شبكة شام... نقلات نوعية وتخطي عتبة المليون متابع
شبكة شام... نقلات نوعية وتخطي عتبة المليون متابع
● أخبار سورية ٢١ يوليو ٢٠١٥

شبكة شام... نقلات نوعية وتخطي عتبة المليون متابع

شبكة شام الغنية عن التعريف بها  , من لا يعرف الشبكة لا يعرف تاريخ الثورة السورية المباركة والتي كانت شبكة شام أول شبكة إعلامية تنقل وقائع البدايات لثورة السعب السوري التي انطلقت من محافظة درعا وامتدت لتشمل محافظات الشمال والوسط والجنوب وسط تغطية إعلامية مميزة، تحدت فيها جبروت الأفرع الأمنية واستبدادته الفكرية والصحفية التي طالما سخرها النظام لصالحه على مدار عقود طويلة،  لتكون الشبكة الكابوس الأكبر الذي تحدى قوات النظام وأفرعه الأمنية التي كانت تلاحق كل إعلام يصدح بصوت الحقيقة ،  ولتواكب الشبكة تطورات الأحداث منذ بدايتها الأولى رغم كل التضييق الإعلامي وقطع خطوط التواصل بين الداخل والخارج فكانت بحق صوت الحرية الصادق الذي دفع غالبية النشطاء للتواصل مع الشبكة والقائمين عليها لإيصال صوت الحقيقة ومعاناة الشعب الذي همش على مدى العقود الماضية ،  أسس الشبكة مجموعة من الشباب ممن أدركوا قيمة الحرب الإعلامية والعمل الإعلامي في كشف كذب النظام وتضليله وسعوا منذ البدايات لنقل الصورة الحقيقية لما يجري على أرض محافظة درعا ثم المحافظات السورية بشكل متتابع ليصل للشبكة بشكل يومي أعداد كبيرة من المقاطع للمظاهرات الشعبية والتجاوزات الأمنية بحق الشعب الأعزل.


ولم تلبث شبكة شام أشهر قليلة بعد إنطلاق الثورة السورية حتى تحولت من شبكة إخبارية لمؤسسة إعلامية ثورية بامتياز تنطق باسم الشعب الثائر وتنقل همومه وأوجاعه لمحطات التلفزة والقنوات الفضائية التي اعتمدت الشبكة كمصدر رئيسي للأخبار والمعلومات الواردة من الداخل السوري ، فبرز عدد من الناشطين في جميع المحافظات السورية وعملوا على تغطية الأحداث وتصوير الوقائع العسكرية والإجتماعية من اقتحامات واعتقالات على يد قوات الجيش السوري والأمن بالإضافة لتصوير المعاناة الحقيقية من ظلم وقهر واضطهاد بحق الشعب الثائر ومحاولة نقل صورتها الكاملة للعالم أجمع فكانت " شام " المنبر الرئيسي للعالم تأخذ عنها شبكات التواصل ومواقع الوكالات العربية والعالمية أغلب التقارير المكتوبة والمصورة وتنقلها كما هي أو تعدل عليها بما يحفظ مكونات الخبر مع ذكر الشبكة كمصدر.


ومع تقدم الأيام وطول أمد الثورة السورية انتقلت شبكة شام للعمل الصحفي المتميز فكان لها مراسلين على الأرض في كل المحافظات لم يكن غالبيتهم قد درس الصحافة ولكن خبرته التي اكتسبها في الثورة السورية وتحديه لألة القصف البربرية والملاحقة الأمنية في سبيل نقل الواقع مكنته أن يقوم بالعمل الصحفي بصفة مراسل للشبكة فبرزت أسماء عديدة كان لهم صدى كبير على محطات التلفزة ، حيث كان مراسلو الشبكة ومازالوا الصوت الحقيقي للشعب الثائر الناطق باسم ألامهم وأوجاعهم ومعاناتهم ، ومع دخول الوكالات الإعلامية للداخل السوري وبدء مرحلة جديدة تميزت بظهور عدة تيارات سياسية ووكالات إعلامية محدثة ، كان منها ما استغل الواقع السوري للكسب المادي أو لتنفيذ أجندات معينة سياسية كانت أو عسكرية  ، حاولت العديد منها فرض هيمنتها على شبكة شام ومحاولة جرها لتكون لصالح جهة بعينها في وجه الأخرى او للعمل ضمن اجندة وأيديولوجية محددة وذلك نظراً لما تتمتع به شبكة شام من قوة إعلامية ومصداقية صحفية ،  ولكن رفضها الدائم التبعية لأي طرف كان سببا رئيسيا لأن تكون في مواجهة حقيقية مع هذه الجهات السياسية والإعلامية التي أغرقت بالأموال من جهات دولية وأطراف سياسية بغية السيطرة على النشاط الإعلامي السوري ونقل ما تريده والترويج لها مع التغاضي عن أحداث أخرى قد تضر بمصالحهم وهذا ما رفضته شبكة شام التي اتبعت في سياستها ومنذ انطلاقتها الأولى الموضوعية والحيادية المطلقة في نقل الواقع وعدم الإنجرار وراء التحزبات السياسية أو العسكرية بل الإنحياز لقضية الشعب السوري برمته من أقصاه لأدناه ونقل معاناته وكل من يحاربه في لقمة عيشه سواء كان من النظام أو من أي جهة أخرى استغلت الحراك الثوري لتحقيق مصالحها الذاتية وتنفيذا لأي أجندات خارجية.


ونتيجة لمواقف شبكة شام الرافضة لتسيسها والتزامها الحيادية ونقل كل ما يدور على الساحة السورية بموضوعية وانتهاجها لمواثيق العمل الصحفي الحر،  تعرضت شبكة شام لضغوطات كبيرة سواء من جهات سياسية تحسب على المعارضة السورية أو جهات دولية، والتي لم تكتف بالضغط على أعضاء الشبكة أو مكاتبها في الداخل والخارج بل سعت إلى محاربة وقطع الدعم رغم قلته عن الشبكة من مختلف الجهات التي كانت ترى في الشبكة منبرا يقارع إعلام النظام و يكشف كذبه ونفيه لكافة الجرائم التي كان يرتكبها ،  هذا الدعم الذي كانت تستخدمه الشبكة في الدعم اللوجستي من معدات وأنترنت وتوفير وسائل إتصال أمن لمراسليها ولأغلب الناشطين العاملين في الداخل بالإضافة لتغطية نفقات العمل الإعلامي المعيشي ،  حتى وصل بها المطاف لانقطاع شبه كامل للدعم فلم تؤثر على عزيمة القائمين عليها ولم تثنهم عن متابعة المشوار بل استكملت عملها بعزيمة أبطال من الناشطين ممن كرسوا حياتهم وأرواحهم وكل ما اكتسبوه من خبرات في سبيل نقل الواقع وبدون أي مقابل بل زاد من ذلك أنهم تحملوا تكاليف العمل الإعلامي بأنفسهم لتستمر شبكة شام الصرح الإعلامي الناطق باسم الشعب في تغطيتها ويقدم أعضائها كما قدم شعبها من معتقلين وشهداء فيبلغ عدد المعتقلين من أعضائها ١٢ معتقلا ويروي ترابها ١٨ شهيدا ، سطروا بدمائهم كلمات الحقيقة التي هزت العالم أجمع.


عقب مرحلة من الركود التي يمكن أن توصف في تاريخ الشبكة نتيجة الضائقة المادية وعدم قدرة الشبكة على تلبية متطلبات العمل الإعلامي وخصوصا ما يتعلق بشحن أجهزة الأنترنت وتغطية نفقات التغطية الإعلامية يضاف الى ذلك استشهاد عدد من مراسليها في عدة محافظات سورية ، بالإضافة الى سعي العديد من الناشطين وراء مصدر يدر عليهم عائدا ماديا ثابتا وذلك من خلال مؤسسات أو كالات إعلامية لديها القدرة والدعم بما يضمن استمراريتهم في العمل الميداني وتغطية نفقات تنقلهم وتأمين المعدات اللازمة لعملهم ،  تعود الشبكة شام وخلال أقل من عام  لتتصدر الواجهة في العمل الإعلامي وتحقق أعلى نسبة متابعة تجاوزت المليون ومئتي ألف متابع على صفحتها الأم الناطقة باللغة العربية ،  ولعل الأسلوب المبسط الذي تعتمده الشبكة في نقل أخبارها والتقارير الميدانية والمقالات الصحفية له دور كبير في ازدياد متابعي الشبكة  ، هذا عدا عن الوسطية والموضوعية التي تنهجها في نقل أخبارها دون التحيز لأي طرف كان  والذي مكن للشبكة من العودة بقوة مع تجاوز أصعب المراحل التي مرت بها الشبكة منذ إنطلاقتها ، فالأسلوب السلس القريب من لغة القارئ السوري والعربي بشكل عام وطريقة السرد الصحفي البسيط في أيصال المعلومة ،بالإضافة الى نشر تفاصيل وتشعبات الأحداث بشكل كامل والتي كانت الشبكة تعمل على نقلها بشكل موضوعي محايد لم تنتهجه أغلب الجهات الإعلامية العاملة خلال نفس الفترة ، مما كان سببا رئيسيا في ازدياد عدد قرائها ومتابعيها بشكل كبير خلال الفترة الماضية.


وعلى الرغم من قلة الدعم إلا أن شبكة شام ماضية قدما وما تزال تعمل بكل طاقتها وبجهود جبارة من مجلس إدارتها وكوادر التحرير والنشر والمراسلين لتغطية التطورات الميدانية بشكل مهني وتقريب صورة الواقع السوري من القارئ والمتابع بشغف لسير الحراك الثوري ولا سيما بعد أكثر من أربع سنوات مرت على عمر الثورة المباركة إلا إن العزيمة باتت أقوى ولن ينتهي المشوار طالما هناك شعب يظلم ويقهر من مستبد لن يطول الوقت ليعلن عن زواله بخبر عاجل على أثير شبكة كل السوريين شبكة  "شام ".

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ