"شبيحة" الأسد .. سكين على رقاب السوريين
"شبيحة" الأسد .. سكين على رقاب السوريين
● أخبار سورية ١٢ يناير ٢٠١٥

"شبيحة" الأسد .. سكين على رقاب السوريين

 ينشرون الذعر بكل مكان يمارسون القتل دون رحمة حتى الأطفال لم يسلموا منهم إنهم ما يعرفون بالشبيحة ,مصطلح جديد خرج للغة العربية من سورية ..

من هم الشبيحة ؟؟
أصل الكلمة غير واضح .
هل هي مشتقة من أشباح لكونهم يعملون في الظلام ,خارج القانون , يظهرون ويختفون بسرعة... أم من سيارة المرسيدس "الشبح" التي يبدو أن كبار الشبيحة يفضلونها في عملياتهم وتمييز أنفسهم ؟؟ أم ربما على نحو ما يمارسونه من عملية شبح وتعذيب للمعتقلين ؟؟

دخلت هذه الكلمة التداول السوري في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين وبخاصة بعد التدخل السوري في لبنان عام ألف وتسع مئة وستة وسبعين ,وما تزامن معه من قفزة في التهريب من لبنان لبلد منغلق اقتصاديا كسوريا ,وحازت الكلمة انتشارا وطنيا بالتزامن مع حركة الإخوان المسلمين قبل أكثر من ثلاثين عاما.
تحدث الناشط عدنان الشامي عن الشبيحة "الناس تتحدث عن الدور القمعي للأمن السوري وهي تعلم جيدا أنهم هم الشبيحة , وبمجرد دخولنا بمرحلة عسكرة الثورة , أصبح للجيش الدور الأبرز وأصبح هناك في الجيش كتائب للدفاع الوطني متطوعة داخل الجيش وتعمل بعلاقات سريّة مع المخابرات "

 

صفاتهم :
وحتّى تنفجر الثورة السورية في منتصف آذار عام ألفين وأحد عشر, أطلقت هذه الكلمة على شبان ذكور من منطقة الساحل السوري ,علويو المولد , رؤساؤهم من أل الأسد ,وفي وقت لاحق من أسر نافذة أخرى كآل ديب وأل مخلوف وهم أولاد خال أبناء حافظ الأسد ,عملوا في التهريب ووصف الواحد منهم بالمعلم أو أل خال .

لهم مظهر واحد وسمات مشتركة ,كالخشونة والقسوة ,هم ضخام البنية عموما عضليو الجسم ,يتسمون بشكل عام بالتدني في التعليم وينحدرون من بيئة اجتماعية مهمشة وفقيرة ,لكن ومع اتساع ظاهرة التشبيح لم يعد هناك شكل قياسي لهم , إنهم اليوم عضلات مزودة بسلاح ناري أو بهراوة كهربائية .

من خلال بحثنا عن الشبيحة ونشوئهم وجدنا ,أن الطائفية أداة سياسية مناسبة للنظام ,لأنها تستغل هؤلاء دون أن يكون لهم مع النظام مصالح مشتركة مباشرة يسهل تعبئتم واستتباعهم للدفاع عنها .

 

للتهريب و الدعارة :
ومع تعمم المصطلح انفصل تماما عن مهده وروابطه الأصلية , في حلب مثلا ينحدر الشبيحة من أسر محلية ممتدة , من أشهرها آل بري ,يعرف عنها اشتغالها بالتهريب , من المخدرات إلى السلاح , وعلاقتها الوثيقة بالنظام ,وصراعها أحيانا مع الدولة " والشرطة والإدارة , انتهى الأمر إلى ضرب من التعايش تحكم هذه الأسر ورجالها أحياءها بما يقارب استقلالا تاما , وهي تتصرف بمسؤولية "تجاه النظام" وتشرك رجاله المحليين بأرباحها .

وهنا نجد علاقة متينة بينهم وبين ضباط المخابرات والشرطة , بحيث يستخدمهم ضباط المخابرات ويتقاسمون معهم المنافع ,ويحمون من يدير شبكات التهريب والدعارة منهم , يتمتع قادتهم بقدر كبير من الحصانة , دون أن يمنع ذلك من ضرب بعضهم أو اعتقالهم بين الحين والأخر .
الشبيحة على ولاء أكيد للرئيس والنظام ,ولم يدخل النظام في مواجهة معهم إلا في سياقات محددة ,مثلا حين قاد باسل الأسد حملة على تشكيلاتهم في مطلع التسعينات في سياق تأهيله لوراثة أبيه .
وقد جرى اعتقال بعضهم , وإلزام زعمائهم من أبناء العمومة بقدر أكبر من الانضباط في التعامل مع المجتمع في حين قيل أنهم هم من اغتاله فيما بعد .

على أن النظام لم يقض في أّيّ وقت على الظاهرة أو يظهر عزما أكيدا على القضاء عليها , وحتى مع ظهور خلافات ومصالح متضاربة , لا يجري استئصال هذه المجموعات , بل تحجم وتركن جانبا .
أما عن دور التشبيح على الدولة والمجتمع , فنلاحظ أن هذا النظام عمل على حرمان المجتمع من التعبير عن أفكاره وذاته , أمام سلطة الاعتقال والسلاح والقهر , هو نظام مادي لا ينتج بل يعتمد على سلب الثروات ليحتل مرتبة عالية في الفساد حسب المقاييس الدوليّة .
فهل هو نظام سياسي حقا أم أنه حكم يعمد للقمع كوسيلة لتسيير أمور الدولة ؟؟

 

أشهر جرائمهم :
ومن أشهر المجازر التي ارتكبها الشبيحة وراح ضحيتها العشرات من الضحايا في بانياس و البيضا والتريمسة ومجزرة الحولة التي قتل فيها تسعين مدنيا من ضمنهم اثنين وثلاثين طفلا على الأقل في الثامن والعشرين من مايو 2012 .
وحسب تقرير أصدره مراقبون أمميون في حقوق الإنسان مبني على شهادات الناجين , أكدوا أن تلك المجازر ارتكبها مسلحون ينتمون إلى القوات المسلحة أو الشبيحة .

علما أن النظام نفى ارتكابه لهذه المجازر وادعى أنّ قوات مسلحة خارجة عن القانون ومعارضة للنظام هي من قام بهذه المجازر.

 

يفخرون بأعمالهم :
والغريب بالأمر أنّ هؤلاء الشبيحة يفخرون بأعمالهم الغير إنسانية التي يرتكبونها , وبث منهم شريط فيديو يفتخر بقتل طفل عمره ست سنوات بحضن أمه في بلدة البيضا في بانياس , والكثير من المقاطع الموثقة لممارساتهم الوحشية .
يضيف الناشط الدمشقي " الدفاع الوطني هي قسم من الشبيحة والمسؤول عنهم فادي صقر , ولهم رواتب مجزية تبدأ من أربعين ألف ليرة سورية , هم يستقطبون الشبان ليعملوا معهم في التشبيح .
كما أن هناك أيضا لواء أبي الفضل العباس وهو عراقي الأصل لكن لدينا معلومات عن تطوع شبان يعيشون في دمشق انتسبوا للعمل معهم "

يلعب الدور الاقتصادي دورا مهما في تجنيد الشبيحة , ويتقاضى عناصر الشبيحة ما بين عشرة آلاف إلى خمس وعشرين ليرة سورية كحد أدنى , على العمل أيام الجمعة , وأقل بقليل على الأيام الأخرى .
فإذا انخفضت موارد التشبيح من جهة , وارتفعت نسبة الخطر من جهة ثانية , كان محتملا جدا أن يتوقف البعض عن العمل , وفي تموز عام 2012 أضرب شبيحة عن العمل بسبب انخفاض مواردهم , وعاد بعضهم إلى قراهم وبلداتهم .

تأمين تمويل ذاتي :
على أنّ معلومات متواترة تفيد أنّ النهب الشائع للمساكن والممتلكات الخاصة في بؤر الثورة , يندرج في سياق تأمين تمويل ذاتي للشبيحة , من قبل نظام تتراجع موارده المالية كسرقة بيوت حمص .
وتواترت كذلك معلومات عن اعتقالات عشوائية في غير منطقة , من أجل الحصول على المال مقابل إطلاق سراح المعتقلين .
وكشفت وثائق نشرت على موقع "ويكليكس"أنّ الأسد أنفق ما يفوق الأربعة مليار دولار على الشبيحة لقتل المتظاهرين وقمعهم .

" أنا المجند أمين عبد العزيز هلال من قوات حرس الحدود الفوج الثاني , كتيبة 865 , كنت أنا وبشار القاسم مع ست جنود , أطلقنا النار على شبان أرادوا عبر الحدود , قتلنا اثنين منهم وأجهزنا على المصابين المتبقيين "
وآلاف من الشهادات المصورة الأخرى تجرم هؤلاء الشبيحة .

 

سيكولوجية القتل الوحشي:
الباحثة الاجتماعية أمل الحمصي , تشرح لنا عن سيكولوجية القتل الوحشي عند هؤلاء , وهل يمكن لمن تمرّس وتورطّ بأعمال العنف في سجون النظام وخارجها من الشبيحة أن يعود للاندماج مع المجتمع فيما بعد ؟؟
الشخصية التي امتهنت الموت هي شخصية سادية مازوجية تتلذ بالموت للانتقام من المجتمع الذي عانت منه في طفولتها , ممكن نلاحظ تحسن مع هذه الشخصيات بعض التحسن من خلال الدواء والابتعاد عن الوسط الاجتماعي , ومن خلال البحث عن بعض المميزات لهذه الشخصيات ومحاولة إعادة اندماجها مرة أخرى "

رغم كل طرق القتل والتنكيل والتعذيب التي يمارسها النظام السوري مدعوما بالشبيحة وعناصر حزب الله وإيران , لم يحرك العالم ساكنا أمام مشهد طفل جزّت رقبته سكين الجلاد ولا أمام عائلات أحرقت بالكامل وفتيات اغتصبن أمام أعين ذويهن , فكم من الدم سيفقد الشعب السوري لإيقاظ ضمير مجتمع دولي .

المصدر: شبكة شام الكاتب: إيرس محمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ