تعمل روسيا على تقديم مؤتمر "الحوار الوطني السوري" الذي تعتزم عقده في سوتشي، كبديل للتوصل الى حل سياسي في سوريا، عقب فشل محادثات جنيف، ولم يعد امام المعارضة السورية إلا أحد الأمرين، إما الموافقة لإنقاذ وجودها، أو الامتناع عن الذهاب وتقويض إحتمال نجاحها المحدود.

 

وكانت قد فشلت محادثات "جنيف8"، بعد أن أعلن المبعوث الأممي الى سوريا، "ستيفان دي ميستورا"، فشلها وتفويت فرصة ذهبية، متهماً النظام بعرقلة نجاحها، وذهابه الى الحل العسكري، ودعا في تصريحات للتلفزيون السويسري، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للضغط على نظام الأسد.

 

وأكد المندوب الروسي الدائم في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، "أليكسي بورودافكين"، أمس الجمعة، أن مؤتمر سوتشي "يصبح على خلفية جنيف فرصة لا يمكن تفويتها، ويجب أن يشارك الجميع في التحضير له"، معتبراً أن التصريحات التي تتحدث عن أن سوتشي يمكن أن يقوض عملية جنيف "عبارة عن تخمين ومحاولة لعرقلة تنظيم المؤتمر".

 

وأكد بورودافكين أنه على المعارضة أن تعكس بشكل واضح في وثائقها "عدم وجود حل عسكري للأزمة السورية، وتأخذ بعين الاعتبار العمل على التسوية السياسية في هذه الدولة".

 

وفي ذات السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي، "سيرغي لافروف"، أمس الجمعة، أن تسوية السياسية في سوريا ستكون على أساس القرار الأممي رقم 2254.

 

وأضاف "ما يراد منه أن يساعد في حل هذه المهمة هو التحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي بمبادرة زعماء روسيا وإيران وتركيا، وعلى جدول الأعمال إعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات عامة برعاية الأمم المتحدة وحل القضايا الإنسانية ووضع برنامج شامل لإعادة إعمار البلاد".

 

ولم يستبعد المتحدث باسم وفد المعارضة، "يحيى العريضي"، ذهاب المعارضة إلى سوتشي إذا كانت المفاوضات هناك ستساهم بإطلاق عملية الانتقال السياسي وعودة اللاجئين وإطلاق المعتقلين، لكن قبل ذلك تجب معرفة تاريخ المؤتمر وهدفه والأطراف التي ستشارك فيه.

 

واتهم سفير الائتلاف الوطني السوري في فرنسا، "منذر ماخوس"، في اتصال مع قناة الحدث مساء الجمعة نظام الأسد بمحاولة الالتفاف على محادثات جنيف عبر نقل المفاوضات إلى سوتشي الروسية.

 

وكان دي ميستورا أثناء انعقاد مؤتمر جنيف قد أكد أن جنيف هي المكان الوحيد للحل السياسي، في اشارة منه لمؤتمر سوتشي، ولحقه تصريح رئيس وفد المعارضة إلى جنيف، "نصر الحريري"، في المؤتمر الختامي للمفاوضات يوم الخميس، أن "عملية جنيف هي المكان الوحيد للحل السياسي".

 

وطالبت المعارضة بمفاوضات مباشرة مع النظام تتناول السلال الأربع للقرار 2254 ولبيان جنيف1 وقدّمنا رؤيتنا للأمم المتحدة، إلا أن النظام بقي مصراً على موقفه في رفض الحوار واشترط سحب طلب تنحي بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.