل الحسن" المعروفة باسم "قوات النمر" إلى اسم الفرقة 25 مهام خاصة، في إشارة إلى البدء بمرحلة احتواء الميليشيات من قبل روسيا.

وعرف عن العقيد "سهيل" اتباع سياسة الأرض المحروقة في محاربة الثوار ويمتلك صلاحيات كبيرة ووصف سابقاً بأنه رجل إيران الأول في سوريا من بين ضباط المخابرات ومرشحهم لقيادة المرحلة الانتقالية بعد الأسد كما أشارت بعض المصادر المسربة من داخل أقبية المخابرات الإيرانية، سرعان ما انتقل لأحضان الدب الروسي وحظي باهتمام كبير من الضباط الروسي وقلدوه وسام البطولة.

ولـ "سهيل الحسن" قوات مدربة بشكل كبير وعلى مستويات عالية تطيع الأوامر بشكل حرفي دون أي تراجع وتعدادهم أكثر من ألف مقاتل يرافقونه في جميع الحملات التي يقودها بالإضافة للمرتزقة الإيرانية وعناصر الشبيحة وله صلاحيات مطلقة على جميع المطارات العسكرية و أوامره تنفذ بشكل فوري، حيث سخرت له عدة مطارات تضم طائرات حربية ومروحية لخدمة عملياته اذ انه يقوم بقصف المنطقة بمئات الغارات من الصواريخ والبراميل قبل ان يتقدم بقواته البرية ويتبع تكتيكات حربية متطورة في الحرب.

وظهر العقيد "سهيل الحسن"، بإصدار جديد هو الثالث من نسخة "النمر المتحول" والتي يعمل نظام الأسد على ترويجها عبر إعلامه، للمحافظة على بعض الروح المعنوية التي تنتاب جنوده بوجود النمر بينهم، كونه شخصية قيادية تتمتع بخبرة كبيرة في المعارك وشعبية كبيرة في أوساط المؤيدين لاسيما الطائفة العلوية، لوجوده دافع معنوي كبير أجبر نظام الأسد على اختلاق شخصيات ونسخ عديدة منه، تهرباً من الاعتراف بمصرع النمر وزوال الأسطورة التي طالما تغنى بها.

ثلاث نسخ أو شخصيات ظهرت خلال الأعوام الماضية للعقيد "النمر" تختلف بشكل كبير عن النسخة الأساسية المعروفة لدى الكثير من السوريين، "سهل الحسن" أحد أبرز ضباط المخابرات السورية والإيرانية، منح صلاحيات كبيرة لا يمكن لأي من ضباط الطائفة العلوية ان يحصل عليها ولاسيما في الآونة الأخيرة حتى من قبل روسيا، ويعرف عنه الشدة والبأس في التعامل مع خصومه جعل منه النظام شبحا يراود أحلام الثوار حتى تجاوز بذلك المؤيدين فبدأوا ينظرون إليه على أنه المخلص الوحيد لهم، لم تكن هذه النظرة مشابهة للشخصيات الجديدة من النمر.

وظهرت النسخة الأولى لـ "النمر المتحول" في سهل الغاب بعد معارك جسر الشغور وتوجهه لقتال تنظيم الدولة في تدمر، والاخبار التي تحدثت عن مقتله، لظهر مع عناصره أثناء زيارته لعزاء مرافقه الشخصي علي الحجي، أثارت صور النمر الجديد تساؤلات كبيرة عن مدى صحة الأخبار عن مقتل النمر الأساسي واستبدال نظام الأسد بشخصية جديدة للمحافظة على معنويات جنوده وطائفته.

لوحظ تغير كبير لدى شخصية النمر الجديدة وشاع صيتها في النظريات التي أطلقها بطلاسم، عمل إعلاميو النظام على ترويجها قصداً لإظهار النمر على أنه لايزال موجوداً، منها نظرية العالم ونظريات اللاشعور وطلاسم عديدة، منهم من رأى انها محاولة لتشويه صورة ومسيرة هذا الضابط بشخصيات مبتدعة، كونه حقق شعبية كبيرة وصلت لمرحلة اعتباره بديلاً عن الأسد من قبل الموالين، فعمل على إزاحته وإظهاره بهذا المظهر.

وتحتفي روسيا في كل مناسبة وطنية لها، بالعقيد "سهيل الحسن" بنسخته الثالثة والذي يوصف بأنه رجل روسيا الأول في سوريا، والذي يحظى بدعم من الضباط الروس في قاعدة حميميم، خلافاً لما يعامل به بشار الأسد الذي من المفترض أن يكون هو ممثل سوريا أمام الجنرالات الروسية.

وتفيد مصادر مطلعة أن روسيا تعمل على تمكين علاقتها ونفوذها لدى بعض الشخصيات العسكرية والسياسية أيضاَ في صفوف النظام، وتهيئتهم إعلامياً وشعبياً ليكونوا يدها في المرحلة المقبلة بعد إنهاء حكم بشار الأسد الذي سيكون عبئاً كبيراً على روسيا بعد الانتهاء من تحقيق مصالحها ولهذا تعطي "الحسن" هذه الأهمية رغم إدراك الجنرالات الروس أنه شخصية مزورة ولكنها تعي أن لهذا الاسم مكانة بين الموالين.

ولد "سهيل حسن" عام 1970، وهو من قرية بيت غانا في منطقة جبله بريف اللاذقية، وتخرج من الكلية الجوية عام 1991، وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة عميد ركن في إدارة المخابرات الجوية، وظهر اسمه في مطلع الثورة السورية عام 2011، حيث كان ضابطاً مغموراً برتبة مقدم في إدارة المخابرات الجوية، ولم يكن يسمع به إلا القليل من رؤسائه.

وحسب منظمة "مع العدالة" فإن الحسن يتمتع بطائفية بغيضة، حيث كلفه اللواء جميل الحسن مدير إدارة المخابرات الجوية بفض المظاهرات السلمية في أحياء المزة، والميدان، والقابون، وبرزة بمدينة دمشق، حيث مارس عنفاً شديداً مع الأهالي مما دفع النظام لتعيينه رئيساً لقسم العمليات الخاصة بإدارة المخابرات الجوية، وتكليفه بمهام قمع المظاهرات بدمشق وريفها.

ولم يتورع سهيل عن ارتكاب المجازر المروعة ضد المدنيين في أحياء: الإخلاص، والشيخ سعد، والمزة، والميدان، والزاهرة، ومخيم اليرموك، وكذلك في: دوما، وحرستا، وجديدة الفضل، وقطنا، والزبداني، ومضايا، ومعضمية الشام، وداريا بمحافظة ريف دمشق، كما أمعن في تنفيذ عمليات الاعتقال والتوقيف العشوائي، والتعذيب وتكسير الأطراف في الشوارع العامة بحق المتظاهرين.

وأشارت منظمة "مع العدالة" أنه وعلى إثر زيارة سفير الولايات المتحدة في سورية فورد إلى مدينة حماة عام 2012، تم فرز سهيل الحسن لقمع المظاهرات في المحافظة، نظراً لما تتمتع به من خصوصية باعتبارها المحافظة التي تعرضت لأبشع مجازر النظام خلال الفترة 1979-1982، حيث خشي النظام من اندلاع ثورة عارمة في المدينة يصعب السيطرة عليها، خاصة وأن أريافها الشمالية والغربية تتصل بمحافظات الساحل السوري ذات الوجود العلوي.

ونوهت منظمة "مع العدالة" في تقريرها عن سهيل الحسن أنه شكل في هذه الحقبة الدموية ما يعرف بقوات النمر، بعد إطلاق اسم “النمر” عليه نتيجة لممارسة العنف ضد المحتجين واتباع سياسة الأرض المحروقة، حيث شن عمليات عسكرية واسعة النطاق في ريف حماة الشمالي وفي ريف إدلب الجنوبي، ثم انتقل إلى جبهات ريف حمص الشرقي وشارك بقواته في حصار الأحياء الشرقية بمدينة حلب ومن ثم اجتياحها، مما أدى إلى قتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف من المدينة في نهاية عام 2016.

ونقل تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش””Human Rights Watch”، الصادر بتاريخ 15/12/2011 تحت عنوان “بأي طريقة!: مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا” ، عن أحد المقاتلين المنشقين من فرع العمليات الخاصة في المخابرات الجوية، قوله إن العقيد سهيل حسن أعطى أوامر بإطلاق النار مباشرة على المتظاهرين في 15 نيسان 2011 أثناء مظاهرة في حي المعضمية في دمشق، وقال هاني: “كنا جميعاً مسلحين بالكلاشينكوف والبنادق الآلية مقابل آلاف من المتظاهرين. بدأنا في إطلاق النار في الهواء، لكن المتظاهرين لم يتفرقوا. ثم أعطانا العقيد سهيل حسن أوامر بإطلاق النار مباشرة على المتظاهرين. قائلاً: هل يتحدونّا؟! أطلقوا النار عليهم، فأصيب الناس ومات بعضهم”.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ