صحيفة التايمز: بوتين الرابح الأكبر في سوريا
صحيفة التايمز: بوتين الرابح الأكبر في سوريا
● أخبار سورية ١٢ مارس ٢٠١٩

صحيفة التايمز: بوتين الرابح الأكبر في سوريا

كتبت حنا لوسيندا- سميث، مراسلة صحيفة “التايمز” في اسطنبول، أن تحالفات جديدة وأعداء يتنافسون على بناء مراكز قوى في سوريا الخارجة من الحرب، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون الرابح الأكبر من الحرب التي مضى عليها ثمانية أعوام.

وقالت: “إنك قد تواجه في مدينة القامشلي المسلحين الأكراد إلى جانب الموالين لنظام بشار الأسد والجنود الأمريكيين. فهذا التحالف الغريب الذي تطور في المدينة الصغيرة القريبة من الحدود التركية هو نتاج الحرب الأهلية السورية. فالوجود الأمريكي واتفاقية عدم الاعتداء بين الرئيس الأسد والأكراد أدى لخلق توازن حساس في السلطة بالقامشلي، على خلاف الوضع التقليدي الذي تواجه الأطراف بعضها البعض”.

وتضيف: “في هذه المدينة يقف تمثال نصفي لامع للرئيس السابق حافظ الأسد إلى جانب علم كردي في حي للأكراد. وتمر عربات الهمفي الأمريكية في الشوارع المليئة بالحفر ليس بعيدا عن القوات التركية التي تخوض حربا ضد الانفصاليين الأكراد في جنوب البلاد. كل هذا لا يعني أن الحرب القادمة لن تندلع قريبا، وستكون على تحديد ملامح التأثير”.

وتوضح الصحافية: “نهاية العمليات ضد تنظيم الدولة التي تجري على بعد 200 ميل عن القامشلي وانتصارات الأسد ضد المعارضة، تهيؤ الظروف لبداية مواجهات أخرى وإلى نشوء تحالفات جديدة. وفي الوقت نفسه أدى قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا إلى سلسلة من التداعيات المتسلسلة تهدد فيها تركيا الأكراد الذين يبحثون عن حلفاء جدد. وكل هذا يعتمد على الرجل الذي حول فوضى سوريا لصالحه أي بوتين”.

وتنقل عن بولنت علي رضا، رئيس مشروع تركيا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قوله: “بالإضافة للهدف الرئيسي في سوريا وهو مساعدة الأسد على البقاء في السلطة، يحاول الروس تحقيق هدفين، وهما فصل الأكراد عن الولايات المتحدة، واستخدام قنوات أستانة لإبعاد تركيا عن الناتو”.

فبعد 8 أعوام لم تعد سوريا مجرد حرب واحدة، بقدر ما هي مجموعة من النزاعات التي يعتمد كل نزاع فيها على الآخر، فقد ركز الغرب خلال السنوات الأربع الماضية على محاربة تنظيم الدولة، إلا أن الولايات المتحدة التي اعتمدت على الأكراد كقوات برية، قامت بتقوية وضعهم وساعدتهم للسيطرة على ثلث البلاد، التي تضم مناطق ذات غالبية عربية، فعندما يختفي المبرر الوحيد للحرب، مواجهة تنظيم الدولة ينكشف الغطاء عن مشاكل جديدة عويصة، فالكثير من العرب الذين فرحوا لنهاية تنظيم الدولة يرفضون ان يكون تحت سيطرة الأكراد.

وتقول: “في الرقة التي كانت عاصمة الخلافة وسقطت بيد الجماعات الكردية في تشرين الأول (أكتوبر) 2017 هناك ملصقات ضخمة لمقاتلات كرديات تنتشر في مساحات المدينة التي تم تدميرها بشكل كامل. وتتناقض صور المقاتلات السافرات مع نساء المدينة المحجبات”.

وبحسب صحافي في المدينة “هناك ناس قبلوا بحكمهم وآخرون ينتفضون ضدهم حالة وجدوا الفرصة لفعل هذا”. وقال: “لا يوجد بديل الآن وهناك هدوء يسبق العاصفة”. وفي الوقت نفسه تنظر تركيا بنوع من القلق إلى صعود قوة الأكراد في سوريا. وينفي الأكراد أي علاقة مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الذين تقوم تركيا بمواجهتهم، واستخدم من قابلتهم الصحافية لغة حذرة. حيث وصفوا مناطقهم بـ(شمال سوريا) بدلا من “روجافا” والذي يعني كردستان الغربية.

إلا أن هذه التأكيدات مجرد غطاء وشرط للدعم الغربي الذي يتلقونه. فقبل دخولهم في التحالف الأمريكي ضد تنظيم الدولة كان الأكراد يتحدثون بصراحة عن قتالهم الأتراك في جبال شرق تركيا وعداوتهم لأنقرة.

وتكشف الأرقام التي نشرتها مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، مقتل أكثر من 4.000 شخص منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة التركية وبي كي كي، عام 2015، بمن فيهم 1.400 جندي. وقال مسؤول تركي للكاتبة العام الماضي: “تخيلي لو أنشأ الجيش الأيرلندي الحر دولة في اسكتلندا وساعدته أمريكا على هذا. وهو الوضع الذي نواجه”.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ