روسيا والأسد بعد الضربة الأمريكية ... انتقام شديد من المدنيين وقتل 98 مدنياً بينهم 24 طفلاً
روسيا والأسد بعد الضربة الأمريكية ... انتقام شديد من المدنيين وقتل 98 مدنياً بينهم 24 طفلاً
● أخبار سورية ١٢ أبريل ٢٠١٧

روسيا والأسد بعد الضربة الأمريكية ... انتقام شديد من المدنيين وقتل 98 مدنياً بينهم 24 طفلاً

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً بعنوان "انتهاكات الحلف السوري الروسي بعد الضربة الأمريكية"، وثقت فيه أبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها نظام الأسد وحليفه الروسي منذ الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات في محافظة حمص يوم الجمعة 7/ نيسان/ 2017 حتى مساء الثلاثاء 11/ نيسان/ 2017، واستندت فيه على الأرشيف الناتج عن حالات المراقبة والتوثيق اليومية المستمرة في المدة التي يغطيها التقرير.

وذكر التقرير أن نظام الأسد شنَّ هجوماً بالأسلحة الكيميائية ضد أهالي مدينة خان شيخون بإدلب، يوم الثلاثاء 4/ نيسان/ 2017، هو الأوسع منذ هجومه على ريف دمشق في آب/ 2013، وفي يوم الخميس 6/ نيسان، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن إطلاق بوارجها 59 صاروخ Tomahawk على مطار الشعيرات شرق محافظة حمص الذي يحوي مخازن للمواد الكيميائية فجر يوم الجمعة 7/ نيسان/ 2017.

ووفق التقرير فقد صعَّد نظام الأسد وحليفه الروسي عملياته العسكرية التي تستهدف مناطق ومراكز مدنية، بشكل واسع في الأيام الخمسة التي تلت الضربة الأمريكية، والبعض منها لم يكن فوضوياً، بل متعمداً، وسجل التقرير ارتفاعاً في معدل استخدام الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة والبراميل المتفجرة.

وأضافَ التقرير أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية للمرة الثانية بعد أقل من 72 ساعة على استخدامها في خان شيخون بإدلب في تحدٍ منه للمجتمع الدولي، عبر هجوم شنَّه على حي القابون في العاصمة دمشق، عصرَ الجمعة 7/ نيسان/ 2017.

وأضاف فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "لقد فشلت الإدارة الأمريكية السابقة في ردع النظام السوري عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وعن حماية الخط الأحمر الذي رسمته، وهذا أدى إلى تمادٍ كبير للنظام السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية وفي الصيد المفتوح لقتل الشعب السوري، وقد علمتنا التجربة مع النظام السوري أنه سوف يستمر في تحدي المجتمع الدولي، وفي اختبار الحدود، كما فعل عندما تدرَّج في استخدامه الأسلحة وصولاً إلى السلاح الكيميائي".

ووثَّق التقرير استشهاد 98 مدنياً، قتلت القوات الروسية منهم 56 مدنياً، بينهم 10 أطفال، و8 سيدات فيما قتلت قوات الأسد 42 مدنياً، بينهم 14 طفلاً، و7 سيدات، وارتكبت القوات الروسية مجزرتين فيما ارتكبت قوات الأسد مجزرة واحدة.

كما سجل التقرير 14 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية توزعت مناصفة بين القوات الروسية وقوات الأسد، حيث ارتكب كل منهما 7 حوادث اعتداء.

وبحسب التقرير فقد تم توثيق 5 هجمات بالذخائر العنقودية، 4 منها من قبل قوات روسية وواحدة ذكر التقرير أنها مازالت قيد التحقق لتحديد المسؤول عنها (النظام السوري أم الروسي)، كما وثّق التقرير 6 هجمات بأسلحة حارقة استخدمتها قوات روسية، وذكر أنّ هجمتين بالأسلحة ذاتها مازالت قيد التحقيق والمتابعة، في حين وثّق التقرير هجمة واحدة بالأسلحة الكيميائية من قبل قوات الأسد، و162 برميلاً متفجراً ألقاها الطيران المروحي التابع لقوات الأسد.

وأكّد التقرير أن نظام الأسد والروس خرقا بشكل لا يقبل التشكيك قراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254 القاضيان بوقف الهجمات العشوائية، وانتهك أيضاً عبر جريمة القتل العمد المادة الثامنة من قانون روما الأساسي، ما يُشكل جرائم حرب.

وأشار التقرير إلى أن مطار الشعيرات يُعدُّ من أهم المطارات العسكرية التي تستخدمها قوات الأسد  في عملياتها العسكرية، وفي قصفها الأحياء المدنية وارتكابها المجازر، كما يُعتبر القاعدة الجوية الثانية التي تستخدمها القوات الروسية لانطلاق طائراتها، بعد قاعدة حميميم في ريف محافظة اللاذقية.

وأوضح أن القصف قد استهدف أفراداً مدنيين عزل، وبالتالي فإن نظام الأسد والروس انتهكا أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة، إضافة إلى أنها ارتكبت في ظل نزاع مسلح غير دولي فهي ترقى إلى جريمة حرب، وقد توفرت فيها الأركان كافة.

وأوصى التقرير بضرورة فتح تحقيقات في الحوادث الواردة فيه، وإطلاع المجتمع السوري على نتائجها، ومحاسبة المتورطين وتعويض كافة المراكز والمنشآت المتضررة وإعادة بنائها وتجهيزها من جديد، وتعويض أسر الضحايا والجرحى كافة، الذين قتلهم النظام الروسي الحالي، كما شملت توصيات التقرير مطالبة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد مرور أكثر من عام على القرار رقم 2254، الذي نصَّ بشكل واضح على "توقف فوراً أي هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية في حدِّ ذاتها، بما في ذلك الهجمات ضد المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي، وأي استخدام عشوائي للأسلحة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي".

وطالب بضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بما فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه بارتكاب جرائم حرب و إحلال الأمن والسلام وتطبيق مبدأ مسؤولية حماية المدنيين، لحفظ أرواح السوريين وتراثهم وفنونهم من الدمار والنهب والتخريب وتوسيع العقوبات لتشمل النظام الروسي والنظام الإيراني المتورطين بشكل مباشر في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الشعب السوري.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ